المرصد السوري يجدد التحذير من نهب الآثار في سوريا بعد هذه الواقعة

المرصد السوري يجدد التحذير من نهب الآثار في سوريا بعد هذه الواقعة


22/11/2020

حذّر المرصد السوري لحقوق الإنسان من مواصلة الفصائل المدعومة من أنقرة عمليات البحث والتنقيب عن الآثار، في مناطق مختلفة من قرى وبلدات منطقة عفرين شمالي غربي حلب.

ونقل المرصد عن مصادر لم يسمها أنّ الفصائل الموالية لتركيا تعمد إلى نبش "تل البير" الواقع جنوبي قرية إفرازة التابعة لناحية المعبطلي في ريف عفرين.

ووفقاً لمصادر المرصد السوري، فقد تعرّض "تل البير" لعمليات حفر بشكل مستمر، بحثاً عن لقى وقطع أثرية، على مدار الأشهر السابقة منذ أن تمكنت القوات التركية برفقة الفصائل المسلحة الموالية لها من السيطرة على مدينة عفرين في آذار (مارس) 2018، وبحسب ما رصده المرصد السوري، تعرّض التل لعمليات تخريبية بسبب استخدام الفصائل آليات ثقلية أثناء بحثها عن الآثار في المنطقة.

وسبق أن نشر المرصد في 26 آب (أغسطس) الماضي أنّ عناصر الفصائل الموالية لتركيا يكثفون بحثهم عن المواقع الأثرية المخفية في منطقة عفرين، بعد حفر وتجريف التلال الأثرية والمزارات الدينية المعروفة، حيث يحاول هؤلاء الاستفسار عن تلك المواقع من المسنين أبناء المنطقة، وذلك بترهيبهم تارة وتارة أخرى بترغيبهم وإعطائهم نسبة ممّا يستخرج من لقى وقطع أثرية، يأتي ذلك تحت أنظار المخابرات التركية التي تسهل عملهم.

كان المرصد قد حذّر من أن الفصائل الموالية لتركيا تواصل أعمال التنقيب عن الآثار وحفر وتخريب المزارات الدينية بحثاً عن تحف أثرية في عفرين

وكان المرصد السوري قد رصد، خلال الأشهر الفائتة، أنّ الفصائل الموالية لتركيا تواصل أعمال التنقيب عن الآثار وحفر وتخريب المزارات الدينية بحثاً عن تحف أثرية في عفرين، حيث جرفت وحفرت بشكل عشوائي تل "أرندة الأثري" الواقع في ناحية "الشيخ حديد" في ريف عفرين الغربي.

وشهد مزار "شيخ حميد" في قرية قسطل جندو التابعة لناحية شران في ريف عفرين أعمال حفر وتخريب أيضاً، ويُعدّ من المعالم التاريخية لمنطقة عفرين، واتهم الأهالي عناصر الفصائل بالقيام بأعمال الحفر التخريبية بتسهيل من المخابرات التركية.

ولا يُعدّ ذلك الأمر جديداً، بحسب ما أورده موقع "سكاي نيوز"؛ إذ يشكل غيضاً من فيض، فمنذ نحو 3 أعوام مع احتلال عفرين خاصة، تتصاعد وتيرة عمليات سرقة الآثار ونقلها إلى تركيا رغم المطالبات المتواصلة والمتكررة بوقف عمليات النهب المنظمة هذه، سواء من قبل سلطات الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا، أو حتى من قبل المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية، خاصة أنّ الآثار السورية أدرجت من طرف المنظمات الأممية المعنية ضمن لوائح الآثار المهددة بالخطر.  

وتتمّ هذه الجرائم المنظمة ضد التراث الحضاري الإنساني وفق خطة ممنهجة تركية هادفة لتدمير كل ما هو جمالي وتاريخي في المناطق الكردية التي يحتلها الجيش التركي شمال سوريا بغية محو ملامحها وتشويهها.

ويرى المختصون أنّ الغاية هنا ليست فقط الربح المادي، إنما تهدف أنقرة بالدرجة الأساس لتغيير الوقائع والحقائق الديموغرافية والقومية والثقافية وتحويل المنطقة إلى مشاع بلا هوية، يعيث مرتزقتها فيها فساداً وتخريباً محاولين بذلك طمس العمق الحضاري للمنطقة.

وفي السياق ذاته، يقول الباحث والكاتب بختيار سعيد في تصريح إلى "سكاي نيوز عربية": هذه الآثار المنهوبة والمواقع التاريخية التي تطالها يد التخريب التركية هي ملك للإنسانية، وهي ترمز إلى حقب ومحطات متنوعة من التراكم الحضاري في هذه المناطق الغنية بكنوزها الأثرية والفنية.

وأضاف: مثلاً في معبد عين دارة في منطقة عفرين وثقت سرقة مرتزقة الاحتلال التركي الأسد البازلتي الضخم، وغيره من آثار وتماثيل ومجسمات تعود لعصور سحيقة، فضلاً عن تدمير المواقع الأثرية خلال عمليات التنقيب والجرف، حتى أنّ بعض فصائل المرتزقة التابعين لأنقرة والائتلاف مثل "أحرار الشرقية" و"العمشات" و"الحمزات" و"السلطان مراد" و"صقور الشمال" لا تتوانى عن تدمير بعض المحال التجارية والسكنية في عفرين وبلداتها، كما وثق المرصد السوري أكثر من مرّة، بحثاً عن آثار وكنوز ونفائس مدفونة.

الصفحة الرئيسية