المجلس الأعلى للمقاومة.. مكون إخواني جديد يستهدف وحدة اليمن

المجلس الأعلى للمقاومة.. مكون إخواني جديد يستهدف وحدة اليمن

المجلس الأعلى للمقاومة.. مكون إخواني جديد يستهدف وحدة اليمن


10/08/2023

في اليمن، أجرى حزب التجمع اليمني للإصلاح، الذراع السياسية للإخوان المسلمين، حملة تغييرات واسعة في هياكله الإدارية، وقياداته الميدانية على مستوى محافظات مأرب وصنعاء وحضرموت والحديدة، وكذا أمانة العاصمة والجوف وسقطرى والمهرة وحضرموت.

تقديرات هذه التغييرات على المستوى الميداني تأتي انطلاقاً من رغبة الإخوان في اتساع هامش المناورة، وركوب موجة المستجدات المتوقعة التي يترقبها اليمنيون والأطراف السياسية في المشهد اليمني العام، والتلاعب بعواطف المواطنين، بحسب مصادر (العين) الإخبارية.

يقول الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية باليمن، والباحث السياسي صالح علي الدويل باراس، في تصريحات صحفية لشبكة (العين) الإخبارية: إنّ حملة تغيير قيادات الإخوان في عدد من المحافظات؛ "جاءت لامتصاص حالات الإخفاق التي تجرعها التنظيم في الأعوام الأخيرة".

وأضاف باراس أنّ الإخوان "منذ التفافهم على انتفاضة 2011، وتحويلها إلى ركيزة إخوانية، أخفقوا في حمايتها وحماية مشروعهم، وأخفقوا في صد الانقلاب، وحاولوا أن يتسلقوا على إنجازات التحالف العربي لدعم الشرعية، لكنهّم لم يحققوا انتصارات لا في الجنوب ولا في الشمال، وكل محاولاتهم باءت بالفشل". وشبّه حملة تغيير القيادات الإخوانية في المحافظات بـ "تغيير الأفعى لجلدها"، معتبراً أنّه "تغيير ظاهري تظل فيه الأفعى أفعى، والتغييرات القيادية في المحافظات الهدف منها هو إعادة قبول الإخوان في المحافظات والمديريات وإعطاء انطباع بأنّهم حزب مدني يتجدد".

 صالح علي الدويل باراس: الإخوان بارعون في التكتيك والالتفاف وصنع الشعارات

وتابع: الإخوان بارعون في التكتيك والالتفاف وصنع الشعارات، وخلق الأعداء واصطناع القضايا التي يدّعون فيها المظلومية، أمّا الرؤية الاستراتيجية، فهي ثابتة في نظرتهم إلى السلطة والأحزاب والشراكة".

بدوره، علّق صالح أبو عوذل، رئيس مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات، على تحركات الإخوان الأخيرة قائلاً: إنّ تنظيم الإخوان يعيش حالة من التيه، فهو يعتقد أنّه سيخرج كطرف كاسب من الحرب، لكنّه خسر الكثير، وبات اليوم محاصراً في نطاق جغرافي ضيق. مضيفاً: "هناك محاولات إقليمية للبحث عن موطئ قدم لإخوان اليمن في المحافظات الجنوبية".

إلى جانب المخلافي، اختار الإخوان (4) نواب له، و(14) عضواً، و(5) استشاريين من قيادات سياسية وقبلية وعسكرية وبرلمانية

وتابع: "تنظيم الإخوان في اليمن هو الوجه الآخر لميليشيات الحوثي، فهما ينطلقان من الفكر والمعتقد نفسه، والحديث عن إعادة تدوير القيادة أو تحديثها، ليس أمراً حقيقياً؛ فتنظيم الإخوان في اليمن سلالي القيادة، مثله مثل جماعة الحوثي"، كاشفاً أنّ عبد الملك الحوثي درس في بداية حياته بمدارس الإخوان، ممّا يعني أنّ هذه الجماعات متحدة في الفكر والمعتقد.

مكوّن إخواني جديد

من جهة أخرى، أعلن ما يُسمّى بـ "مجالس المقاومة الشعبية في محافظات اليمن" عن تدشين مجلس قيادة أعلى لها برئاسة القيادي الإخواني حمود المخلافي، المقيم بين مسقط وإسطنبول (والمعروف بتبنّيه خطاباً مناهضاً للمجلس الانتقالي الجنوبي، وقوات المقاومة الوطنية التي يقودها العميد طارق صالح والتحالف العربي)؛ بهدف توحيد صفوف الميليشيات الإخوانية، والأذرع الإرهابية المتحالفة معها، استعداداً لشن هجمات جديدة، والسعي نحو التمدد الميداني، من أجل بسط النفوذ وتحقيق المزيد من الهيمنة.

وإلى جانب المخلافي، اختار الإخوان (4) نواب له، و(14) عضواً، و(5) استشاريين من قيادات سياسية وقبلية وعسكرية وبرلمانية، بينهم عدد ممّن هاجموا التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.

قيادة مقاومة البيضاء أعلنت عدم صلتها بالمكوّن الإخواني الجديد، وأعربت في بيان لها عن دهشتها من إشهاره دون أيّ تنسيق مع مختلف فصائل المقاومة

أبرز هؤلاء؛ عبد الحميد عامر مسؤول حزب الإصلاح في الجوف، ومحمد ورق البرلماني الإخواني الذي تاجر طويلاً بقضية تهامة، إلى جانب محافظ سقطرى السابق رمزي محروس، وأمين العكيمي الذي سلّم محافظة الجوف للحوثي.

جرى الإعلان عن هذا التنظيم الجديد خلال مؤتمر عُقد لمدة يومين في محافظة مأرب، وزعم الإخوان أنّ هذا الإجراء يهدف إلى "توحيد جهود مجالس المقاومة الشعبية في المحافظات وتطوير أدائها وتنسيق جهودها بما يخدم معركة استعادة الدولة".

وأشار البيان إلى أنّ "المشاركين في المؤتمر اتفقوا على توحيد جميع مجالس المقاومة الشعبية في المحافظات، ضمن كيان واحد اسمه المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية".

"المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية" يأتي في سياق مساعٍ لتفتيت الشرعية اليمنية

قيادة مقاومة البيضاء أعلنت عدم صلتها بالمكون الإخواني الجديد، وأعربت في بيان لها عن دهشتها من إشهاره دون أيّ تنسيق مع مختلف فصائل المقاومة. وقال البيان: إنّ "الانفراد بهكذا أعمال استمرار للعبث الذي يعاني منه أبناء اليمن طيلة (8) أعوام مضت". وأضاف البيان: "تنوه قيادة مقاومة البيضاء إلى أنّ ما تم إشهاره اليوم لا يمتّ للمقاومات الشعبية بصلة، وتتمنى من القائمين عليه مراجعة الأمر، وجعل المصلحة الوطنية نصب أعينهم، بعيداً عن مقاضاة الأغراض والانتماءات الحزبية".

بدوره، رفض البرلماني اليمني محمد مقبل الحميري تعيينه في اللجنة الاستشارية العليا لهذا الكيان المشوّه. وقال: "أعتذر عن قبول هذا المنصب، صحيح أنّي كنت ناطقاً رسمياً للمقاومة الشعبية بمحافظة تعز، وأتشرف بذلك، ولكنّني لم أعد ناطقاً رسمياً منذ أعوام. وموقفي هذا لا يعني التخلي عن دوري الوطني في مقاومة الانقلاب، واستعادة الدولة ومؤسساتها الشرعية".

صحيفة (العرب) أكدت في تقرير لها أنّ الهدف من تأسيس "المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية" هو مناهضة التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، وتفتيت الشرعية

صحيفة (العرب) اللندنية أكدت في تقرير لها أنّ الهدف من تأسيس "المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية" هو مناهضة التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات وتفتيت الشرعية.

وقالت الصحيفة تحت عنوان: "المجلس الأعلى للمقاومة... مشروع إخواني يستهدف فرض واقع جديد في اليمن": إنّ "إعلان التيار الإخواني عن تأسيس ما يُسمّى بـ "المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية" يأتي في سياق مساعٍ لتفتيت الشرعية اليمنية، واستحداث كيانات جديدة تهدف إلى تغيير خارطة القوة في المناطق المحررة، التي رسمتها أكثر من (8) أعوام من الصراع بين السلطة والحوثيين".

مواضيع ذات صلة:

أقيال اليمن: هل يشكلون عنصرية مضادة؟

الحوثيون يعتزمون حجب مواقع (يوتيوب وفيسبوك) في اليمن... لماذا؟

من مأرب إلى تعز... المساعدات الإماراتية تشكل جسراً إنسانياً متصلاً في اليمن



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية