الكاظمي في السعودية... حول ماذا تمحورت المباحثات مع محمد بن سلمان؟

استقبل ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان آل سعود رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، وذلك في مستهل زيارته الرسمية إلى المملكة التي وصلها في وقت سابق أمس.

وذكر بيان صادر عن الحكومة العراقية نقلته وكالة الأنباء العراقية أنّه جرى خلال اللقاء التباحث في العلاقات الثنائية بين البلدين، وأهمية تطويرها بما يحقق مصالح شعبي البلدين، كذلك ناقش الجانبان عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وجهود ترسيخ السلام والتهدئة في المنطقة.

وأضاف البيان أنّ اللقاء شهد التأكيد على تدعيم التكامل الاقتصادي والتعاون البيني، بما يعزّز التنمية المستدامة في المنطقة، ويقوّي الجهود الثنائية لمواجهة الأزمات الاقتصادية.

الأمير محمد بن سلمان يستقبل مصطفى الكاظمي ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين وأهمية تطويرها والقضايا الإقليمية والدولية 

وأكّد الطرفان على الدور البارز للعراق في تقريب وجهات النظر في المنطقة، والدفع بجهود التهدئة والحوارات البنّاءة إلى الأمام، وفقاً للبيان.

وفي أعقاب اجتماع استمر، وفقاً لعدد من مساعدي رئيس الوزراء العراقي، ساعات عدة مع ولي العهد السعودي، قال الكاظمي للصحفيين: "لن نسمح بأيّ اعتداء على المملكة"، مضيفاً: "أمّا الحديث عن اعتداءات من العراق، فلم تكن هناك أيّ اعتداءات"، واعتبر أنّ "هناك محاولات من البعض لتوجيه الاتهامات لضرب العلاقات"، حسبما أوردت وكالة "فرانس برس".

ومن المخطط أن يُجري الكاظمي زيارة لإيران خلال الأيام المقبلة، وفقاً لما أفادت به وكالة الأنباء الرسمية أمس.

الكاظمي: لن نسمح بأيّ اعتداء على المملكة، ولم تنطلق أيّ اعتداءات من العراق، وهناك محاولات من البعض لتوجيه الاتهامات لضرب العلاقات

ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة القول إنّ "الكاظمي سيزور الجمهورية الإسلامية والمملكة العربية السعودية بصورة متعاقبة خلال أيام".

وأشارت المصادر إلى أنّ "الزيارتين تأتيان في إطار المشاورات التي أجرتها السعودية وإيران في بغداد مؤخراً"، لافتاً إلى أنّ "الكاظمي سيناقش خلال زيارته المرتقبة ملفات عديدة من بينها العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية".

وكان مسؤول حكومي عراقي قد أفاد في نيسان (أبريل) الماضي لوكالة الصحافة الفرنسية بأنّ إيران والسعودية استأنفتا جلسات الحوار في بغداد بعد توقف لأشهر عدة، وذلك بعقد لقاء بين ممثلين للعاصمتين ضمن الجهود الهادفة إلى تحسين العلاقات المقطوعة بينهما، برعاية عراقية.

مصادر: الزيارتان للكاظمي إلى السعودية وإيران تأتيان في إطار المشاورات التي أجرتها الدولتان في بغداد مؤخراً

وحضر جلسة المباحثات وزير الحرس الوطني السعودي الأمير عبد الله بن بندر بن عبدالعزيز، ونائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز، ووزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، ووزير التجارة ماجد بن عبد الله القصبي، ورئيس الاستخبارات العامة خالد بن علي الحميدان، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى العراق عبد العزيز الشمري.

وحضر من الجانب العراقي وزير الخارجية فؤاد حسين، ووكيل جهاز المخابرات الوطني ماجد علي حسين، ومدير المكتب الخاص لرئيس الوزراء أحمد نجاتي، ومستشار رئيس الوزراء لشؤون المراسم حسنين رشيد الشيخ، وفق ما نقلت وكالة واس.

وسبقت زيارة الكاظمي تلك إلى الرياض إعادة فتح معبر عرعر الحدودي بين البلدين في تشرين الأول (نوفمبر)، للمرة الأولى منذ إغلاقه في العام 1990 عقب الغزو العراقي للكويت في ظل حكم صدام حسين، ولم يفتح رسمياً إلا خلال مواسم الحج.