القيم الإنسانية في سيرة زايد الخير

القيم الإنسانية في سيرة زايد الخير


05/05/2021

أحمد محمد الشحي

تستقي الأمم من رموزها وفرسان حضاراتها الطاقات الإيجابية، وتستلهم من سيرهم الدروس والعبر، وفي دولة الإمارات تبرز سيرة عطرة خالدة، أشرقت أنوارها في دولة الإمارات، وامتدت قبساتها لتغمر أرجاء الأرض كلها، ألا وهي سيرة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤسس دولة الإمارات وباني نهضتها.

لقد كان الشيخ زايد، رحمه الله، قامة إنسانية كبرى، قل له نظير، فهو صاحب القيم المثلى، والمبادئ الراقية، التي أولت الإنسان فائق العناية، واهتمت به في شتى الجوانب.

ومن أبرز قيم زايد الخير الإنسانية، تقدير قيمة الإنسان، أياً كان جنسه أو عرقه أو لغته أو دينه، كما قال تعالى: {ولقد كرمنا بني آدم}، فالإنسان كائن مكرم، حباه الله تعالى بنعم كثيرة من المقومات الجسدية ومن نعمة العقل والتمييز واللغة والعلم وغير ذلك، وهذا التقدير للجنس البشري يُحتِّم على أبناء هذا الجنس أن يتعاملوا فيما بينهم باحترام وتعايش وتعاون وتكافل، وفي ذلك يقول الشيخ زايد، رحمه الله: «إن البشرية لها قيمة عظمى عند الله سبحانه وتعالى، وإن الإسلام يكرم الإنسان، لأن المولى عز وجل كرمه، وإنه يعتبر النفس البشرية أمانة يجب ألا تهان أو تذل أو تعامل بدون عدالة أو بدون حق».

وأرسى الشيخ زايد، طيب الله ثراه، مبادئ التعايش والتسامح والتحاور والمعاملة الحسنة بين الناس، ليبنوا بذلك جسور تواصل حضارية فيما بينهم، بما يخدم الجميع، رقياً في الفكر، ونبلاً في الأخلاق، واجتهاداً في العمل والإنجاز، وتعاوناً على بناء صرح حضاري مستنير، وما أحوج الإنسانية إلى هذه القيم، وخاصة في ظل الأزمات العالمية والتحديات المشتركة، ومن أبرزها في هذه الفترة، أزمة وباء «كورونا»، والتي تقتضي من العالم كله بدوله وشعوبه ومنظماته الدولية تحقيق التعاون الأمثل فيما بينهم للتغلب على هذا الوباء، وكبح جماح انتشاره، ومكافحته، وذلك بالضرورة لا يمكن تحقيقه إلا وفق مبادئ التعاون والتسامح.

ومن القيم الإنسانية في سيرة زايد الخير، والتي تحتاجها المجتمعات، وخاصة في هذه الأزمة، قيمة الأمل والتفاؤل، وعدم اليأس والاستسلام مهما كانت الظروف والمصاعب، ويضيء لنا الشيخ زايد، رحمه الله، الطريق بقوله: «أنا أتطلع إلى المستقبل، وأجد أن الصورة باسمة ومشرقة مهما واجهتنا من أخطار»، ومتى تحلت البشرية بقيمة الأمل استقوت على مواجهة التحديات، واشتدت عزيمتها في العمل والاجتهاد لإيجاد الحلول تجاه أي مشكلة، ومتى استسلمت تمكنت منها الأدواء والأوباء.

ومن القيم الإنسانية البارزة في سيرة الشيخ زايد، طيب الله ثراه، والتي تحتاج إليها البشرية في كل مكان وزمان، قيمة العمل الخيري والمبادرات الإنسانية، فقد كان، رحمه الله، نصير الضعفاء والمحتاجين، وقائد الإنسانية في رعاية الفئات الضعيفة والمحتاجة والمنكوبة في كل مكان، وكان قدوة في مساندة الشقيق والصديق، والوقوف معهم في أحلك الظروف، وهو رائد المبادرات الإنسانية والخيرية والتنموية وصاحب الأيادي البيضاء الكريمة الممتدة في كل مكان، أحبه القاصي والداني، ووصل كرمه إلى شرق الأرض وغربها، وعزَّز هذه القيمة في مجتمع الإمارات، حتى أضحى نموذجاً في إطلاق المبادرات الإنسانية لمساندة المحتاجين في كل مكان، وأضحت دولة الإمارات إحدى الأذرع الكبرى للعمل الإنساني في العالم.

ومن القيم الإنسانية التي رسخها زايد الخير، طيب الله ثراه، قيمة السلام، والتأكيد على مقوماته من التحلي بالوسطية والاعتدال، والتحذير من التطرف والعنف والإرهاب، فقال: «إن السلام هو حاجة ملحة للبشرية جمعاء»، وقال محذراً من الإرهاب: «إن أخطر ما في الإرهاب هو تستره بالدين، والدين منه براء، ومن يمارسون الإرهاب هم قتلة وآثمون في حق دينهم وأوطانهم وشعوبهم وأنفسهم»، وما أحوج العالم اليوم إلى هذه الوصايا، ليستمتعوا بعبق السلام، ويطفئوا نيران الصراعات التي لا تعود على البشرية إلا بالخراب والدمار، وما أحوج المتطرفين إلى مراجعة أنفسهم، وتطهيرها من أدران التطرف، وأن يعلموا أن طريقهم المظلم يدمرهم قبل أن يدمر غيرهم.

إن سيرة الشيخ زايد، طيب الله ثراه، سيرة عطرة زاخرة بالقيم الإنسانية، التي تستلهم منها الأجيال إشراقات مضيئة لحاضرهم ومستقبلهم.

عن "البيان" الإماراتية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية