القمم الثلاث بمكة المكرمة تجمع على هذا..

القمم الثلاث بمكة المكرمة تجمع على هذا..


01/06/2019

أكد وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، عادل الجبير، رفض الأعمال التخريبية والإرهابية الإيرانية التي طالت المياه الإقليمية لدولة الإمارات ومحطات ضخ النفط في المملكة العربية السعودية، مشدداً على أنّ الدول العربية والخليجية والإسلامية لا تقبل مثل هذه التصرفات.

وقال الجبير، في مؤتمر صحفي مشترك مع أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، يوسف بن أحمد العثيمين، في ختام قمّة منظمة التعاون الإسلامي الـ14 بمكة المكرمة، إنّ القمم الثلاث: (الخليجية والعربية والإسلامية التي عقدت بمكة المكرمة) أعطت رسالة واضحة على وحدة الصف فيما يتعلق بكل القضايا، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، حيث أكدت أنّ الحل يجب أن يكون قائماً على الشرعية الدولية والمبادرة العربية، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس".

القمة الإسلاميّة تعلن تضامنها مع الرياض ودعمها لجميع الإجراءات التي تتّخذها لحماية أمنها القومي وإمدادات النفط

وأشار إلى أنّ العالم الإسلامي يواجه تحديات كثيرة منها التطرف والإرهاب والطائفية والصراعات التي تحدث، مشيراّ إلى أنّ هناك فرصاً هائلة؛ فالعالم الإسلامي يمثل ثلث البشرية ولديه مساحة كبيرة من الجغرافيا، فضلاً عن تمتعه بقدرات طبيعية هائلة وفرص أخرى يجب استغلالها لرفع المستوى المعيشي في الدول الإسلامية.

وذكر أنّ هناك من يخرب هذه الفرص، ويسعى لنشر الطائفية ودعم الإرهاب، ويمد ميليشيات إرهابية بصواريخ باليستية، وهناك من لا يحترم سيادة الدول والمبادئ التي قام عليها المجتمع الدولي، وهي إيران.

وأوضح أنّ المملكة العربية السعودية تعمل دائماً من أجل التنمية والرخاء وإرساء الأمن والاستقرار وتحسين الوضع المعيشي للشعب السعودي والعالم العربية وكذلك الأمة الإسلامية. كما تسعى كذلك إلى بناء جسور التواصل وتشجيع الاستثمارات والتجارة، وتمكين المرأة والشباب، وخلق بيئة ومناخ يسود فيه الإبداع لتحسين المستوى المعيشي، مشيراً إلى أنّ العالم الإسلامي يرفض تصرفات إيران، و"يقول لإيران كفى إذا أردت أن تكوني دولة ذات احترام عليك أن تتبنى سياسات تؤدي إلى احترام الناس".

وأشار إلى أنّ قتل الدبلوماسيين وتفجير سفارات وزرع خلايا إرهابية في دول أخرى، وتهريب سلاح ومتفجرات لدول أخرى ودعم ميليشيات إرهابية تسيء للمدنيين، وتطلق صواريخ باليستية على المدن، هذا ليس تصرف دولة تريد أن تعيش وتنال احترام دول الجوار.

وأعرب المسؤولون في القمة الإسلاميّة، في بيانهم الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية، عن "تضامنهم" مع الرياض ودعمهم "اللامحدود لجميع الإجراءات التي تتّخذها لحماية أمنها القومي وإمدادات النفط"، مدينين الحوادث الأخيرة، إنّما من دون ذكر إيران.

وقال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، في افتتاح القمّة الإسلامية، إنّ "الأعمال الإرهابيّة التخريبيّة لا تستهدف المملكة ومنطقة الخليج فقط، وإنّما تستهدف أمن الملاحة وإمدادات الطاقة للعالم"، معتبراً أنّها تُشكّل "تهديداً خطيراً لأمن وسلامة حركة الملاحة البحريّة والأمن الإقليمي والدولي".

وتزامنت هذه التصريحات مع تحذير الأمين العام لحزب الله في لبنان، حسن نصرالله، من أنّ أيّ حرب ضدّ طهران الداعمة له "لن تبقى عند حدود إيران"؛ بل ستُشعل المنطقة بكاملها، منبّهاً من أنّ هذا يعني أنّ المصالح الأمريكيّة "ستُباح"، بحسب ما نقل موقع "ميدل ايست أون لاين". 

القمة العربية تشدد على حق السعودية في الدفاع عن أراضيها واعتبار الصواريخ الإيرانية تهديداً للأمن القومي العربي

من جهة أخرى، ندّدت القمّة بظاهرة "الإسلاموفوبيا، باعتبارها شكلاً معاصراً من أشكال العنصرية والتمييز الديني، ما انفكّت تتنامى في أنحاء كثيرة من العالم".

وشجّع المجتمعون "الأمم المتّحدة وغيرها من المنظّمات الدوليّة والإقليميّة على اعتماد 15 آذار (مارس) يوماً دولياً لمناهضة الإسلاموفوبيا".

واستبق قادة الدول الإسلاميّة، في قمّة مكّة المكرّمة، الخطّة الأمريكيّة المرتقبة للسّلام، مؤكّدين رفضهم حلولاً لا تضمن إقامة دولة فلسطينيّة عاصمتها القدس الشرقيّة، كما أكد البيان الختامي للقمّة رفض اعتراف إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية.

وشدّد قادة الدول الإسلاميّة على أنّ أيّ مقترح يُقدَّم من أيّ طرف كان لا يتبنّى الحقوق الفلسطينية ولا يتّسق مع المرجعيّات الدولية المتّفق عليها والتي تقوم عليها عمليّة السلام في الشرق الأوسط "مرفوض"، داعين إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي التي احتلّتها بعد عام 1967 والاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وجاءت مواقف الدول الإسلاميّة قبل الكشف عن خطّة سلام أمريكيّة توصَف بأنّها "صفقة القرن".

والقمّة الـ14 لمنظّمة التعاون الإسلامي، التي تضمّ 57 دولة، هي ثالث اجتماع على مستوى قادة الدول استضافته مكّة بعد قمّتَين؛ خليجيّة وعربيّة ليل الخميس الجمعة حصدت خلالهما المملكة دعماً في مواجهتها المفتوحة مع جارتها ايران.

وفي سياق متصل، اتفقت الدول العربية، في البيان الختامي للقمة العربية، على حق السعودية في الدفاع عن أراضيها، واعتبار عمليات إطلاق الصواريخ البالستية "إيرانية الصنع" من اليمن على المملكة "تهديداً للأمن القومي العربي".

وجاءت القمة العربية بعد أخرى لمجلس التعاون الخليجي، عقدت في مكة بدعوة من السعودية كذلك.

وفي البيان الختامي للقمة الخليجية، دانت الدول الأعضاء الهجمات الأخيرة في المنطقة، مؤكدة على اتفاقية الدفاع المشترك بينها، والتي تعتبر أنّ أي اعتداء على أي منها هو اعتداء عليها جميعاً.

القمة الخليجية تدعو إيران لوقف دعم الجماعات والميليشيات الإرهابية، وتهديد أمن الممرات البحرية والملاحة الدولية

كما دعا البيان إيران إلى "التوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، ووقف دعم الجماعات والميليشيات الإرهابية، وتهديد أمن الممرات البحرية والملاحة الدولية".

وتواجه إيران اتهامات بالمسؤولية عن الهجمات في الآونة الأخيرة، فيما تنفي الحكومة الإيرانية هذه الاتهامات.

وانعقدت القمم، الخليجية والعربية والإسلامية بمكة المكرمة، في خضمّ توتّرات بين إيران والولايات المتحدة. وكانت واشنطن أرسلت تعزيزات عسكريّة إلى الخليج لمواجهة التهديدات الإيرانية.

وتدهورت العلاقات بين واشنطن وطهران سريعاً منذ إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في 2018 انسحاب بلاده من الاتفاق النووي، ومؤخّراً بعدَ تشديد العقوبات الأمريكيّة على قطاع النفط الإيراني بداية أيّار (مايو) الماضي.

وتقوم ايران بتدريب وتمويل مجموعات مسلّحة في اليمن (الحوثيون) والبحرين، والعراق، ولبنان وسوريا.

 

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية