القاعدة وإيران... علاقات متجددة وأهداف مشتركة

سلطت ورقة عمل  قدمها (المركز العربي لدراسات التطرف) الضوء على العلاقة التي تربط قيادات تنظيم القاعدة الإرهابية مع النظام الإيراني، وتأثيرها على اختيار زعيم للتنظيم، خاصة أنّ إيران أصبحت منذ أعوام طويلة الحاضنة الأكثر أماناً والملاذ الأفضل من الملاحقات الأمنية في معظم دول العالم للعناصر الإرهابية.

ووفقاً للمركز، فإنّ تنظيم القاعدة لم يحدد حتى اليوم من سيخلف أيمن الظواهري الذي قتل في غارة أمريكية بأفغنستان في شهر آب (أغسطس) 2022، في قيادة القاعدة، لكن ‏حسب التقييمات المختلفة، فهناك (4) منافسين؛ هم: سيف العدل، وعبد الرحمن المغربي، ‏وأبو عبيدة يوسف العنابي، وأحمد عمر‎.‎

المركز العربي: سيف العدل، أو عبد الرحمن المغربي، لديهما فرص أكبر لخلافة الظواهري؛ فكلاهما يقيمان في إيران ويتمتعان برعاية توفر لهما ‏حرية الحركة. 

وأوضح المركز أنّ سيف العدل، أو عبد الرحمن المغربي، لديهما فرص أكبر لخلافة الظواهري كزعيم ‏للقاعدة من المرشحين الآخرين؛ فكلاهما يقيمان في إيران ويتمتعان برعاية إيرانية توفر لهما ‏حرية الحركة والقدرة على تقوية القاعدة في مسارح عملياتها المختلفة، كما أنّ علاقتهما ‏الشخصية مع المسؤولين الإيرانيين مفيدة؛ لأنّها تسمح بتعاون أعمق مع النظام الإيراني، ‏وبالتالي فمن المرجح أن يحافظا على الاستراتيجية التنظيمية للقاعدة التي تتركز على محاربة ‏العدو المشترك: الولايات المتحدة‎.‎

يُذكر أنّ إيران تقيم علاقات مع تنظيم القاعدة منذ تسعينيات القرن الماضي، وسبق أن زار أعضاء من التنظيم إيران، واجتمعوا مع قيادات الحرس الثوري الإيراني ووكلائه الإقليميين، مثل حزب الله، للتباحث بشأن التعاون في مجالات التدريب والتكتيكات والأمن. 

وكان الكثير من وكالة الاستخبارات قد أشار إلى علاقة إيران بعدة هجمات إرهابية، كتفجيرات عام 1998 التي استهدفت فيها القاعدة السفارتين الأمريكيتين في نيروبي ودار السلام، وكان من الواضح أنّ هذه التفجيرات تشبه في أسلوب تنفيذها تفجير ثكنة بيروت عام 1983 من قبل حزب الله.

كما أنّ هناك دليلاً على تعاون أكثر عمقاً في تفجيرات الخُبر عام 1996 في المملكة العربية السعودية، حيث تعتقد الاستخبارات الأمريكية أنّ أسامة بن لادن متورط، وأنّ إيران قدمت المساعدة اللوجستية والتمويل. وهذه مجرد أمثلة على تعاون مبكر بين إيران والقاعدة، وكان من المتوقع أن يستمر في المستقبل.