الفوضى تعم غزة... حماس تشن حملة لقتل عصابات تسرق شاحنات المساعدات

الفوضى تعم غزة... حماس تشن حملة لقتل عصابات تسرق شاحنات المساعدات

الفوضى تعم غزة... حماس تشن حملة لقتل عصابات تسرق شاحنات المساعدات


كاتب ومترجم فلسطيني‎
20/11/2024

يشهد قطاع غزة فوضى عارمة هي الأخطر والأعنف في ظل استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية لأكثر من عام على التوالي، فقد ظهر منذ بداية الحرب عصابات قطاع طرق، تعمل على سرقة الشاحنات وتعتدي على المواطنين وتسرق أمتعتهم؛ الأمر الذي أفرز مجاعة كبيرة وحالة من الخوف والقلق لدى المواطنين، ودفع بأجهزة حماس إلى إعادة تفعيل الخلايا الأمنية للحد من هذه الظاهرة المقلقة.

بالقرب من معبر كرم أبو سالم التجاري الإسرائيلي مع غزة يكمن عدد كبير من قطاع الطرق بين الأحراش والمباني السكنية المهدمة، انتظاراً لوصول الشاحنات المحملة  بالطحين والمواد الغذائية، ومن ثم السطو عليها وسرقتها وبيعها بأثمان باهظة، وهذه الأفعال أحدثت عجزاً في الخدمات المقدمة من قبل مؤسسات الإغاثة العاملة في غزة، التي باتت مستودعاتها فارغة بسبب عمليات سرقة المساعدات.

معبر كرم أبو سالم

بث الفوضى

وتبين وفق معلومات حصلت عليها جهات أمنية تابعة لحماس في غزة أنّ العصابات التي يتم استهدافها تعمل وفق أجندة إسرائيلية، حيث إنّ قادة العصابات على تواصل مع أجهزة المخابرات الإسرائيلية، ويتم إعطاؤهم تعليمات ببث الفوضى في القطاع من خلال السطو على شاحنات المساعدات، وابتزاز المواطنين والتجار وإحداث مجاعة، وباتت تتفشى مجاعة حقيقية في غزة بعد الشح الحاد في الطحين والمواد التموينية الأخرى، وإن توفر يباع بأسعار باهظة لا يمكن للمواطنين الحصول عليها في ظل الظروف المعيشية الصعبة.

وشرعت خلايا أمنية تابعة لحماس بالعمل على وضع حد لحالة الفوضى التي وصلت إلى منحنيات خطيرة، في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع، وتعمل وحدة "سهم"، وهي وحدة أمنية شكلتها حكومة حماس قبل الحرب للتدخل السريع في المهام الصعبة، بالعمل على إعدام أفراد العصابات رمياً بالرصاص وإطلاق القذائف المضادة للأفراد عليهم، وقد قتلت الوحدة الأمنية في غضون أسبوعين قرابة (27) مواطناً يعملون ضمن عصابات تتخابر مع الجيش الإسرائيلي، وتعتدي على شاحنات المساعدات أثناء مرورها عبر شارع صلاح الدين شرق غزة.

غطاء إسرائيلي 

ويوفر الجيش الإسرائيلي غطاءً للعصابات بتحديد ممرات معينة للسائقين لاستخدامها بعد الخروج من المعبر التجاري، وقد أعلنت (29) منظمة دولية أنّ إسرائيل ضالعة بالسماح لعصابات بنهب المساعدات وبث الجوع والفوضى في غزة، ويتعمد الجيش قتل مجموعات تعمل على تأمين المساعدات، في المقابل يسمح لقطاع الطرق بسرقة الشاحنات عبر إجبار السائقين على التوقف تحت تهديد السلاح، وسرقة الشاحنات وتفريغها من حمولتها داخل الأراضي الزراعية.

ووجّه الجيش الإسرائيلي اتهامات عدة لحماس بالوقوف وراء تشكيل عصابات لسرقة الشاحنات، وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس: إنّ إسرائيل تعمل على إيصال المساعدات للسكان، لكنّ عناصر حماس يعملون على اعتراض الشاحنات ومنع وصولها إلى المواطنين، لكنّ مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابت يقول: إنّ الجيش الإسرائيلي يمارس عملية تضليل من خلال السماح بدخول مساعدات محدودة إلى غزة تحت ضغط المجتمع الدولي، ويضيف أنّ الجيش يسهل عمل عصابات مسلحة خارجة عن القانون، وأفعال هذه العصابات أدت إلى حدوث مجاعة في قطاع غزة، وينفي كبير الدبلوماسيين الأمريكيين المشاركين في إرسال المساعدات إلى غزة ديفيد ساتر فيلد مزاعم إسرائيل بأنّ حماس هي من تسرق المساعدات، ولا يوجد أدلة على قيام الحركة بذلك.

كمائن موت

في أحاديث منفصلة لمراسل (حفريات)، أكد سائقو شاحنات يعملون على نقل بضائع ومساعدات إلى مخازن الأمم المتحدة وغيرها من المؤسسات الأخرى أنّ هناك عصابات تعمل مع الجيش الإسرائيلي باعتراض طريق نقل المساعدات، ومنع الوصول إلى عمق غزة وسرقة محتويات الشاحنات، ومن ثم الاعتداء على السائقين وإطلاق النار بشكل مباشر على عدد كبير منهم، بعضهم فارق الحياة والبعض الآخر أصيب بإعاقات.

هناك عصابات تعمل مع الجيش الإسرائيلي باعتراض طريق نقل المساعدات، ومنع الوصول إلى عمق غزة وسرقة محتويات الشاحنات

ويقول أبو رامي: "تعرضت مرات عدة لعمليات سطو مسلح من قبل عصابات اعترضت شاحنة خاصة بي وعدد آخر من الشاحنات شرق مدينة رفح، حيث أجبرني المسلحون على قيادة الشاحنة المحملة بمساعدات وتحت تهديد السلاح إلى منطقة زراعية قريبة من المعبر،  ومن ثم تفريغها بالكامل والاعتداء علينا بالضرب".

ولفت إلى أنّ "هذه العصابات تعمل على بيع المساعدات بأثمان مرتفعة جداً للحصول على المال، وتتم عمليات البيع في أماكن حدودية بعيداً عن أجهزة الأمن، ويتم حرمان السكان والنازحين من الحصول على المساعدات، وبالتالي تتفشى حالة من المجاعة والغضب في صفوف السكان".

تجاهل الجيش

أمّا السائق أبو وليد، فقد تعرّض لعمليات سطو عديدة على طريق صلاح الدين القريب من معبر كرم أبو سالم مع غزة، وأوضح أنّ قطاع الطرق لا يمكن رؤيتهم من مسافات بعيدة، بل يعملون كمائن بين الأحراش ويضعون قطعاً كبيرة من الحجارة في الطرق لإجبار الشاحنات المسرعة على التوقف والسطو عليها".

ويؤكد أنّ "تلك العصابات ليس لها علاقة بعناصر حماس، وإنّما يعملون وفق أجندة إسرائيلية وبالتعاون مع الجيش، والدليل على ذلك أنّ العصابات تكمن في مناطق ضمن سيطرة الجيش الإسرائيلي ولا يسمح بوصول الأفراد إليها، وتتمّ عمليات السرقة والنهب تحت أعين الجيش وبشكل ممنهج، ولا يتدخل الجيش بإطلاق النار على المسلحين الذين يكونون على مقربة من عناصر الجيش فى مناطق القتال".     

يشار إلى أنّ الجيش الإسرائيلي منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة في تشرين الأول (أكتوبر) 2023 يتعمد تجويع السكان من خلال منع إدخال المساعدات، وخاصة المواد التموينية الأساسية مثل الطحين والأرز وغير ذلك من المواد الأساسية، لكن بعد ضغوط الإدارة الأمريكية على إسرائيل لإدخال المساعدات الإنسانية، اتجه الجيش لإيجاد طرق بديلة يحقق من خلالها مجاعة وفوضى في غزة، من خلال تشكيل عصابات تمنع وصول المساعدات إلى مخازن المؤسسات الإغاثية. 
 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية