
أمر مجلس القضاء الأعلى في العراق، أمس الاثنين، باتخاذ الإجراءات المشددة بحق الحركات التي تتخذ من الأديان غطاء لممارساتها الشاذة، وذلك بعد حملة شنتها الأجهزة الأمنية لملاحقة وقمع حركة دينية منحرفة ظهرت، مؤخرا، تطلق على نفسها "جماعة القربان"، وسط تحركات عشائرية للتصدي لهذه الجماعة وغيرها.
وذكر بيان لمجلس القضاء، نقلته صحيفة "العرب" اللندنية، أن "رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي فائق زيدان، أوعز إلى المحاكم باتخاذ الإجراءات القانونية المشددة بحق بعض الحركات التي انتشرت مؤخراً بمسميات متعددة والتي تتخذ من الأديان أو المذاهب غطاء لممارساتها الشاذة التي لا تتفق مع مبادئ وقيم وأفكار تلك الأديان أو المذاهب.
وأشار إلى أن بعض هذه الحركات أصبح يشكل خطرًا على حياة المواطنين من أتباع دين أو مذهب معين، مما يستدعي اتخاذ إجراءات قانونية مشددة بحقهم، مع ضرورة إشعار المحاكم الجزائية بذلك.
ويأتي التحرك القضائي بعد مباحثات أجراها رئيس مجلس القضاء الأعلى، فائق زيدان، مع مستشار الأمن القومي، قاسم الأعرجي، الأحد، حول الإجراءات القضائية الخاصة بمكافحة التطرف.
نشطت في عدد من المحافظات العراقية جماعات دينية بينها جماعة القربان أو "العلاهية" التي تنفّذ طقوسا قاسية ومتطرّفة
بالتوازي، أطلقت مديرية شؤون العشائر بمحافظة ديالى العراقية برنامجا هو الأول من نوعه للتصدي لما وصفته بـ"الحركات المنحرفة" ومنعها من نشر أفكارها في عموم البلاد، وسط تأكيدات على أهمية دور العشائر بنشر الوعي والسلام المجتمعي.
ومؤخرا، نشطت، في عدد من المحافظات العراقية، خصوصا محافظة ذي قار الجنوبية، جماعات دينية بينها جماعة القربان أو "العلاهية" التي تنفّذ طقوسا قاسية ومتطرّفة تتضمّن تقديم أشخاص قرابين إلى الإمام علي بن أبي طالب من خلال الانتحار بطرق بشعة، الأمر الذي تسبّب في اضطرابات اجتماعية وأمنية بمحافظات جنوب العراق.
وهي أحدث مجموعة دينية تتعرض للملاحقة في العراق، بعد أن أعلنت وزارة الداخلية مؤخرا، اعتقال عدد من أعضائها بتهم تتعلق بـ"الانحراف".
ولدى المجموعة قنوات خاصة مغلقة على تلغرام يجري فيها الإعلان عن موعد القرعة المتعلقة باختيار الأشخاص الذي سيضحون بأنفسهم"، وفقا لمصدر استخباراتي في محافظة ذي قار.
وسُلطت الأضواء مجددا في العراق على "جماعة القربان" بالتزامن مع إعلان السلطات شن حملة أمنية واسعة لملاحقة أفرادها الذين يقدمون على الانتحار طواعية "تقربا" للإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.
وتأتي هذه الملاحقات بعد نحو 3 سنوات من أول ظهور علني للمجموعة في مدينة الناصرية جنوبي العراق، وفي حينها نفذت السلطات حملات مشابهة لاعتقال أفراد المجموعة.
وتؤكد التقارير أن جميع أفراد الجماعة هم من الشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم 20 عاما، وعادة ما ينتشرون في أطراف المدن الكبيرة وفي القرى والأرياف والمناطق النائية التي ينتشر فيها الفقر والجهل والبطالة، كما أنه ليس من المعروف الحجم الحقيقي لأعداد هذه الجماعة لكنهم ينتشرون في معظم مناطق وسط وجنوب العراق.