العراق: تفاصيل فاجعة مستشفى ابن الخطيب ببغداد والحكومة تعلن الحداد وتباشر التحقيقات

العراق: تفاصيل فاجعة مستشفى ابن الخطيب ببغداد والحكومة تعلن الحداد وتباشر التحقيقات


25/04/2021

لقي عشرات العراقيون مصرعهم في حريق اندلع ليل السبت الأحد في وحدة العناية المُركّزة في مستشفى ابن الخطيب في بغداد، حيث يتعالج مصابون بكوفيد-19 إثر انفجار اسطوانة أكسجين.

ولم تصدر عن أي جهة رسمية أي حصيلة لضحايا الحريق، لكنّ التقارير الصحفية أشارت إلى أنّ الحصيلة الأولية تشير إلى سقوط ما لا يقل عن 27 ضحية، حتى الآن، فيما أعلن عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق علي البياتي عن ارتفاع حصيلة ضحايا الحريق في مستشفى ابن الخطيب في بغداد إلى 58 قتيلاً.

وقال البياتي في تغريدة عبر موقع "تويتر": "عدد الوفيات نتيجة حريق مستشفى ابن الخطيب (58) منهم (28) كانوا في ردهة إنعاش الرئة".

وكشفت مصادر طبية، في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية، أنّ الحريق نتج عن انفجار سببه عدم الالتزام بشروط السلامة المتعلقة بتخزين أسطوانات الأكسجين، والمُخصّصة لعلاج مرضى كورونا.

وقال مدير الدفاع المدني كاظم بوهان لوكالة الأنباء العراقية إنّ الحريق وقع في الطابق الأوسط المُخصّص لإنعاش المرضى، وأضاف أنّ المستشفى يضم 120 مريضاً وتمّ إنقاذ نحو 90 منهم، دون الإدلاء بأي حصيلة تتعلّق بعدد المرضى.

وأكّد المسؤول نفسه أنّه تمت السيطرة على الحريق وإخلاء المستشفى الواقع بمنطقة "جسر ديالي" من كل الموجودين فيه، مُشيراً إلى أنّ المستشفى قديم وليس به منظومة لإطفاء الحرائق، حيث إنّه مُزوّد بوسائل إطفاء بسيطة لا تفي بالغرض.

أفاد شهود عيان بأنّ الحريق قد وقع جراء انفجار إحدى قنينات الغاز التي يتم الاستعانة بها لمساعدة المرضى المصابين بفيروس كورونا 

وكان شهود عيان قد تحدثوا عن وقوع انفجار في أحد أنابيب الغاز في المستشفى، وقال آخرون إنّ إحدى قنينات الغاز التي يتم الاستعانة بها لمساعدة المرضى المصابين بفيروس كورونا انفجرت، وتسبّبت باندلاع النيران التي التهمت أسطوانات الغاز في المستشفى المكونة من 3 طوابق.

وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي رجال الإطفاء يحاولون إخماد النيران في مستشفى ابن الخطيب بينما كان المرضى وأقاربهم يحاولون الفرار من المبنى.

وفي مقطع فيديو آخر تمّ تصويره بين أروقة المستشفى، ظهر الذعر جلياً خلال عملية إنقاذ المرضى بأصوات الصراخ والاستغاثة وسط دخان الحريق، الذي أجبر البعض على ارتداء أقنعة تساعدهم على التنفّس.

حداد عام

وعلى إثر الكارثة، عقد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي اجتماعاً طارئاً مع عدد من الوزراء والقيادات الأمنية والمسؤولين، أمر في أعقابه بـ "إعلان الحداد على أرواح شهداء الحادث"، معتبراً ما حصل "مسّاً بالأمن القومي العراقي".

واعتبر الكاظمي خلال الاجتماع الطارئ أنّ "مثل هذا الحادث دليل على وجود تقصير؛ لهذا وجّهت بفتح تحقيق فوري والتحفّظ على مدير المستشفى ومدير الأمن والصيانة وكلّ المعنيين إلى حين التوصّل إلى المقصّرين ومحاسبتهم".

كما شدّد على أنّ "الإهمال بمثل هذه الأمور ليس مجرّد خطأ، بل جريمة يجب أن يتحمّل مسؤوليتها جميع المقصّرين"، مطالباً بأن تصدر "نتائج التحقيق في حادثة المستشفى خلال 24 ساعة ومحاسبة المقصّر أيّاً يكن"، وفق ما أورد موقع "الحرة".

ودعا رئيس الوزراء إلى "تشكيل فريق فنّي من كلّ الوزارات المعنية لضمان تدقيق إجراءات السلامة بجميع المستشفيات والفنادق والأماكن العامة خلال أسبوع واحد وفي كل أنحاء العراق"، مشدّداً على أنّه أصدر "توجيهاً واضحاً: كلّ مدير عليه أن ينزل بنفسه ويدقّق إجراءات السلامة".

عقد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي اجتماعاً طارئاً مع عدد من الوزراء والقيادات الأمنية والمسؤولين، أمر في أعقابه بإعلان الحداد على أرواح شهداء الحادث

ووجه الكاظمي بمنح عائلات ضحايا الحادث "كل حقوق الشهداء"، وتوجيه إمكانات الدولة لمعالجة جرحى الحريق بما في ذلك العلاج خارج العراق.

من جانبه، تقدّم رئيس الجمهورية برهم صالح بالتعازي لعائلات ضحايا حريق المستشفى وطالب بمحاسبة المُقصرين.

وقال صالح في بيان لمكتبه الإعلامي تلقته وكالة الأنباء العراقية، اليوم الأحد، إنّه "بنفوس يعتصرها الألم، تابعنا عن كثب الحادث المُفجّع الذي تعرّض له أهلنا في مستشفى ابن الخطيب في بغداد، ونتابع التقارير المتعلّقة بها لحظة بلحظة".

وأضاف: "ندعم القرارات الصادرة عن الحكومة ومجلس النواب بضرورة فتح تحقيق فوري في أسباب وقوع الحادث واتخاذ الإجراءات اللازمة ومحاسبة المقصرين، واستنفار كافة الجهود لمعالجة جرحى الحريق، كما نشدّ على يد فرق الدفاع المدني وجموع المتطوعين في إنقاذ المصابين واسعافهم".

دشّن الناشطون العراقيون على موقع "تويتر" وسماً يطالب بإقالة وزير الصحة مُحملينه مسؤولية الحادث

وتابع: "نتوجه بخالص العزاء لعائلات الضحايا، ونتقدم لأسر المصابين بكامل المواساة ونسأل الله أن يمن عليهم بالشفاء العاجل".

كما دعا رئيس مجلس النواب إلى عقد جلسة طارئة غداً الإثنين، لمناقشة حادثة حريق المستشفى.

مطالبات بإقالة وزير الصحة 

إلى ذلك، طالبت مفوضية حقوق الإنسان في العراق بإقالة وزير الصحة "بعد الحريق الذي اندلع، ليل السبت الأحد، في وحدة للعناية المركّزة في مستشفى ببغداد يتعالج فيها مصابون بكوفيد-19".

ووصفت المفوضية الحريق الذي أودى بحياة 23 شخص بأنه "جريمة".

وعلى موقع تويتر، دشّن العراقيون وسم يطالب بإقالة وزير الصحة ويُحمّلونه مسؤولية الحادث؛ إذ غرّد ناشط عراقي يُدعى "محمد علي"، بالقول: "حكومة تدمير العراق، لا حكومة العراق"، وختم تغريدته بوسم "إقالة وزير الصحة".

فيما غرّد ناشط آخر يُدعى "عمر حبيب" مطالباً بمحاسبة وزير الصحة، وليس إقالته معتبراً الإقالة مكافأة في مثل هذه الحالة، قائلاً: "جفّت ضمائركم وما جفّت دموع العراقيين الأبرياء".

وأضاف: "جريمة مستشفى ابن الخطيب يجب أن يحاسب عليها الوزير ومن أتى بهذا الفاشل و ليس المطالبة بـ اقالة وزير الصحة".

وختم بالقول: "الإقالة مكافأة".

يشار إلى أنّ المنظومة الصحية العراقية تمر بحالة متردية جراء الصراعات والحروب والإهمال، وذلك في وقت تُسجّل فيه البلاد أعداداً مرتفعة من المصابين بفيروس كورونا؛ إذ يتصدّر العراق الدول العربية المُتضرّرة من الجائحة.

وحتى الأربعاء الماضي، فاق عدد المصابين بالفيروس المليون، وقالت وزارة الصحة إنّ المرض قضى على 15 ألفاً و217 شخصاً، فيما بلغ عدد الذين حصلوا على لقاح مضاد للفيروس 650 ألفاً فقط.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية