العراق: تأجيل محاكمة قاتل الهاشمي للمرة الخامسة... ما الأسباب؟

العراق: تأجيل محاكمة قاتل الهاشمي للمرة الخامسة... ما الأسباب؟


04/09/2022

أثار تأجيل القضاء العراقي، للمرة الخامسة على التوالي، محاكمة المتهم بقتل الباحث في شؤون الجماعات الجهادية هشام الهاشمي، الكثير من الاستفسارات والتهم المتعلقة بمحاباة السلطات القاتل أحمد عويد الكناني المعروفة خلفيته.

وحسب مصدر قضائي، نقلت عنه "العربية"، فإنّ "سبب التأجيل الأخير هو تعذّر جلب المتهم إلى المحكمة"، بسبب الأوضاع غير المستقرة في البلاد، رغم أنّ المتهم لم يحضر أيّاً من جلسات محاكمته منذ أول ظهور له عند إدلائه بالاعترافات في حلقة خاصة بثها تلفزيون العراقية الرسمي قبل أكثر من عام.

مصدر قضائي يزعم أنّ سبب التأجيل الأخير هو تعذّر جلب المتهم إلى المحكمة"، بسبب الأوضاع غير المستقرة في البلاد

وأوضح مصدر مقرّب من عائلة الهاشمي لموقع "سكاي نيوز عربية" آخر تفاصيل المحاكمة، مشيراً إلى أنّ هناك اعتقاداً بأنّ أيادي خفية قد تكون لها مصلحة في هذا التأجيل المتكرر.

وحسب المصدر، فإنّ عائلة الهاشمي وصلت إلى مرحلة اليأس من إمكانية تحقيق العدالة، بسبب التأجيل المتكرر والغموض الذي يحيط بالقضية.

وترى العائلة أنّ المساعي تهدف إلى إبقاء الوضع الحالي إلى حين مجيء حكومة أخرى، وحينها قد يتغيّر وضع المتهم، خاصة أنّ الحكومة المُراد تشكيلها حاليّاً هي مقربة من القوى المتهمة في واقعة الاغتيال.

ويشير المصدر إلى أنّ عائلة الهاشمي لديها أيضاً قلق على أفرادها، وأصبح تدخلها محدوداً في القضية، لأنّ المسألة تتعلق بالفصائل المسلحة.

مصدر مقرّب من عائلة الهاشمي: هناك اعتقاد بأنّ أيادي خفية قد تكون لها مصلحة في هذا التأجيل المتكرر

وتشير مصادر عراقية ووقائع التحقيقات الأولية إلى أنّ المتهم أحمد عويد الكناني قريب من المجموعات المسلحة، وأشاد في أكثر من مناسبة بالميليشيات، ويضع صورة نائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس على بروفايله عبر موقع "فيسبوك".

وبعد اعتقاله، نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر أمني قوله إنّ الكناني كان مرتبطاً بكتائب حزب الله العراقي، وهي ميليشيا مسلحة موالية لإيران في العراق، وكان الهاشمي ينتقدها في كتاباته وتعليقاته على وسائل الإعلام.

واتهم ناشطون عراقيون، عقب اغتيال الهاشمي مباشرة، الكتائب بالتورط في الجريمة، خاصة أنّه تلقى تهديدات سابقة من "أبو علي العسكري"، المتحدث باسم الكتائب.

الكناني قريب من الميليشيات المسلحة، ومرتبط بكتائب حزب الله العراقي الموالية لإيران في العراق

وخلال بث اعترافات الكناني، قال البيان الأمني إنّه "ينتمي إلى مجموعة ضالة خارجة على القانون".

في ظل الغموض الذي يحيط بجلسات المحاكمة، فإنّ مكان المتهم مجهولاً لغاية الآن، ولم يظهر بشكل علني أمام وسائل الإعلام، وكانت البيانات الرسمية التي تصدر بعد كل تأجيل، بأنّه تعذّر إحضار المتهم.

وتحدثت تقارير محلية عن تهريب قاتل الهاشمي إلى إيران، ولم تُعلق الحكومة العراقية على تلك الأنباء، لكنّ مصادر مقربة منها تقول إنّ المتهم موجود في السجن، وإنّ الأنباء عن هروبه عارية من الصحة.

وكان الهاشمي، وهو خبير أمني متخصص في الشبكات المسلحة، ولديه شبكة واسعة من المعارف في أوساط المسؤولين وصناع القرار، قد قُتل خارج منزله في بغداد في أوائل تموز (يوليو) 2020 على يد مسلحين يركبون دراجتين ناريتين.

وبعد عام على اغتيال الهاشمي، أعلن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي القبض على المتهم الرئيسي في الجريمة، وهو الضابط في وزارة الداخلية أحمد عويد الكناني، وقد بثّ التلفزيون الرسمي اعترافاته الكاملة وتفاصيل جريمة اغتيال الهاشمي.

 

الصفحة الرئيسية