العراق: "الحشد الشعبي" يلجأ إلى حيلة "البعث" لتجنب هذا الأمر ... ماذا فعل؟

"الحشد الشعبي" يلجأ إلى حيلة "البعث" لتجنب حله وحصر سلاحه بيد الدولة... ماذا فعل؟

العراق: "الحشد الشعبي" يلجأ إلى حيلة "البعث" لتجنب هذا الأمر ... ماذا فعل؟


19/09/2022

في مواجهة دعوات العراقيين، ولا سيّما التيار الصدري، لحله وحصر السلاح بيد القوات المسلحة العراقية والداخلية، لجأ "الحشد الشعبي"، الذي يضم نحو (57) فصيلاَ ومجموعة مسلحة، تتلقى جميعها الأوامر من إيران، لجأ إلى حيلة "البعث" للالتفاف على تلك الدعوات وفرض أجندة توسع النفوذ الإيراني على المجتمع العراقي.

وفي حين نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصدر أمني قوله: إنّ فصائل مسلحة في "الحشد الشعبي" أعدت قائمة بأسماء ناشطين من مدن وسط وجنوب العراق لاعتقالهم بتهمة "الانتماء لحزب البعث المنحل"، أفادت وكالة "شفق نيوز" العراقية أنّ "الحشد الشعبي" زعم، في بيان الخميس الماضي، إحباط مخطط يستهدف زوار "الأربعينية" في (4) محافظات عراقية "يقوده حزب البعث".

لجأ "الحشد الشعبي" إلى حيلة "البعث" للالتفاف على تلك الدعوات وفرض أجندة توسع النفوذ الإيراني على المجتمع العراقي

وفي تطور هو الأخطر، أعلن "الحشد الشعبي" أمس نشر مئات الكاميرات الحرارية في عموم العراق، إضافة إلى تغطية الفرات الأوسط بأجهزة التشويش والرادارات وأجهزة مسح الطيف الترددي، بزعم "تأمين الأربعينية"، وفقاً لـ"الفرات نيوز"، ممّا يحول "الحشد الشعبي" من جماعات مسلحة إلى دويلة مكتملة الأركان تتمتع بجهاز استخباراتي موالٍ لإيران داخل العراق.

وتنفذ تلك الجماعات التي تتخذ من الحشد غطاءً لها عمليات ضد القواعد الأمريكية والبعثات الدبلوماسية، إضافة الى عمليات اغتيال ضد ناشطين ومدنيين وقادة عسكريين، بل حتى رجال أعمال وأصحاب شركات استثمارية، على حدّ قول موقع "النهار العربي".

غالبية أوامر اعتقال المناهضين لـ"الحشد الشعبي" استندت إلى "أدلة مفبركة" عن لقاءات مع عناصر من "حزب البعث"، وفقاً لما أوردته "الشرق الأوسط" عن مصدر أمني لم تسمّه.

واستعاد "الحشد" تهمة "البعث المنحل" لملاحقة ناشطين عراقيين بتهمة "إشعال الفتن"، و"تخريب طقوس الزيارة الأربعينية"، إلى جانب "استهداف رموز دينية ضمن (مخطط بعثي) تديره شبكة من (بعثيين) من داخل العراق وخارجه".

فصائل "الحشد الشعبي" "صمّمت فخاً لاستدراج أهدافها، من خلال إرسال أشخاص يقدّمون الأموال كدعم للحراك الاحتجاجي، قبل أن يزعموا أنَّهم جزء من خلايا تعمل بالتنسيق مع مناصري (حزب البعث) لإسقاط النظام"، على حدّ قول ناشط عراقي.

التقارير حول لجوء فصائل "الحشد الشعبي" تأتي بعد أيام من زيارة قائد "فيلق القدس" الإيراني إسماعيل قاآني إلى مدينة سامراء شمال غربي بغداد، ومع أنَّ التبرير المعلن لزيارة قاآني هي أنَّها امتداد لوجود عدد من القادة الإيرانيين خلال الزيارة الأربعينية في مدينة كربلاء، فإنَّ وجوده في سامراء، وليس في بغداد، أو النجف، أثار تساؤلات.

فصائل مسلحة في "الحشد الشعبي" أعدت قائمة بأسماء ناشطين بوسط وجنوب العراق لاعتقالهم بتهمة "الانتماء لحزب البعث المنحل"

وتشهد بيئة الحشد الشعبي خلافات وصراعات منذ أكثر من (7) شهور، بين حشد العتبات المرتبط بمرجعية النجف متمثلة بالمرجع علي السيستاني، وحشد الولائيين الذي يأخذ أوامره من المرشد الإيراني علي خامنئي والحرس الثوري الإيراني.

ويستغل "الحشد الولائي" هيئة الحشد الشعبي لتحقيق أهداف سياسة لإيران داخل العراق، كما يستغل الهيئة لتمويل مؤسساته بأسماء وهمية.

ونقلت صحيفة "النهار العربي" عن المحلل السياسي وائل الشمري قوله: إنّ "حشد العتبات لا يريد البقاء في هيئة الحشد الشعبي حفاظاً على اسمه، لذا بدأ يضغط ويتحرك لدمج الحشد الحقيقي ضمن وزارتي الدفاع والداخلية"، معتبراً أنّه "من الأفضل دمج الحشد مع القوات الأمنية حتى يتكشف الغطاء وتظهر حقيقة الحشد الولائي للناس، وكيفية استغلاله هيئة الحشد لتحقيق سياسات طهران داخل العراق".

وأكد أنّ "الفصائل المسلحة المرتبطة بإيران لا تريد انفصال حشد العتبات عنها، وهي تضغط على أجنحتها السياسية داخل البرلمان العراقي من أجل عدم تحقيق عملية الانفصال"، وهذا ما تجلى في تغريدة للمسؤول الأمني في "حزب الله" العراق "أبو علي العسكري" الذي كتب: "الحشد الشعبي لن يُحل، وإذا ما حدث هذا (على فرض المحال)، فإنّ المقاومة الإسلامية ستستوعب مجاهدي الحشد وبصنوفهم وتخصصاتهم كافة".

وأكثر من مرة، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى حصر السلاح بيد الدولة ومحاسبة المسيئين في الحشد الشعبي، ففي عام 2017 طالب الصدر رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي بدمج العناصر المنضبطة من الحشد الشعبي في القوات المسلحة وسحب السلاح من فصائله وحصره بيد الدولة، ولاقت دعوة الصدر في حينها موجة انتقادات من الجماعات المسلحة (الفصائل)، وما زال الصدر في مرمى الانتقادات.

 

 

الصفحة الرئيسية