الشراكة الشاملة بين الإمارات وتركيا ضربة لتنظيم الإخوان الإرهابي

الشراكة الشاملة بين الإمارات وتركيا ضربة لتنظيم الإخوان الإرهابي

الشراكة الشاملة بين الإمارات وتركيا ضربة لتنظيم الإخوان الإرهابي


22/03/2023

جورج عيسى

في 3 مارس (آذار) 2023، وقعت الإمارات العربية المتحدة اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة مع تركيا، والتي تستهدف زيادة حجم التجارة بين الدولتين إلى 40 مليار دولار، خلال السنوات الخمس المقبلة.

وتعليقاً على هذا الحدث، لفت خبير شؤون الاقتصاد السياسي الدولي المقيم في لندن أحمد القاروط، إلى توقعات بتركيز الاتفاقية على قطاعات استراتيجية، مثل تكنولوجيا الزراعة والأمن الغذائي والطاقة النظيفة والعقارات، وخفض رسوم التعريفة الجمركية  بـ82% بين البلدين. 

الإمارات ترسخ مكانتها

وكتب القاروط في مؤسسة الرأي الأمريكية "ذا ناشونال إنترست" أنه خلال زيارة إلى تركيا قام بها رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد في عام 2021، أسست الإمارات صندوقاً استثمارياً في تركيا بقيمة 10 مليارات دولار. ويستند الإعلان الجديد إلى اتفاقية للتعاون الدفاعي، وسلسلة من الاتفاقات الاقتصادية، التي تم التوقيع عليها خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى دولة الإمارات. وقبل الاتفاقية مع تركيا، وقعت الإمارات أيضاً على اتفاقات للتجارة الحرة مع الهند وإسرائيل، وسعت إلى اتفاقية تجارية بين دول اتفاقات أبراهام، من ضمنها إسرائيل والمغرب.

وتابع التقرير بقوله: "على المستوى الاستراتيجي، تعد اتفاقية الإمارات مع تركيا جزءاً من جهودها المتواصلة لتعزيز التجارة الحرة والترويج لها، من أجل دعم مكانتها في سلسلة التوريد العالمية، وترسيخ اتفاقات أبراهام، وتعزيز مكانة الإمارات في عصر تنافس القوى العظمى. حيث تضع تلك الاتفاقيات الإمارات في قلب التكتل التجاري الناشئ بقيادة الولايات المتحدة، والذي تم تسريع تشكيله في أعقاب الجائحة والحرب الروسية على أوكرانيا".
 

إبعاد تركيا عن إيران والإسلاموية

تعزز الاتفاقية أيضاً جهود دول اتفاقات أبراهام لتقويض الإسلام السياسي في تركيا وإيران والدول العربية. بالتحديد، إن ضخ الإمارات استثمارات إضافية في تركيا يساهم في تقويض جهود إيران بتعزيز التجارة مع تركيا إلى 30 مليار دولار، وهي جهود تعطلت بسبب العقوبات والجائحة، لكنها تعود الآن إلى مسارها وفقاً لبيانات رسمية. تراجعت التجارة بين إيران وتركيا من ذروة بلغت 10 مليارات دولار بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في 2018، وفي 2020، تراجع حجم التجارة الثنائية إلى 5 مليارات دولار. مع ذلك، سعت إيران وتركيا إلى إعادة بناء روابطهما منذ ذلك الحين.

تقويض الفكر الإخواني المزعزع

وخلال العامين الماضيين، سحبت تركيا دعمها لحماس والإخوان في مصر لتأمين استثمارات من دول الخليج العربي وإسرائيل، وهي استثمارات تحتاج إليها لتحقيق الاستقرار في اقتصادها قبل الانتخابات في مايو (أيار) 2023. ومن خلال بناء روابط استثمارية كبيرة مع تركيا، تأمل الإمارات ودول خليجية أخرى أن تغير حسابات تركيا الاستراتيجية نحو دعم نظرتها المستقبلية للمنطقة، ما يساهم في توجيه ضربة قوية لتنظيم الإخوان الإرهابي وجماعات الإسلام السياسي المتطرفة في المنطقة.

عن موقع "24"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية