السودان تعتمد على روسيا لحل أزمة سد النهضة... كيف؟

أعربت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي اليوم الإثنين عن اعتقادها بأنّ روسيا تستطيع إقناع إثيوبيا "بتحكيم صوت العقل"، وذلك فيما يخص أزمة سد النهضة في ظل تعثر المفاوضات للتوصل إلى اتفاق بشأنه.

وبدت روسيا منحازة إلى إثيوبيا خلال جلسة مجلس الأمن الطارئة الخميس الماضي لمناقشة الملف، وصرحت أنّ التلويح باستخدام القوة ليس مفيداً، وقد عدّه مراقبون انتقاداً لموقف مصر ودعماً لإثيوبيا.

يمكن لروسيا بما لديها من علاقات طيبة مع إثيوبيا أن تسعى لإقناعها بتحكيم صوت العقل والوصول إلى اتفاق يضمن مصالح الدول الـ3 وعدم الإضرار بالسودان

وقالت المهدي في تصريحات مع وكالة "سبوتنيك": "ستشمل مباحثاتي في موسكو الأوضاع في منطقتنا، والتطورات الأخيرة الخاصة بقضية سد النهضة"، مضيفة: "المباحثات ستتضمن شرح وتوضيح مواقفنا ووجهة نظرنا في قضية سد النهضة وسلوك إثيوبيا المتعنت تجاهنا، سواء كان في سد النهضة أو في الحدود المشتركة بيننا".

وأكدت الوزيرة السودانية، التي تزور موسكو حالياً: "يمكن لروسيا بما لديها من علاقات طيبة مع إثيوبيا أن تسعى لإقناع الجانب الإثيوبي بتحكيم صوت العقل والوصول إلى اتفاق يضمن مصالح الدول الـ3 وعدم الإضرار بالسودان، كما فعلت في الملء الأول".

وتابعت: "يرحب السودان بأي مساع يمكن أن تدعم الحوار والتفاوض لإقناع إثيوبيا بالعمل مع الدول المتشاطئة في النيل للوصول إلى اتفاق يراعي مصالح الجميع ويدعم جهود الاتحاد الأفريقي الذي أحال مجلس الأمن الملف إليه في العام 2020 بغرض الوصول إلى اتفاق قانوني ملزم".

وأعربت عن أملها في أن "يقوم المجتمع الدولي بلعب دور فاعل يسهم في هذا الملف بما يدعم الاستقرار الإقليمي، وأن يأخذ الأمر بجدية في إطار الدبلوماسية الوقائية"، مشددة: "كما هو معلوم هناك مشروع قرار ما يزال قيد النظر أمام مجلس الأمن، وأهم بند فيه بجانب الدعوة المتفق عليها من كل الأطراف بتولي الاتحاد الأفريقي المعزز بالشركاء الدوليين لملف التفاوض بين الدول الـ3 ليفضي إلى اتفاق قانوني ملزم وشامل بشأن سد النهضة في زمن محدد، هو عدم إقدام أي من الأطراف الـ3 على إجراء أحادي يضرّ بالبقية، ولذلك فإنّ تأكيد عدم قيام إثيوبيا بملء ثانٍ أحادي، يضرّ بصورة مباشرة بالسودان، يصبح أمراً عاجلاً ومهماً".