السعودية تقلب الطاولة على بايدن وإدارته.. ما علاقة أوبك+؟

السعودية تقلب الطاولة على بايدن وإدارته.. ما علاقة أوبك+؟

السعودية تقلب الطاولة على بايدن وإدارته.. ما علاقة أوبك+؟


13/10/2022

قلبت المملكة العربية السعودية الطاولة على إدارة الرئيس الأمريكي جون بايدن بكشفها السبب الحقيقي وراء الحملة التي يشنها أعضاء في الحكومة ومجلس الشيوخ ضدها، على خلفية إصدار قرار (أوبك+) القاضي بخفض كمية النفط المنتج من بداية تشرين الثاني (نوفمبر).

وقالت وزارة الخارجية السعودية على لسان "مصدر مسؤول": إنّ الولايات المتحدة لا تعارض قرار خفض الإنتاج النفطي كما تصوّر للجميع، بل تحاول تأجيله شهراً لما بعد الانتخابات.

وقالت الوزارة في بيانها الذي نشرته وكالة الأنباء الرسمية واس أمس: "حكومة المملكة العربية السعودية اطلعت على التصريحات الصادرة تجاه المملكة عقب صدور قرار أوبك بلس في 5 تشرين الأول (أكتوبر) 2022م، والتي تضمنت وصف القرار بأنّه بمثابة انحياز من المملكة في صراعات دولية، وأنّه قرار بُني على دوافع سياسية ضد الولايات المتحدة الأمريكية".

وتابعت: "‏تودّ حكومة المملكة العربية السعودية بدايةً الإعراب عن رفضها التام لهذه التصريحات التي لا تستند إلى حقائق، وتعتمد في أساسها على محاولة تصوير قرار أوبك بلس خارج إطاره الاقتصادي البحت؛ وهو قرار اتُخذ بالإجماع من كافة دول مجموعة أوبك بلس".

وأكدت الخارجية على أنّ "مخرجات اجتماعات أوبك بلس يتم تبنّيها من خلال التوافق الجماعي من الدول الأعضاء، ولا تنفرد فيه دولة دون باقي الدول الأعضاء، ومن منظور اقتصادي بحت يراعي توازن العرض والطلب في الأسواق البترولية، ويحدّ من التقلبات التي لا تخدم مصالح المنتجين والمستهلكين على حدٍّ سواء، وهو ما دأبت عليه المجموعة". 

السعودية تعرب عن رفضها للتصريحات التي لا تستند إلى الحقائق، وتحاول تصوير قرار (أوبك +) الذي اتخذ بالإجماع خارج إطاره الاقتصادي

وأضافت: "كما أنّ مجموعة أوبك بلس تتخذ قراراتها باستقلالية وفقاً لما هو متعارف عليه من ممارسات مستقلة للمنظمات الدولية...، ‏وتودّ حكومة المملكة الإيضاح أنّه من منطلق قناعتها بأهمية الحوار وتبادل وجهات النظر مع الحلفاء والشركاء من خارج مجموعة أوبك بلس حيال أوضاع السوق البترولية، فقد أوضحت حكومة المملكة من خلال تشاورها المستمر مع الإدارة الأمريكية أنّ جميع التحليلات الاقتصادية تشير إلى أنّ تأجيل اتخاذ القرار لمدة شهر، حسب ما تم اقتراحه من قبل الجانب الأمريكي، ستكون له تبعات اقتصادية سلبية".

واستطردت: "تؤكد حكومة المملكة أنّ محاولة طمس الحقائق فيما يتعلق بموقف المملكة من الأزمة الأوكرانية هو أمر مؤسف، ولن يغير من موقف المملكة المبدئي وتصويتها بتأييد القرارات المتخذة في الأمم المتحدة تجاه الأزمة الروسية الأوكرانية، انطلاقاً من تمسك المملكة بضرورة التزام كافة الدول بميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي ورفضها لأيّ مساس بسيادة الدول على أراضيها".

السعودية تكشف أنّ الولايات المتحدة لا تعارض قرار خفض الإنتاج النفطي كما تُصوّر، بل تحاول تأجيله شهراً لما بعد الانتخابات

وأردفت: "في الوقت الذي تسعى فيه المملكة للمحافظة على متانة علاقاتها مع كافة الدول الصديقة، فإنّها تؤكد في الوقت ذاته أنّها لا تقبل الإملاءات، وترفض أيّ مساعٍ أو تصرفات تهدف لتحوير الأهداف السامية التي تعمل عليها لحماية الاقتصاد العالمي من تقلبات الأسواق البترولية".

وخلص بيان الخارجية بالقول: إنّ "معالجة التحديات الاقتصادية تتطلب إقامة حوار بنّاء غير مسيّس، والنظر بحكمة وعقلانية لما يخدم مصالح الدول كافة، وتؤكد المملكة أنّها تنظر لعلاقتها مع الولايات المتحدة الأمريكية من منظور استراتيجي يخدم المصالح المشتركة للبلدين، وتشدد على أهمية البناء على المرتكزات الراسخة التي قامت عليها العلاقات السعودية الأمريكية على مدى العقود الـ8 الماضية، المتمثلة في الاحترام المتبادل وتعزيز المصالح المشتركة، والإسهام الفعال في الحفاظ على الأمن والسلم الإقليمي والدولي، ومكافحة الإرهاب والتطرف، وتحقيق الازدهار والرخاء لشعوب المنطقة".

هذا، وأثار البيان تفاعلاً واسعاً بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد ما وصفوه بـ "الردّ شديد اللهجة" للمملكة على من هاجمها بسبب قرار منظمة الدول المصدرة للنفط وشركائها "أوبك+" بتقليص إنتاج النفط بمعدل مليوني برميل.

ولفت نشطاء إلى أنّ إدارة بايدن ليست قلقة بما يتعلق بالنفط وارتفاع أسعاره والتبعات الاقتصادية التي تخيم على دول المنطقة وأوروبا، بل تحاول تأجيله شهراً فقط، وهو الهامش الزمني المتعلق بالانتخابات النصفية، لإنقاذ شعبية بايدن الضائعة.

الجبير: بيع الأسلحة الدفاعية للسعودية يخدم مصالحها ومصالح الولايات المتحدة ومصالح الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو من مقابلة وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، وردّه على تهديدات مشرعين بالكونغرس الأمريكي بتجميد مبيعات الأسلحة للمملكة.

وقال الجبير في مقابلته مع الـ CNN: إنّ "بيع الأسلحة الدفاعية إلى السعودية يخدم مصالح الولايات المتحدة ومصالح السعودية ومصالح الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط"، وذلك ردّاً على سؤاله عن الخطر الذي يحفّ بالمطالبات من قبل بعض أعضاء الكونغرس بتجميد بيع الأسلحة إلى المملكة.

وأكد الجبير أنّ "المملكة والولايات المتحدة تتمتعان بعلاقة قوية للغاية منذ (8) عقود، لقد كانا شريكين وثيقين للغاية في مكافحة التطرف والإرهاب والحفاظ على الاستقرار والأمن وفي الدفاع عن المنطقة، وكانا حليفين وثيقين للغاية من الناحية الاقتصادية والتجارية والاستثمارية".

توم كوتون:  بايدن لم يطلب من السعودية ألّا يقلصوا الإنتاج، والديمقراطيون سيفعلون أيّ شيء للحيلولة دون ارتفاع أسعار الوقود قبل الانتخابات

هذا، وأثار السيناتور توم كوتون تفاعلاً واسعاً بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي عقب التصريحات التي أدلى بها حول المملكة العربية السعودية، وسبب "طلب" أمريكا تأجيل قرار (أوبك+) بتقليص الإنتاج.

تصريحات السيناتور المتداولة جاءت في مقابلة مع قناة فوكس، وقال فيها: "الديمقراطيون سيفعلون أيّ شيء للحيلولة دون ارتفاع أسعار الوقود قبل الانتخابات، ولكن تذكروا، أنّه لم يطلب من السعوديين ألّا يقلصوا الإنتاج، بل طلب منهم فقط الانتظار لمدة شهر إلى ما بعد الانتخابات، لأنّ سياسة بايدن الرسمية في الحملة الانتخابية منذ توليه الرئاسة هي القيام بكلّ ما بوسعه للإضرار بإنتاج الوقود الأحفوري هنا (بأمريكا) وحول العالم". 

وتابع: "هناك سببان بسيطان حول ما حدث بقرار أوبك وعلاقاتنا بالمملكة العربية السعودية وزيارة اعتمادنا على النفط الأجنبي؛ أوّلاً جو بايدن شنّ حرباً على منتجي النفط الأمريكيين، لو كنّا ننتج المزيد هنا، لما كنّا سنعتمد على أيّ أحد بالخارج".   

وأضاف: "ثانياً، جو بايدن وباراك أوباما والحزب الديمقراطي قاموا بشنّ حملة لنبذ وتهميش السعودية رجوعا إلى (13) عاماً ماضية، وذلك عبر التودد لإيران واسترضاء عدوّنا الأخلاقي.

وجاء في صحيفة "وول ستريت جورنال" (The Wall Street Journal) أوّل من أمس أنّ الرياض رفضت الاستجابة لمناشدات أمريكية بتأجيل قرار خفض إنتاج النفط لشهر آخر.

ومثّل الرفض السعودي هزيمة للبيت الأبيض الذي اعتمد كثيراً على زيارة بايدن للسعودية في تموز (يوليو) الماضي، كنقطة بداية جديدة ناضجة لعلاقات استراتيجية بين الدولتين.

السيناتور توم كوتون: جو بايدن شنّ حرباً على منتجي النفط الأمريكيين

وتابعت الصحيفة :"وجاء الفشل الأمريكي في وقت يريد فيه الرئيس بايدن إبقاء أسعار وقود السيارات منخفضة، قبل الانتخابات النصفية التي ستُجرى في الـ 8 من الشهر المقبل، خاصة مع تزايد احتمال خسارة الديمقراطيين مجلس النواب، وإلى حدٍّ ما مجلس الشيوخ.

هذا، وانقسمت آراء الخبراء الأمريكيين بشأن دوافع الرياض من وراء خفض الإنتاج، واعتبرها البعض بحثاً عن فوائد مالية بحتة، في حين ربطها آخرون برغبتها في الإضرار بالإدارة الديمقراطية وبالرئيس بايدن.

وفي حديث مع شبكة "سي إن إن " (CNN)، فإنّ مدير مركز السياسة بجامعة فرجينيا  لاري ساباتو ذكر أنّ "ما يثير اهتمامي هو أنّه عندما تنخفض أسعار الغاز لا يستفيد الرؤساء عادة، ولكن عندما ترتفع أسعار وقود السيارات، فإنّهم يدفعون الثمن. كلما ارتفعت الأسعار، زادت العقوبة، وموضوع الانتخابات معقّد... نمط التصويت معقد للغاية، ولا يمكنك اختصارها في شيء واحد فقط".

وول ستريت: جاء الفشل الأمريكي في وقت يريد فيه بايدن إبقاء أسعار وقود السيارات منخفضة قبل الانتخابات النصفية

أمّا أستاذ الدراسات الأمنية بجامعة الدفاع الوطني والمسؤول العسكري الأمريكي السابق ديفيد دي روش، فقد قال: "عندما ذهب السعوديون جنباً إلى جنب مع الروس وأوبك لخفض الإنتاج، اعتبر الديمقراطيون ذلك بمثابة صفعة في وجه بايدن تعكس رغبة نشطة من قبل السعوديين (على وجه الخصوص) للحدّ من سلطة الرئيس بايدن وشلّ إدارته".

واعتبر دي روش أنّ توقيت الأحداث الأخيرة، وارتباطها الوثيق بالحرب الروسية على أوكرانيا، "جعل هذه القضية إشكالية كبيرة، فدعم أوكرانيا ضد الروس يحظى بتأييد واسع عابر للانتماء الحزبي في واشنطن. وفي هذه الحالة ينظر الكثيرون إلى السعودية التي تدعم ارتفاع أسعار النفط على أنّها تساند حرب بوتين في أوكرانيا"، وبرأيه "هذا ليس موقفاً تريد المملكة أن تكون فيه، وسيضرّ بسمعتها لبعض الوقت".

وأكد دي روش أنّ "أسعار الطاقة عامة، وسعر البنزين في الولايات المتحدة خاصة، هي قضايا عاطفية للغاية في واشنطن. وهناك انتخابات التجديد النصفي القادمة التي من المتوقع أن يخسر فيها حزب الرئيس بايدن مقاعد، ويسيطر على مجلس واحد على الأقل من الكونغرس.

وعادة ما يلقى باللوم على الحزب الحاكم ـ على الديمقراطيين بزعامة بايدن- في أيّ شيء خاطئ في الاقتصاد، وقد ارتفع التضخم في عهد بايدن إلى مستويات تاريخية قياسية".

وقد تعقّد موقف الرئيس بايدن، خاصّة بعد سحبه أكثر من (200) مليون برميل من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي على مدى الأشهر السابقة، وهو ما يمثّل ثلث الاحتياطي الأمريكي البالغ (600) مليون برميل من النفط، واستغرق الأمر من الولايات المتحدة (3) عقود لملء هذا المخزون.

مواضيع ذات صلة:

"الأمير المجدد"... وثائقي يبرز دور محمد بن سلمان في تطوير السعودية

بأي معنى نقرأ المحادثات الجديدة بين السعودية وإيران؟

إرهاب الحوثي ضد منشآت نفط السعودية.. رسائل إيرانية للغرب



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية