الذكرى الـ106 لـ"المذبحة".. أبرز المعترفين بالإبادة الجماعية للأرمن

الذكرى الـ106 لـ"المذبحة".. أبرز المعترفين بالإبادة الجماعية للأرمن


25/04/2021

سامح جاد

تمر اليوم الذكرى الـ106 على المذبحة الدموية الأشهر في التاريخ والتي استهدفت الأرمن على يد الدولة العثمانية (تركيا حاليا).

اعتراف الرئيس الأمريكي جو بايدن، بالإبادة الجماعية بحق الأرمن، يمثل قرارا "تاريخيا" مهما، حسب مراقبين، ينسجم مع توجه عالمي للاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن.

وفي اعترافه قال الرئيس الأمريكي "نتذكر أرواح جميع من لقوا حتفهم في الإبادة الجماعية للأرمن ونجدد التزامنا بمنع حدوث أحداث مشابهة مرة أخرى".

بداية من عام 2019، تواترت اعترافات الدول والمنظمات بتلك المذبحة وهو قرار اتخذته حكومات وبرلمانات 31 بلدًا، من بينها روسيا، البرازيل، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، و كندا، وكذلك 49 ولاية من الولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب الأمم المتحدة اليوم في الذكرى الـ106 للمذبحة.

دول وحكومات

تشمل الدول ذات السيادة التي تعترف رسميًا بالإبادة الأرمنية  الأرجنتين وأرمينيا وبلجيكا وكندا وتشيلي وقبرص وفرنس واليونان وإيطاليا وليتوانيا ولبنان وهولنداوبولندا وروسيا وسلوفاكيا والسويد وسويسر والأوروجواي، وتعد هذه الأخيرة أول دولة تعترف رسميا بالإبادة الجماعية للأرمن.

كانت دولة الأوروجواي الأولى التي أقرت واعترفت رسميا بالإبادة الجماعية الأرمنية، هذا الاعتراف جاء سنة 1965 في الذكرى الخمسينية الأولى لأول تطهير عرقي في القرن العشرين.

وبالطبع العديد من الدول تبعت الأوروجواي ومن تلك الدول الفاتيكان وفنزويلا والبرازيل (عام 2015)، بلغاريا (عام 2015)، جمهورية التشيك (عام 2015) ألمانيا (عام 2015)، النمسا (عام 2015).

وفي 2 يونيو 2016 تبنى البرلمان الألماني قرارًا بعنوان "إحياء ذكرى إبادة الأرمن وأقليات مسيحية أخرى بعد 101 عام"، وصف الجرائم التي ارتكبت بحق الأرمن في الحقبة العثمانية بالإبادة الجماعية.

وصوّت النواب الألمان بغالبية ساحقة على قرار يعترف بإبادة الإرمن في عهد الدولة العثمانية، وأعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل دعمها وتأييدها موقف حزبها الداعي للاعتراف بالإبادة التي تعرّض لها الأرمن على يد قوات الدولة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى.

وفي عام 2019 أقرّ مجلس النواب الأمريكي الاعتراف رسمياً بالقتل الجماعي للأرمن على أيدي القوميين الأتراك خلال الحرب العالمية الأولى باعتباره "إبادة جماعية"، وقالت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إنه يشرفها الانضمام إلى زملائها في "إحياء ذكرى واحدة من أكبر الفظائع في القرن العشرين: القتل المنهجي لأكثر من مليون ونصف مليون أرمني من رجال ونساء وأطفال الأرمن على يد الإمبراطورية العثمانية".

وذكر القرار أنّ للولايات المتحدة "تاريخ فخور" في الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن وإدانتها، من خلال الاعتراف بمقتل 1.5 مليون أرميني على يد الإمبراطورية العثمانية من عام 1915 إلى عام 1923، فضلاً عن تقديم الإغاثة للناجين من حملة الإبادة الجماعية ضد الأرمن واليونانيين والآشوريين والكلدانيين والسريان والآراميين، والموارنة وغيرهم من المسيحيين.

وأقر مجلس النواب الأمريكي بأكثرية 405 أصوات مقابل 11 القرار الذي يؤكد اعتراف الولايات المتحدة بما يعرف "بالإبادة الأرمنية"، وهي خطوة أغضبت الحكومة التركية.

وفي 24 أبريل 2021، اعترف الرئيس جو بايدن رسمياً بمذبحة الأرمن على أنها إبادة جماعية للأرمن.

المنظمات الدولية

شملت المنظمات الدولية التي تعترف رسميًا بالإبادة الأرمنية الأمم المتحدة، البرلمان الأوروبي، ومجلس أوروبا، ومجلس الكنائس العالمي، ومنظمة حقوق الإنسان، وجمعية حقوق الإنسان التركية، وجمعية الشبان المسيحيين، واتحاد اليهود الإصلاحيين.

وقال قرار مجلس الجمعية البرلمانية الأوروبية في 24 أبريل 1998: "اليوم الذكرى السنوية لما يطلق عليه أول إبادة جماعية في القرن 20، ونحن نحيي ذكرى ضحايا الأرمن في هذه الجريمة بحق الإنسانية."

وفي عام 2007 أعلنت رابطة مكافحة التشهير بأن قتل الأرمن، التي كان يتم وصفها قبلًا بانها "فظائع"، أنها بمثابة إبادة جماعية.

في سنة 2015 صوت البرلمان الأوروبي، بأغلبية ساحقة، على قرار حول الاعتراف في مذابح الأرمن، بمناسبة الذكرى المئوية ما حرص النواب الأوروبيون على مطالبة كافة الدول الأوروبية بالاعتراف بمذابح الأرمن على أنها عملية إبادة جماعية.

كما شمل الاعتراف بالمذبحة مناطق أو محافظات منها إقليم الباسك وإقليم كتالونيا في إسبانيا، وإقليم القرم في أوكرانيا، نيوساوث ويلز وجنوب أستراليا في أستراليا، كيبك وألبرتا في كندا، و49 ولاية في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2019.

بالإضافة إلى كل من اسكتلندا، وويلز، وأيرلندا الشمالية. كما كان هناك تحرك من جانب الناشطين في بلغاريا من الاعتراف بالإبادة الجماعية، وتم التصويت عليه، بعد وقت قصير من قرار البرلمان عدد من البلديات في بلغاريا وافقت على قرار للاعتراف بالإبادة الجماعية.

وسائل إعلام وشخصيات عامة

العديد من وسائل الإعلام التي تعترف رسميا بالإبادة الأرمنية أهمها: نيو يورك تايمز، أسوشيتد برس، لوس انجلوس تايمز، وغيرها.

وقالت جريدة "نيويورك تايمز" الصادرة في 15 ديسمبر 1915 بمقالة في الصحيفة إن "قريب المليون شخص قتلوا أو تم نفيهم على أيدي الأتراك".

ومن الشخصيات العامة التي اعترفت بالمجازر العثمانية ضد الأرمن الرئيس الألماني السابق يواخيم غاوك (من 2012 إلى 2017) وأكد "مسؤولية جزئية" لبلاده فيما حدث، قائلا خلال حفل ديني نظم في برلين عشية الذكرى المئوية للمجازر التي ارتكبها الأتراك بحق الأرمن وبعض الشعوب الأخرى الأصلية في آسيا الصغرى بين عامي 1915 و 1917 "يجب علينا نحن الألمان القيام بعملنا وحفظ هذه الذاكرة من الضياع".

كذلك أحيا البابا فرنسيس في أبريل 2015، الذكرى المئوية لمقتل نحو 1.5 مليون أرمني حسب المصادر الأرمنية في عام 1915 ووصفها بأنها "أول إبادة جماعية في القرن العشرين"، أثناء قداس في روما قائلا: "من الضروري بل من الواجب أن نحيي ذكراهم، فكلما خفتت الذكرى يدفع الشر الجراح إلى التقيح".

وفي الآونة الأخيرة اعترف واعتذر عدد من المثقفين الأكراد والأحزاب الكردية الرئيسية مثل الحزب الشعبي الديمقراطي في تركيا، و الحزب الديمقراطي الكردستاني، وحزب العمال الكردستاني، باسم أسلافهم على عمليات القتل والفظائع والتهجير تجاه الأرمن و الآشوريين من قبل القبائل الكردية خلال عهد الدولة العثمانية.

اعتراف تركي ثم إنكار

قد يكون من اللافت العلم أن الحكومة التركية اعترفت بين السنوات (1919-1920) بالإبادة الجماعية للأرمن حيث عقدت الأحكام التي نفذتها المحاكم العسكرية التركية بين السنوات 1919-1920 بحق القادة العثمانيين المشاركين في المذابح؛ واعترفت الدولة العثمانية سنة 1919 في الإبادة الجماعية للأرمن (المعروفة آنذاك باسم "جرائم حرب")، وحكم على الجناة حتى الموت.

ومع ذلك، في عام 1921، خلال انبعاث الحركة الوطنية التركية، أعطي العفو عن الذين تثبت إدانتهم. بعد ذلك، فإن الحكومات التركية المتعاقبة، بقيادة مصطفى كمال أتاتورك، اعتمدت سياسة الإنكار.ومع اعتماد سياسة الإنكار اعتمدت المصادر والرواية التركية إنكار وجود مذابح بحق الأرمن وأن سبب وفاة الأرمن كان ظروف الحرب والتهجير.

وحسب مراقبين للشأن التركي فإن الحكومة التركية دفعت ملايين الدولارات من أجل ممارسة ضغط سياسي في واشنطن في العشر سنوات الماضية، الكثير منها مركزاً على قضية الإبادة الأرمينية، كما قامت في الماضي بتهديد السياسيين في الدول الأخرى بالقصاص الشديد لكي تمنعهم من أن يستعملوا كلمة إبادة جماعية.

واتهمت تقارير تركيا بمحاولة تهديد وإسكات الصحفيين الاستقصائيين الأجنبيين والباحثين في مجال الإبادة الجماعية.

القرار الأمريكي

رغم الاعتراف المتزايد دوليا بالطابع الإبادي للمجزرة التي ارتكبت بحق الأرمن في المجال البحثي وأيضاً في المجتمع الحضاري، لاتزال بعض الحكومات مترددة لأن تعترف رسمياً أن عمليات القتل كانت إبادة جماعية بسبب قلق سياسي بشأن علاقاتهم مع تركيا، العديد من الدول الأخرى لم تعترف بالمذبحة، وكانت الولايات المتحدة قبل اعتراف إدارة بايدن من أكثر الدول إثارة للجدل بشأن عدم الاعتراف بإبادة الأرمن.

الإدارات الأمريكية السابقة تفادت الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن حرصا على العلاقات مع تركيا، حتى جاء اعتراف الرئيس الأمريكي جو بايدن في 24 أبريل 2021 بأن مذابح الأرمن في أوائل القرن العشرين كانت إبادة جماعية.

الاعتراف الكبير عالميا بتلك المذبحة كواقع تاريخي لعملية إبادة جماعية مارستها السلطات العثمانية ضد عرق بعينه فإن حكومتا تركيا وحليتفها الوثيقة أذربيجان هما الوحيدتان اللتان ترفضان مباشرةً الصحة التاريخية للإبادة الجماعية الأرمينية، وكلتاهما تعارض بإصرار الاعتراف بالإبادة من قبل دول أخرى، مهددتان بعواقب اقتصادية ودبلوماسية للمعترفين.

عن "العين" الإخبارية


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية