الذكاء الاصطناعي يضرب مجدداً.. لماذا ارتعب العالم من صور مفبركة لزواج ماسك من روبوت؟

زواج ماسك وكاتلانيا يفتح جدل الذكاء الاصطناعي... ما القصة؟ ولماذا تتصاعد التحذيرات؟

الذكاء الاصطناعي يضرب مجدداً.. لماذا ارتعب العالم من صور مفبركة لزواج ماسك من روبوت؟


17/05/2023

أثارت صور متداولة لرجل الأعمال الشهير إيلون ماسك المدير التنفيذي لموقع (تويتر) وشركة (تسلا)، مع روبوت تُدعى كاتنيلا، قيل إنّها عروسه التي تم تصميمها بمواصفات خاصة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، ليتزوجها، أثارت حالة من الجدل والاهتمام العالمي أيضاً حول مخاطر محتملة للتوسع بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي مؤخراً، وصل بعضها إلى التحذير من نهاية محتملة للبشر على أيدي الأجهزة. 

الصور التي تبين، بعد انتشارها على نطاق واسع عالمياً، أنّها صُمِّمت أيضاً بالاعتماد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي (AI)، وأنّها ليست حقيقية، لم تمر مرور الكرام، خاصة أنّها تزامنت مع تصعيد التحذيرات عالمياً من مخاطر الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي مستقبلاً، الأمر الذي يمثل تهديداً مباشراً للوجود البشري، على حدّ تقدير العلماء. 

ما أصل القصة؟ 

يستند ناشرو الصور المفبركة إلى إعلان ماسك في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، عن نموذج أوّلي لروبوت من إنتاج شركة (تسلا) شبيه بالبشر، ولكنّ هذا النموذج كان يُسمّى "أوبتيموس"، وليس "كاتنيلا"، بحسب "العربية".

فضلاً عن أنّ هذا النموذج كان من المخطط الانتهاء منه في غضون (3 إلى 5) أعوام، ولم يمرّ سوى (7) أشهر فقط عن النموذج الأوّلي، وقال وقتها ماسك: "أعتقد أنّ أوبتيموس سيكون أمراً لا يُصدّق في غضون (5 أو 10) أعوام.  

من الصورة المتداولة على مواقع التواصل لإيلون ماسك وفتاة آلية

ولم يعلن ماسك أو شركة (تسلا) عن أيّ تقدم بهذا الشكل في خطة صناعة الروبوت الجديد، ولم تظهر تلك الصور المفبركة على أيٍّ من حسابات ماسك أو شركته الرسمية.

ما هو الذكاء الاصطناعي؟ 

تعرّفه مواقع علمية متخصصة بأنّه برمجة الآلات لتحاكي في طريقة عملها الذكاء البشري؛ أي التفكير مثل الإنسان وتقليد تصرفاته، ويمكن أن يطلق هذا المُصطلح على أيّ آلة تمتلك صفات مقاربة لصفات العقل البشري، مثل القُدرة على التفكير وحلّ المشكلات. 

ويمتاز الذكاء الاصطناعي بإمكانية اتّخاذ الإجراءات الأفضل لتحقيق هدف ما بوقت وجهد أقل، ويُعدّ التعلم الآلي فرعاً من فروع الذَّكاء الاصطناعي، ويقصد به إمكانيّة تعلُّم برامج الحاسوب تلقائيّاً من البيانات الجديدة دون مساعدة البشر.

تأتي المخاطر الصحية، المتعلقة بحياة البشر، كأولوية ضمن التحذيرات المتواترة حول تقنيات الذكاء الاصطناعي

أيضاً عرف الذكاء الاصطناعي بأنّه: "القدرة على التصرف كما لو كان الإنسان هو الذي يتصرف من خلال محاولة خداع المستجوب، وإظهار كما لو أنّ إنساناً هو الذي يقوم بالإجابة عن الأسئلة المطروحة من قبل المستجوب".

هل الزواج من روبوت وارد؟ 

لم يحدث حتى الآن أن تزوج إنسان بروبوت، لكن مع التطور الهائل مؤخراً، لا يبدو الأمر بعيداً، كما توقع الباحث البريطاني دافيد ليفي قبل أعوام. 

وينطلق ليفي في نظريته بالقول: إنّ بلوغ مرحلة الزواج في الذكاء الاصطناعي، رهين بمدى اكتساب الروبوت طابعاً اجتماعياً، وقدرته على محاكاة طباع الإنسان، علماً أنّه لا يقوم في الوقت الحالي سوى ببعض الأعمال المحدودة.

كما لا يستبعد ميت مكمولن، وهو صاحب شركة لصناعة الدمى الحقيقية، إمكانية زواج الإنسان من الروبوت مستقبلاً، قائلاً إنّ شركته (أبيس كرييشن)، تعكف منذ مدة على جعل دماها أكثر شبهاً بالإنسان، وفق "سبوتنيك". 

الأب الروحي للذكاء الاصطناعي يُحذّر

بالعودة إلى بداية أيار (مايو) الجاري، كان هناك التحذير الأخطر بشأن التحديثات الجارية على منظومة الذكاء الاصطناعي، جاء على لسان، جيفري هيتون الملقب باسم "الأب الروحي للذكاء الاصطناعي"، بعد أن تقدم باستقالته من شركة غوغل.

وفي تصريحات نقلتها عنه هيئة الإذاعة البريطانية، قال هينتون: إنّ بعض مخاطر برامج الدردشة الآلية باتت "مخيفة للغاية"، وأضاف: "في الوقت الحالي، هم ليسوا أكثر ذكاء منّا، لكنّني أعتقد أنّهم قد يفوقوننا ذكاء قريباً".

لم يحدث حتى الآن أن تزوج إنسان بروبوت، لكن مع التطور الهائل مؤخراً، لا يبدو الأمر بعيداً

وبحسب ما نشرت صحيفة "نيويورك تايمز"، قال الدكتور هينتون: إنّه استقال من وظيفته في "غوغل"، حيث عمل لأكثر من عقد، وأصبح أحد أكثر الأصوات احتراماً في هذا المجال، وذلك حتى يتمكن من التحدث بحرّية عن مخاطر الذكاء الاصطناعي، مضيفاً أنّه يحمل بداخله ندماً شديداً على المشاركة في أبحاث تطوير الذكاء الاصطناعي، وذلك خلال مقابلة أجرتها معه الصحيفة.

وفي حوار آخر مع "CNN" أعرب هينتون عن خوفه من تمكن الذكاء الاصطناعي من إنشاء برمجيات كومبيوتر يمكنها أن تقوم من خلالها بتشغيل برامج أخرى بنفسها، ليأتي يوم تصبح فيه تلك الروبوتات قاتلة، وتمتلك سلاحاً يمكنها تشغيله دون إذن البشر.

يرى العديد من المطلعين على الذكاء الاصطناعي أنّ هذه التقنية سريعة التطور وهناك مخاوف متعاظمة من إطلاق "شيء خطير" قد يصعب السيطرة عليه لاحقاً

وقال الدكتور هينتون: "من الصعب أن ترى كيف يمكنك منع الجهات الفاعلة ذات الأغراض الخبيثة من استخدام تلك التقنية في أشياء سيئة."

وتابع: "في الوقت الحالي، ما نراه هو أنّ أشياء مثل  (GPT-4) تتفوق على الشخص في مقدار المعرفة العامة التي يمتلكها، وربما تتفوق عليه كثيراً، صحيح أنّ الناتج من حيث التفكير ليس جيداً، ولكنّه بدأ بالفعل في التفكير، ولو بشكل بسيط". 

وتابع: "بالنظر إلى معدل تطور هذه البرامج، نتوقع أن تتحسن الأمور بسرعة كبيرة، لذلك علينا أن نقلق بشأن ذلك".

ويعتقد قادة صناعة التقنية أنّ الذكاء الاصطناعي المتطور، والذي بدأت عدة شركات في دمجه بمتصفحات الويب منذ أوائل التسعينيات، يمكن أن يؤدي إلى تقدم شديد للغاية في مجالات تتراوح من أبحاث الأدوية إلى التعليم، لكن على جانب آخر، يرى العديد من المطلعين على الصناعة سريعة التطور أنّ هناك مخاوف متعاظمة من إطلاق "شيء خطير" قد يصعب السيطرة عليه لاحقاً، بحسب "دويتشه فيله".

ما المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي؟ 

تأتي المخاطر الصحية، المتعلقة بحياة البشر، كأولوية ضمن التحذيرات المتواترة حول تقنيات الذكاء الاصطناعي، وبحسب خبراء تحدثوا لشبكة "سكاي نيوز"، تتمثل أبرز تلك المخاطر في احتمال الضرر بصحة الملايين من خلال المحددات الاجتماعية للصحة، عبر التحكم في الأشخاص والتلاعب بهم، واستخدام الأسلحة المستقلة الفتاكة، والآثار الصحية العقلية للبطالة الجماعية في حالة قيام الأنظمة القائمة على الذكاء الاصطناعي بتسريح أعداد كبيرة من العمال.

وتنشأ التهديدات أيضاً من فقدان الوظائف الذي سيصاحب الانتشار الواسع لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، مع تقديرات تتراوح من عشرات إلى مئات الملايين خلال العقد المقبل.

وفي وقت سابق، قدّر تقرير نشرته مجموعة (غولدمان ساكس)، في آذار  (مارس) الماضي، أنّ الذكاء الاصطناعي القادر على توليد وكتابة المحتوى يمكنه القيام بربع العمل الذي يقوم به البشر حالياً. 

الذكاء الاصطناعي القادر على توليد وكتابة المحتوى يمكنه القيام بربع العمل الذي يقوم به البشر حالياً

وأشار التقرير إلى أنّ (300) مليون وظيفة سيتم الاستغناء عنها في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بسبب الأتمتة. 

وفي هذا الصدد يقول سكوت ليكنز المتخصص في فهم القضايا المتعلقة بالثقة والتكنولوجيا لـ "BBC": "لقد أظهر التقدم التكنولوجي لنا أنّ التكنولوجيا لديها القدرة على أتمتة عمليات العمل أو تبسيطها، ومع ذلك مع المجموعة الصحيحة من المهارات، غالباً ما يكون الأفراد قادرين على التقدم جنباً إلى جنب مع هذه التطورات". 

ويضيف: "من أجل الشعور بقلق أقل حول الاستخدام السريع للذكاء الاصطناعي، يجب على الموظفين الاعتماد على التكنولوجيا، ويُعدّ التعليم والتدريب مفتاحاً للموظفين للتعرف على الذكاء الاصطناعي، وما يمكن أن يفعله لدورهم الخاص، وكذلك مساعدتهم على تطوير مهارات جديدة، بدلاً من الابتعاد عن الذكاء الاصطناعي، يجب على الموظفين التخطيط لتعلمه والاستفادة منه".

مواضيع ذات صلة:

من العرب إلى الذكاء الاصطناعي: متى تنتهي نزاعات العالم؟

كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يغير مسار التاريخ؟

هل يصبح الذكاء الاصطناعي ضمن ترسانة الجماعات الإرهابية؟




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية