الدغيدي وعبد المنعم وشاهين... الإخوان يركبون الموجة ويعيدون تنشيط فوبيا الدين

تنتشر فوبيا الدين بشكل لافت في هذه الأيام بعد أن قلّ وهجها في الأعوام الماضية، ففي أقل من أسبوعين هوجمت (3) شخصيات فنية بعد تطرقها لمسائل دينية أو حساسة، وهنّ الفنانة إلهام شاهين والفنانة مروة عبد المنعم والمخرجة إيناس الدغيدي، ممّا يؤكد أنّ خلايا الإخوان المسلمين عادت إلى التحرك في هذا الاتجاه. 

إيناس قالت خلال لقاء متلفز في برنامج "القرار" عبر قناة (الغد): "عشت المساكنة مع زوجي قبل الزواج، والفنانة المصرية مروة عبد المنعم قالت: "اللّي بيني وبين ربنا مش بالحجاب، وأنا هدخل الجنة برحمة ربنا وبالصلاة، أمّا الفنانة إلهام شاهين، فقد تم تداول فيديو قديم، تحدثت فيه عن أحد المخرجين وأنّه كان يترك العمل في أوقات الصلاة، ممّا تسبب في تأخير التصوير في هذا العمل، وقالت: "الأولوية للشغل ثم الصلاة، خلّص شغلك وبعدين صلي، لكن لا تعطل الشغل من أجل الصلاة"، لتجد الفنانات الـ (3) أنفسهن وسط حفلة من الشتائم والسب والوعيد، وفق ما نقل مركز (الحل).

واكتظت مواقع التواصل الاجتماعي بحملات المدافعة عن الدين، وغالبيتها كانت من عامة الناس، كما اشتركت شخصيات معروفة في مهاجمة من تحدّثن عن الحجاب والمساكنة والصلاة.

وأكد المركز أنّ جماعة الإخوان المسلمين المدرجة على قوائم الإرهاب لها علاقة بخلق فوبيا الدين، لافتاً إلى أنّ الترسبات الإخوانية لها تأثيرها أيضاً، فمصر ما بعد 2011 والإطاحة بحسني مبارك، تقيّدت فيها الحريات، خاصة في فترة حكم الإخوان المسلمين بقيادة محمد مرسي، التي شهدت سيطرة الأفكار الدينية وسطوتها على المجتمع، ولذا فإنّ تلك الترسبات لم تندثر بعد لدى العديد من المصريين.

وأوضح المركز في تقرير له أنّ الإخوان هم أيضاً السبب في خلق فوبيا الدين مع كل تصريح من الوسط الفني يحوي على جانب نقدي أو ما شابه، والسبب ببساطة أنّهم يريدون أن يبقوا في الواجهة، وبعد كل ما نالهم منذ نهاية حقبة مرسي إلى اليوم، فإنّ فرصة البقاء بالواجهة تتم عبر اللعب على وتر الدين من خلال استغلال التصريحات الفنية التي تتناول هذه المواضيع، لتجييش أكبر عدد من الجمهور معهم تحت يافطة الدفاع عن الله والإسلام، وهذا ما أشارت إليه إلهام شاهين علانية حين قالت: إنّ إعادة نشر الفيديو القديم حول حديثها عن الصلاة "هي حملة إخوانية...، واضح إنّي تعباهم".  

وتابع المركز: إنّ السلطة الحاكمة لها دورها أيضاً في خلق فوبيا الدين، فهي صحيح ليست مسؤولة عن أيّ لقاءات وتصريحات فنية تتناول الدين، إلا أنّها في الوقت ذاته تُماهي الحملات التي تشن ضد الشخصيات الفنية لمعرفتها بطبيعة المجتمع، لذا لا تريد أن تصطدم معه أوّلاً، ولكي لا تمنح الفرصة للإخوان باستغلال أيّ قضية، ولكن هذا على حساب انتشار الأفكار الدينية "المتطرفة"، وعبر تضييق الخناق على الوسط الفني وتقييد حرياته.