الدراما والتصوف في طريق البديل

الدراما والتصوف في طريق البديل

الدراما والتصوف في طريق البديل


19/05/2025

ناصر الحزيمي

في عام 2001م حدثت أحداث 11/9 وبعدها أصدرت "مؤسسة رند" تقرير ((بناء شبكات الإسلاميين المعتدلين)) في هذا التقرير تقرر أن التصوف سلوك معتدل وأن الإسلام العامي من الممكن تبنيه، كما تقرر أن جماعة الإخوان المسلمين هي بشكل أو بآخر جماعة من الممكن التفاهم والتقارب معها، ومن كتب التقرير لم يكلف نفسه عناء التقصي والاستقصاء وإنما رجحوا جانب الإخوان المسلمين الذين اعتبرهم التقرير جماعة صوفية وابتعد كل البعد عن جماعة جل نشاطهم أخلاقي وعظي زهدي وبعيد كل البعد عن السياسة والعنف، وأعني هنا "جماعة الدعوة والتبليغ"، وكلامي هنا يفترض حسن النوايا وصدق الأهداف يقول تقرير رند:

((يشكل الصوفية والمسلمون المتمسكون بالتقاليد الأغلبية العظمى من المسلمين. فهم يكونون في الغالب وليس دائما مسلمين محافظين يتمسكون بمعتقدات وتقاليد مر عليها قرون- 1400 عام من الأعراف والتقاليد الإسلامية والتعلق بالقيم الروحية المعادية للأيديولوجية المتعصبة، هذا طبقا لما قاله عبد الرحمن وحيد. وتشمل هذه التقاليد تبجيل الشيوخ ... وممارسات أخرى ... فهم يفسرون الكتب المقدسة على أساس تعاليم المدارس للتشريعات (المذهب) المؤسس في القرون الأولى من الإسلام، كما أنهم لا يشتركون في التفسير غير الوسطي للقرآن والحديث (تقاليد وأفعال النبي محمد) مثلما يفعل السلفيون والمؤيدون للعصرية. ويضم العديد من المسلمين الملتزمين بالتقاليد عناصر من تعاليم الصوفية- التصوف الإسلامي الذي يركز على التجارب الشخصية والوحي- في ممارستهم لتعاليم الإسلام.

وقريب من هذه الدراسة تلك الحقيقة القائلة بأن السلفيين هم أعداء أشداء للصوفية والمتمسكين بالتقاليد. وعندما اكتسبت الحركات الإسلامية المتطرفة قوة، سعوا إلى قمع ممارسة تقاليد الإسلام الصوفي والتقليدي كما حدث في التخريب المشهور للآثار الإسلامية. وبسبب التضحية بهم بواسطة السلفيين يعتبر الصوفية والمتمسكون بالتقاليد هم الحلفاء الطبيعيون للغرب لدرجة أنه من الممكن تأسيس أساس مشترك فيما بينهم.

كما اكتشفنا إمكانية عمل شراكات مع الصوفية والمتمسكين بالتقاليد، من المهم أن نتذكر أن هناك تنوعا واسعا في هذه الفرق. ففي بلاد مثل البوسنة وسوريا وإيران وكازاخستان وإندونيسيا، يكون الإسلام الذي يتم ممارسته هناك في المجتمع المحلي عبارة عن إسلام صوفي أو متأثر بالصوفية ولكنه ظاهرة منتشرة. وفي بلاد أخرى مثل الأراضي الألبانية والمغرب وتركيا والهند وماليزيا، توجد الصوفية في شكل منظم ومنضبط. على الرغم من أن الصوفيين واجهوا في بعض الحالات نزعات راديكالية وقاموا بدعم جماعات عسكرية، فعلى وجه العموم تنتمي الجماعات الصوفية للجانب المعتدل من هذا القسم. وبعض الحركات الصوفية معتدلة من الناحية العسكرية، فعلى سبيل المثال تؤكد جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية بلبنان على الاعتدال والتسامح ومعارضة النشاطات السياسية واستخدام العنف)).

هذا مجمل ملخص ما جاء في تقرير رند الذي صدر بعد أحداث سبتمبر2001م وتم فعلا إنتاج بعض الأعمال الدرامية التلفزيونية لها علاقة وثيقة بالتصوف وتروج له بعد أحداث ما سمي بالربيع العربي، وأنا اظن أن ((مسلسل الخواجة عبد القادر)) وأنتج سنة 2012م أول عمل أنتج بعد الربيع العربي وهو من بطولة يحيى الفخراني، و قصة سيناريو حوار عبد الرحيم كمال، وإخراج شادي الفخراني.

والعمل الثاني حسب اطلاعي هو "مسلسل الصعلوك"، وعرض في عام 2015م، وهو من بطولة خالد الصاوي، وتأليف محمد الحناوي.

في عام 2019م عرض "مسلسل مقامات العشق"، ويحكي سيرة محي الدين ابن عربي، وهو من تأليف محمد البطوش، وإخراج أحمد إبراهيم أحمد.

وفي نفس العام أي 2019م عرض "مسلسل العاشق وصراع الجواري"، ويتناول سيرة الحسين بن منصور الحلاج، وهو من تأليف أحمد المغربي، وإخراج علي محي الدين علي.

إن مشكلة هذين العملين اللذين تناولا ابن عربي والحلاج أنهما مفتعلان دراميا أكثر منهما ضمن سياق درامي طبيعي، وغلبت عليهما الصنعة من غير إبداع أو رسالة واضحة.

وقبل أن أختم هذه المقالة أريد أن أوضح أنني أعتمد على ذاكرتي وما يتاح لي من اطلاع على الإنترنت، فقد يكون قد فاتني أعمال درامية صوفية أخرى.

العربية




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية