تمكنت قوات الحزام الأمني، التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، من صد هجوم شنته عناصر من تنظيم القاعدة الإرهابي على أحد مواقعها في شرق مديرية مودية بمحافظة أبين أمس.
وتصدت قوات الحزام الأمني، المنتشرة في وادي عومران، للهجوم الإرهابي وتمكنت من تكبيد العناصر المهاجمة خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، وفق ما نقل موقع (المنتصف نت).
وأسفرت المواجهات عن مقتل أحد أفراد الحزام الأمني خلال عملية قنص نفذها تنظيم القاعدة بالقرب من قرية البقيرة شرقي مديرية مودية.
وأشارت المصادر إلى أنّ العملية العسكرية ما زالت مستمرة، بهدف تعقب العناصر الإرهابية الفارين في المناطق النائية والمرتفعات والسلاسل الجبلية الوعرة.
وقبل نحو أسبوع أصيب (5) جنود من أفراد القوات العسكرية الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي، بانفجار عبوّة ناسفة زرعتها عناصر تنظيم الارهابي شرقي محافظة أبين، جنوبي البلاد.
وقال المتحدث الرسمي باسم القوات الجنوبية، في تصريح لـ (إرم نيوز): إنّ عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي فجّروا عبوة ناسفة في إحدى الآليات العسكرية"، شرقي مديرية مودية في محافظة أبين.
وأضاف المتحدث أنّ الانفجار أدى إلى إصابة (5) من أفراد قوات اللواء الثالث دعم وإسناد، في القوات الجنوبية المسلحة.
حملات أمنية لملاحقة عناصر تنظيم القاعدة في المرتفعات والسلاسل الجبلية الوعرة والوديان الرابطة بين محافظتي أبين والبيضاء.
ونفذت القوات المشتركة اليمنية قبل أسبوعين حملات أمنية لملاحقة عناصر تنظيم القاعدة في المرتفعات والسلاسل الجبلية الوعرة والوديان الرابطة بين محافظتي أبين المحررة من ميليشيات الحوثي، والبيضاء الخاضعة لسيطرتهم، طبقاً لما ذكره الموقع الرسمي للقوات المسلحة الجنوبية.
وفي السياق وجّهت القوات الجنوبية رسالة طمأنة إلى سكان الجنوب والشركاء الإقليميين والدوليين بشأن قدرتها على شل تحركّات تنظيم القاعدة في بعض المناطق والحدّ من خطورته، نافية قدرة التنظيم على العودة إلى تلك المناطق والسيطرة عليها بعد أن طُرد.
جاء ذلك تعليقاً على ما تمّ تسجيله في الفترة الأخيرة من تكثيف التنظيم لعملياته وتركيزها في بعض مناطق نفوذ المجلس الانتقالي الذي يبدو أنّ التنظيم بات يعتبره عدّوه الأول في ظل تشكيك بعد الدوائر السياسية والأمنية في حقيقة موقف قوى أخرى من بينها جماعة الحوثي وفرع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن من القاعدة وطرح الدوائر ذاتها لفرضية تعاون تلك القوى مع التنظيم واستخدامها له في مقارعة عدوّها المشترك الانتقالي الجنوبي.
وقال المقدم محمد النقيب المتحدث الرسمي للقوات المسلحة الجنوبية: إنّ تنظيم القاعدة لم يستطع الصمود والحفاظ على بقائه وتموضعه منذ المرحلة الأولى لعمليتي سهام الشرق وسهام الجنوب في محافظتي أبين وشبوة.
ويشير النقيب بالعمليتين إلى حملتين واسعتي النطاق كانت القوات الجنوبية بدأتهما ضدّ تنظيم القاعدة وأسفرتا عن استكمال تطهير المناطق من فلوله ومنعه من إعادة تنظيم صفوفه وبسط السيطرة مجدّداً على بعض تلك المناطق.
وتخلّى التنظيم منذ ذلك الحين عن فكرة بسط السيطرة واسعة النطاق ومحاولة تأسيس كيان له في شكل إمارة إسلامية، ولجأ مجدّداً إلى أسلوب شنّ الهجمات الخاطفة ونصب الكمائن وتنفيذ التفجيرات ضدّ نقاط تمركز قوات المجلس الانتقالي في محافظتي شبوة وأبين محدثاً خسائر بشرية ومادية محدودة في صفوفها.
ونقلت وكالة (سبوتنيك) الروسية عن النقيب قوله: "قواتنا المسلحة الجنوبية تمكنت من تدمير البنية التحتية لتنظيم القاعدة ودك أوكاره والسيطرة على كل معسكراته، ومنها معسكر وادي عومران بمحافظة أبين ومعسكرات أخرى موازية من حيث الأهمية بمحافظة شبوة وقتل العشرات من عناصره وطرده من مسرح انتشاره والمناطق التي تم تصديره إليها من قبل النظام السابق، وجرى تجذيره فيها منذ عقود لجعله أداة لتركيع شعب الجنوب وقمع إرادته وإسقاط صورة نمطية زائفة تلصق الإرهاب بالجنوب وشعبه وهويته."
وأضاف متحدّث القوات الجنوبية: "نستطيع القول إنّ ما يقوم به تنظيم القاعدة الإرهابي في الآونة الأخيرة من عمليات فردية بالعبوات الناسفة هو محاولة إثبات وجود، حيث يستخدم عناصره المتسللة عبر سلاسل جبلية تربط محافظتي أبين وشبوة الجنوبيتين بمحافظة البيضاء اليمنية، وتقوم تلك العناصر بتنفيذ كمائن تستهدف دوريات قواتنا المشاركة في عملية سهام الشرق، لا سيّما في شرق مديرية مودية ثم تلوذ هذه العناصر بالفرار إلى أوكارها والمأوى البديل الذي وفرته الميليشيات الحوثية بمحافظة البيضاء.”
وأضاف: "قواتنا المسلحة الجنوبية في عملية سهام الشرق وسهام الجنوب استطاعت أن تشل قدرات التنظيم وتفقده القدرة على المناورة، الأمر الذي جعلنا نشهد عودة نشاط عناصر التنظيم بين الحين والآخر، ولو في حدود زرع العبوات الناسفة ونصب كمائن ثم الفرار."
وأتاحت حالة عدم الاستقرار في اليمن موطئ قدم بالبلاد للجماعات المتطرفة، وبينها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الذي تعتبره واشنطن أخطر أذرع التنظيم الأمّ، لكنّ وتيرة هجماته تراجعت كثيراً في الأعوام الأخيرة بفعل جهود التصدي له، التي شاركت فيها القوات الجنوبية بفاعلية كبيرة، وفق ما أورده موقع (المشهد العربي).
وعلى مدى الأعوام الـ (9) الماضية لعبت تلك القوات دوراً محوريّاً في مواجهة التنظيم وطرده من المناطق التي احتلها، ثم ملاحقة فلوله ومنعها من إعادة تنظيم صفوفها، وذلك من خلال عمليات أمنية واسعة النطاق كثيراً ما أسفرت عن قتل العديد من عناصر التنظيم ومصادرة أسلحة ومعدات تابعة لهم.
وكان التنظيم قد تمكن عام 2015 من السيطرة على مدينة المكلا مركز محافظة حضرموت، كما سيطر على مدينة زنجبار مركز محافظة أبين ومدينة جعار القريبة منها، لكنّه تلقى سلسلة من الهزائم على يد النخب العسكرية الجنوبية والأحزمة الأمنية.
وتقول جهات سياسية وأمنية: إنّ خللاً طرأ على جهود مقارعة القاعدة، يتمثّل في قيام حزب التجمّع اليمني للإصلاح، "الفرع اليمني لجماعة الإخوان المسلمين" والمشارك في تشكيل الشرعية اليمنية، في استيعاب الكثير من عناصر التنظيم ضمن قواته بهدف توظيف خبراتهم القتالية، وأيضاً تعبئتهم المسبقة ضد خصوم الحزب، وعلى رأسهم الانتقالي الجنوبي، وفق ما أوردت صحيفة (الأمناء نت).
صحيفة (تلغراف) البريطانية أفادت في تقرير سابق أنّ الحوثيين في اليمن يتعاونون مؤخراً مع تنظيم "القاعدة في الجزيرة العربية"، الذي يُعتبر من أخطر التنظيمات المتطرفة.
وتقول الجهات نفسها: إنّ تنظيم القاعدة ينسّق أيضاً هجماته على جنوب اليمن مع جماعة الحوثي المهتمة بزعزعة الاستقرار في تلك المناطق، ويحصل منها على أسلحة ومعدات لم يكن يمتلكها من قبل، ومن بينها طائرات مسيّرة صغيرة الحجم.
وأفادت صحيفة (تلغراف) البريطانية في تقرير سابق أنّ الحوثيين في اليمن يتعاونون مؤخراً مع تنظيم "القاعدة في الجزيرة العربية"، والذي يعتبر من أخطر التنظيمات المتطرفة في العالم، ووفقاً للتقرير يقدم الحوثيون دعماً لتنظيم القاعدة باليمن في صراعه ضد الحكومة الانتقالية جنوب اليمن.
ونقل التقرير عن مصادر مختلفة في اليمن، بينهم مصادر من الحكومة الانتقالية في الجنوب والتي تعارض الحوثيين وكافة التنظيمات المسلحة في المنطقة، أنّ الحوثيين زودوا القاعدة بصواريخ وطائرات مسيّرة ووسائل قتالية مختلفة، كما أنّهم يساعدونهم بالإفراج عن شخصيات كبيرة تابعة للتنظيم من السجون في البلاد.
وتواصل القوات الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي ووحدات أمنية حكومية، منذ العام 2022، عملياتها العسكرية والأمنية ضد العناصر الإرهابية في المناطق الجبلية والوديان النائية شرقي مودية في محافظة أبين.