كشفت الحملة العسكرية التي يخوضها الجيش الليبي، برئاسة المشير خليفة حفتر، ضدّ الميليشيات المسلحة في العاصمة طرابلس، الدول الراعية لتلك الميليشيات، ومساعيها الهادفة لحفظ حالة عدم الاستقرار في ليبيا.
فكما اتحدت الميليشيات المسلحة المتحاربة والمتصارعة فيما بينها في طرابلس ضدّ الجيش الوطني، وضعت الدول الراعية لتلك الميليشيات، مثل إيطاليا وقطر، اليد في اليد لمجابهة الجيش، ومنعه من تحقيق أهدافه المقتصرة على نشر الأمن والأمان في العاصمة، وإنهاء تواجد الميليشيات المسلحة.
فقد عقدت الدولة الإيطالية اجتماعات متعددة مع قطر لإسناد الميليشيات المتشددة التي تهيمن على طرابلس، مستفيدة من ضبابية الموقف الدولي ومن صراع المصالح بين دول غربية، خاصة بين إيطاليا وفرنسا، وفق تقرير لصحيفة "العرب" اللندنية.
ايطاليا تتحالف مع قطر لدعم الميليشيات المسلحة في العاصمة طرابلس لمواجه الجيش الليبي
وكشف المسؤولين الإيطاليون تحالفهم مع قطر، وهي أحد أبرز الممولين للميليشيات، وذلك من خلال زيارة وزير خارجية قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إلى روما، ولقائه مسؤولين بارزين.
وحظي محمد بن عبد الرحمن بلقاء رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، وحضر اللقاء أيضاً نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي، أحمد معيتيق، المحسوب على الإسلاميين، والمقرب من إيطاليا.
كما عقد محمد بن عبد الرحمن، وفق التقرير، اجتماعاً مع نظيره الإيطالي، إينزو موافيرو ميلانيزي، ما يعكس مساعي روما الحثيثة لإرباك تقدم معركة طرابلس التي لا تنظر إليها كونها جزءاً من الحرب الدولية على الإرهاب، أو كإحدى الضمانات الرئيسة لوقف الهجرة إلى أوروبا، لكن كونها تندرج في سياق صراعها مع فرنسا على مواطن النفوذ.
وقالت وزيرة الدفاع الإيطالية، إليزابيتا ترينتا: إنّ على بلادها مواصلة الحوار مع جميع الأطراف الليبية المعنية بالصراع، حتى التوصل إلى حلّ غير عسكري، في إشارة إلى مفاوضات محتملة مع المشير خليفة حفتر.
لكنها شدّدت على أنه "من الواضح أنّ وراء الأزمة الليبية تقف دائماً قوى مختلفة من كلا الجانبين، لكننا نعلم ذلك منذ فترة طويلة"، في إشارة واضحة إلى الخلافات مع فرنسا، وأن ما يجري هو صراع مصالح.
وأكّدت وكالات أنباء تحرك الدولتين بهذا الصدد، الذي بدأ بالإسناد العسكري الميداني الذي ستقدمه روما للميليشيات، التي تتخفى وراء حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج.
وحذّر متابعون للشأن الليبي من أنّ التحالف مع الميليشيات، ولو كان ظرفياً، سيهدّد أمن المنطقة ككل، مشيرين إلى أنّ المجموعات الإسلامية المختلفة عملت خلال الأعوام الأخيرة على تجميع الأسلحة والمقاتلين والأموال، ما ساعدها في بسط سيطرتها على طرابلس.
وكان مبعوث الجامعة العربية إلى ليبيا، صلاح الدّين الجمالي، قد أكّد أنّ "هناك تدخلات دولية يومية في ليبيا، ومواقف هذه الدّول لا تدعو كلها إلى إيقاف الحرب وإخماد نار السلاح، بل هناك من يشجع على ذلك".
لكنه رأى أنّ "الاستقواء بالخارج في ليبيا أمر خطير جداً، ولا يكون التدخل الأجنبي ممكناً إلا إذا وجد من يناديه ويدعوه من الداخل".
ويتهم الجيش الوطني الليبي، بقيادة حفتر، باستمرار تركيا وقطر بتزويد خصومه بالأسلحة.