الجيش والمستوطنون و"الإرهاب اليهودي": تحالف حديدي ضد الفلسطينيين

الجيش والمستوطنون و"الإرهاب اليهودي": تحالف حديدي ضد الفلسطينيين


كاتب ومترجم جزائري
14/12/2021

ترجمة: مدني قصري

تتواصل الاعتداءات على المدنيّين الفلسطينيين بشكل متزايد في الأراضي المحتلة، وتشعر منظمات حقوق الإنسان الإسرائيلية بالقلق، ومع ذلك فهي ليست حديثة العهد، خاصة أنّ الجيش عادة ما يسمح للمستوطنين الأكثر عنفًا بالتصرف مع إفلاتهم من العقاب.

أحصت منظمة "ييش دين" (Yesh Din) (هناك قانون) الإسرائيلية، غير الحكومية، 1293 شكوى، بين عامي 2005 و2019، تتعلق بأعمال ارتكبها المستوطنون ضد فلسطينيين في الضفة الغربية، تتضمن أعمال عنف مباشرة وتخريب ممتلكات السكان الفلسطينيين، أو محاولات سرقة الأراضي. في 91٪ من الحالات تم رفض الشكاوى وإهمالها من قبل شرطة الاحتلال. على جانب منظمة بتسيلم "B’tselem"؛ التي سلطت الضوء على نظام الفصل العنصري المطبق في جميع أنحاء الأراضي الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية؛ فقد ذَكر أحدثُ تقرير لها 451 هجوماً للمستوطنين، بين عامي 2020 وأيلول (سبتمبر) 2021، أسفرت عن مقتل خمسة فلسطينيين. وكانت قوات الأمن الإسرائيلية حاضرة في 183 حالة، حيث تغاضت عن الهجوم أو شاركت فيه بالرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع التي حاول الفلسطينيون مواجهتها. والأسوأ من ذلك؛ أنّه في 22 وضعاً قام الجيش باعتقال فلسطينيين معتدَى عليهم، وترك المهاجمين طلقاء.

في بيان صدر في 10 تشرين الثاني (نوفمبر) أعرب خبراء من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عن قلقهم إزاء أعمال العنف التي يمارسها المستوطنون الإسرائيليون، التي وُصفت بأنّها "الأعلى المسجلة في السنوات الأخيرة". فإذا كانت المنظمات غير الحكومية الفلسطينية تحذّر من هذا الوضع منذ زمن طويل  فإنّ قلق المنظمات الإسرائيلية يُجبر المجتمع الدولي، وحتى الحكومة الإسرائيلية، على تناول الأمر بما يستحقه من اهتمام وجدية. يبقى أن نستوعب هذه الظاهرة كما هي: ليس كـ "حوادث" منعزلة بل بصفتها إرث الإرهاب اليهودي الناتج عن الاستعمار الصهيوني.

"أنت حارس المستوطنات"

في كتيّب بعنوان "في الخدمة" on duty جمعت منظمة "كسر جدار الصمت" Breaking the Silence) 36 شهادة من جنود وضباط كانوا في طليعة العنف المتكرر من قبل المستوطنين الإسرائيليين. وتسلط المنظمة الضوء على الواقع العملي والإستراتيجي لهذه الهجمات من قبل المستوطنين الذين يسعون إلى زيادة المصادرة وضمان "تحكّم فعّال" من خلال الترهيب والقوة على أكبر قدر ممكن من الأراضي.

في قلب استيطان الأراضي الفلسطينية المحتلة، عام 1967، ظهرت عدة مجموعات متطرفة، بدافع الرغبة في ترويع السكان الأصليين وتكميم أفواههم عن أي تلميح للاستقلال

أشار المتحدث السابق باسم "كسر جدار الصمت" (Breaking the Silence)، وعضو سابق في وحدة قتالية بالجيش، نير أفيشاي كوهين، إلى النظام القانوني الإسرائيلي باعتباره العقبة الأولى أمام قمع هؤلاء المستوطنين. المواطنون الإسرائيليون يخضعون للولاية القضائية المدنية، على عكس الفلسطينيين الخاضعين للقضاء العسكري الاستثنائي، وهكذا؛ ففي أثناء الاشتباكات أو الأحداث في الضفة الغربية يكون الجيش هو أوّل من يتم حشده على الفور، ويفضِّل هذا الجيش بشكل منهجي مواجهة ومطاردة وقمع الفلسطينيين الذين يملك سيطرة ملموسة عليهم، بدلاً من طرد المستوطنين الذين يعرفون أنه في غياب الشرطة الإسرائيلية لا يتعرضون لأيّ استجواب أو مقاضاة.

إلا أنّ المنظمات غير الحكومية تستنكر الدور المثير للجدل للضباط المسؤولين عن تنسيق الدفاع عن المستوطنات. في كلّ منها تدفع الدولة أجرة ما لا يقل عن ضابط واحد من المفترض أن ينظم الحماية هناك من خلال تجنيد متطوعين، من خلال دعم لوجستي من الجيش، وهو ما يعزّز التواطؤ بين المستوطنين والجنود. إضافة إلى ذلك هناك روابط أيديولوجية وطبيعية، كما تدل على ذلك الكلمات التي جمعتها منظمة "كسر جدار الصمت". في هذا الشأن أفاد رقيب عمِل في منطقة يتسهار عام 2017:

أنت حارس المستوطنات وأنت مثل الملاك الذي يحرس المنطقة. من وجهة نظرك اليهود هم الأشخاص الذين يجلبون لك الطعام وهم لطفاء معك عندما تكون في دورية، مثل "شكراً جزيلاً لك على حمايتنا". ليس من السهل استخدام وسائل تفريق أعمال الشغب ضدهم. تذكر أنهم "مِنّا " ولا ينبغي المساس بهم.

التأييد الكامل لليمين المتطرف

في قلب استيطان الأراضي الفلسطينية المحتلة، عام 1967، ظهرت عدة مجموعات متطرفة، بدافع الرغبة في ترويع السكان الأصليين وتكميم أفواههم عن أي تلميح للاستقلال أو حتى المطالب السياسية. أعلنت المنظمة اليهودية السرية المحظورة، عام 1948، من خلال صورتها غير النمطية عن تطور حركةٍ أكبر مستوحاة من الحاخام مئير كاهانا؛ فبوصفها ثمرة اندماج بين الأرثوذكسية الدينية اليهودية والمسيانية الاستعمارية المقتنعة بأنّ الانتصارات والفتوحات الإسرائيلية دليل كبير على مشيئة ربانية تصوغ الحركةُ الكهانية تفوّقاً يهودياً معادياً للعلمانية واليهودية الليبرالية، مجسّدة يميناً متطرفاً متعصباً وعنيفاً.

اقرأ أيضاً: النُّطف المحررة: فصل من فصول النضال الفلسطيني

هذا الشكل من الصهيونية الدينية الذي تمّ تهميشه خلال العقود الأولى لإسرائيل، يتمتع اليوم بالانتقام عبر المستوطنات: في الانتخابات التشريعية في آذار (مارس) 2021 صوّت مستوطنو الضفة الغربية بوضوح لليمين المتطرف، وأعطوا 21,6٪ من الأصوات للكهانيين هاتسيونوت الحداتيت (الصهيونية الدينية) و19,4٪ لليكود، و29٪ لحزب يادوت هاتوراه (يهودية التوراة) وشاس (الأرثوذكس السفارديم للتوراة)، بالإضافة إلى 13,6 ٪ لـِ يمينا (اليمين)، حزب رئيس الوزراء الحالي نفتالي بينيت.

ساعد ظهور معسكر السلام في الثمانينيات ثم صعود إسحاق رابين إلى السلطة، عام 1992، في جعل المستوطنين متطرفين؛ فمن ناحية تضاعفت على الأرض البؤرُ الاستيطانية غير القانونية، حتى في نظر القانون الإسرائيلي، المدعومة من قبل اليمين القومي المعارض لأي مفاوضات إقليمية مع الفلسطينيين. من ناحية أخرى أدّى تطبيع التبادلات مع ياسر عرفات إلى تغيير علاقة الحركة الاستعمارية باليسار الصهيوني، فإذا كانت هذه العلاقة تتشكّل، حتى الآن، في نظر اليمين المتطرف من "يهود ضائعين"، وإنْ كانوا محترَمين بسبب انتصاراتهم العسكرية السابقة، فقد أصبح رابين خائناً يعمل ضدّ مصالح الشعب اليهودي. وهكذا؛ فمن منظور باروخ غولدشتاين أو يغئال عمير، وهما، على التوالي، منفذ مذبحة مسجد الخليل عام 1994، وقاتل رابين عام 1995، يجب على شعب إسرائيل أن يتحد لضمان خلاصه في وجه تهديد العرب، وبالتالي وضع حدّ لأولئك الذين يتصالحون مع العدو، وبالتالي يُضعفون الدولة عمداً.

إستراتيجية المضايقة الدائمة

حتى أكثر من عملية أوسلو، غذّت الانتفاضة الثانية التجاوزات المتطرفة بين شباب يهودي جديد، وبشكل أكثر من شباب المستوطنات. يواجه هذا النشاط المجتمعَ الإسرائيلي الآخر وهو معسكر سلام لا يزال نشطاً، لكنه منقسم بين منظمات غير حكومية متخصصة مختلفة. هذه الأخيرة تطرح إجراءات قانونية ضدّ كلّ بؤرة استيطانية، على أمل منع إنشاء مستوطنات جديدة. بين عامي 2005 و2012 أمرت المحكمة العليا الإسرائيلية بـ 27 عملية هدم، دون إضعاف عزيمة المستوطنين: المزيد والمزيد من هؤلاء يجدون أنفسهم في هذه المباني الجاهزة التي أقيمت على عجل على قمة التلال لتذكير السكان الفلسطينيين بأنّ المستوطنين هم "أسياد" الإقليم، وبهدف استنفاد المنظمات غير الحكومية المناهضة للاستتطان التي تعود عند كلّ بؤرة استيطانية جديدة إلى مراجعة وترتيب كلّ إجراءاتها من الصفر.

في سياق هذه الديناميكية، ومنذ عام 2008، تضاعف ما تسمى بـ "tag mehir" (سياسة تدفيع الثمن)، وهي طريقة يتبناها المتطرفون اليهود الذين يستهدفون السكان الفلسطينيين واليسار الإسرائيلي وجميع رموز الدولة التي تضفي الشرعية على التنازلات الإقليمية في الضفة الغربية أو تشارك فيها. وتتمثل في تخريب القرى الفلسطينية، وحرق أو قطع أشجار زيتون المملوكة لعائلات فلسطينية، ورشق الفلاحين أو قاطفي الزيتون بالحجارة، …إلخ

اقرأ أيضاً: "حماس" وكتابة تاريخ فلسطين من جديد

يستقطب شباب التلال "Noar ha gvaot" انتباه وسائل الإعلام والمحققين، لأنهم يقدّمون جميع ممثلي "tag mehir" تقريباً. كانت الحركة ضعيفة نسبباً حتى أوائل العقد الأوّل من القرن الحادي والعشرين، لكنها اكتسبت زخماً ردّاً على الانتفاضة الثانية وتفكيك المستوطنات في قطاع غزة. يتبنّى الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و25 عاماً من مختلف التوجهات أسلوبَ حياة يعتمد على الصَّلاة والتأمل والغناء. ويجوبون الضفة الغربية بين البؤر الاستيطانية، ويرتدون في أغلب الأحيان المعطف وأحذية خاصة بالمشي لمسافات طويلة، وعلى رؤوسهم الكبة (أو الكباه) (2) مطرّزة وملوّنة.

عدد شباب التلال يتأرجح ما بين 200 إلى 300 يومياً، ويمكن أن يتجاوز 500 خلال العطل المدرسية ليصل إلى ألف في الأوضاع المتوترة

يُظهر البعض ارتباطاً بالعمل الزراعي ويطمحون إلى خوض تجربة العودة إلى الوطن، مستوحاة من رواد الصهيونية في بداية القرن العشرين. ويُعبّر آخرون عن تمرّد ضدّ تربيتهم البرجوازية أو الاستبدادية ويندمجون بسهولة في مجالات حياتية خارج الأطر التقليدية. أخيراً تضمّ مجموعات قليلة شباباً يوحّدهم فقدانُ أخ أو قريب في هجمات أو اشتباكات مع الجماعات الفلسطينية المسلحة. وبدرجات متفاوتة يزعمون أنهم ينتمون إلى الكاهانية، وهي نتيجة طبيعية لكراهية عميقة تجاه العرب، والرغبة في احتلال كل "يهودا والسامرة" من خلال طرد السكان المحليين، وغضبٍ حقيقي تجاه الجيش الذي يعتبرونه سلبياً للغاية، وحتى ضدّ الحاخامات الذين يتعاونون مع السلطات.

عدد شباب التلال يتأرجح ما بين 200 إلى 300 يومياً، ويمكن أن يتجاوز 500 خلال العطل المدرسية ليصل إلى ألف في الأوضاع المتوترة. ونظراً لعدم اعتبارهم تهديداً حقيقياً لأمن الدولة، فقد فضلت السلطات الإسرائيلية الحوار معهم منذ فترة طويلة، ساعية للإشراف على هؤلاء الشباب الذين تتوافق قيمُهم في كثير من النواحي مع مصالح الحكومات الإسرائيلية على مدى العقدين الماضيين.

شبكات ناشطة نابعة من بيئات دينية

في بيانهم المذكور أعلاه، اتّهم خبراء الأمم المتحدة "الحكومة الإسرائيلية وجيشها" بتقاعسها في بذل جهود كبيرة للحدّ من هذا العنف وحماية الفلسطينيين، على الأرض لا الزيادة في عدد "الفرقة اليهودية" في الشين بيت، جهاز الأمن الداخلي، المسؤول عن التحقيق مع المتطرفين اليهود، ولا "الشرطة الخاصة" التي أنشئت في عام 2012، مزوّدة بوسائل ضعيفة، للعمل فقط في الضفة الغربية سعَياً لوضع حدٍّ للهجمات.

اقرأ أيضاً: معاريف: قطر ومصر لاعبان رئيسان في إدارة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

عام 2013، أعلنت السلطات الإسرائيلية عدم قانونية المنظمات التي تتبنى أعمال tag mehir (تدفيع الثمن)، من أهدافها العديد من المدارس الدينية الموجودة في المستوطنات، لا سيما مؤسسة Od Yosef Chai في مستوطنة يتسهار الإسرائيلية الدينية، التي تم إغلاقها رسمياً منذ عام 2011، ولكنّ شبكتها لا تزال نشطة، بالإضافة إلى نشطاء من المنظمات اليمينية المتطرفة، مثل منظمة لهافا "Lehava" (اللهب) اليمينية المتطرفة، المعروفة بمطاردة وإسقاط الزواج المختلط بين العرب واليهود في شوارع القدس. يشارك العديد من شباب التلال أيضاً في تدريبات لهافا ومعسكرات التدريب، ويمكن لها حشد عناصرها الأكثر تعصّباً للعمليات في الضفة الغربية.

على ما يبدو بدأ الوضع يتغير، في تموز (يوليو) 2015، عندما تمّ إلقاء زجاجة حارقة على منزل في قرية دوما الفلسطينية، ممّا أدى إلى مقتل عائلة بأكملها. في هذه العملية نجا طفل واحد فقط، يبلغ من العمر أربعة أعوام، رغم إصابته بحروق بالغة. لقد صَدم هذا الفعلُ الضميرَ الإسرائيلي وقوّض سرد "السكان اليهود الأبرياء الذين أجبِروا على الدفاع عن أنفسهم من أجل العيش في سلام وأمن". تمّ استجواب عدد من الشباب من المستوطنات ووضعِهم رهن الاعتقال الإداري، وهي الطريقة التي كانت حتى تلك اللحظة مخصصة للفلسطينيين؛ فهي تسمح بالاحتجاز دون محاكمة لمدة ستة أشهر قابلة للتجديد، والأهم من ذلك أنّ اثنين منهم أتُّهِما بالقتل، ومحاولة القتل والانتماء إلى "منظمة إرهابية".

اقرأ أيضاً: بمشاركة 15 دولة.. انطلاق فعاليات مهرجان أيام فلسطين السينمائية بفيلم "الغريب"

أقوال الضباط الإسرائيليين تتراكم. أفي أرييلي، وصفَ الوكيل السابق ومدير الشعبة اليهودية في الشين بيت، الإرهاب اليهودي بأنه "تهديد وجودي". وتلتقي أقواله وتتطابق مع أقوال كارمي جيلون، المدير السابق للشين بيت، الذي أصبح المتطرفون اليهود بالنسبة إليه "تهديداً ضدّ العالم اليهودي" أعظم من عمليات المقاومة الفلسطينية.

دعم تكتيكي ووسائط سياسية

لكن في الواقع ما تزال البؤر الاستيطانية تستفيد في الغالبية العظمى من الحالات من دعم ضمني من الإدارة الاستعمارية التي تسهّل ربطَها بالمياه والكهرباء. وهكذا فإنّ شباب التلال يرون أنفسهم، كطليعة استعمارية، الجزء الفاحش والمرئي لاستعمار لا يحبّذ الإسرائيليون رؤيته، في حين أنه في الواقع يَنتج عن الأيديولوجية الكامنة في قلب أسس دولتهم. يمكن لوزير الدفاع بيني جانتس أن يصف عنف المستوطنين؛ بأنّه "ظاهرة خطيرة"، ويدّعي أنه يريد إنهاءها، ويضع على قائمة المنظمات الإرهابية ستّ منظمات فلسطينية غير حكومية من بين أكثر المنظمات نشاطاً في الدفاع عن حقوق الإنسان والنضال ضد الاستعمار، من دون أن يحرّك المجتمع اليهودي التقدّمي ساكناً.

هؤلاء الإرهابيون لديهم قنوات اتصال سياسية، مثل المحامي والنائب إيتامار بن غفير، عضو حزب عوتسما يهوديت اليهودي (القوة اليهودية، حليف الليكود). خلال الاشتباكات التي اندلعت في القدس في ربيع عام 2021 سلّم قائد الشرطة كوبي شبتاي إلى بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء آنذاك، تقريراً ندّد فيه بتصرفات بن غفير باعتباره محرّضاً على الغزوات الإرهابية على غرار الاستفزازات في شيخ جراح وفي "البلدات المختلطة".

اقرأ أيضاً: في ذكرى وعد بلفور..هل تتحمل بريطانيا مسؤولية أخلاقية لما تعرض له الفلسطينيون؟

لا بدّ من أن ننظر إلى الأمور بوضح وعقلانية: هذا الإرهاب، أكثر من كونه نتيجة سنوات من الإفلات من العقاب، هو جزء من التطور المنطقي للحركة الصهيونية التي مع عدم قدرتها على إدامة دولة ذات غالبية يهودية في جميع أنحاء فلسطين وفشلها في محو الوجود الفلسطيني من الأراضي، تفسح المجال لنشر عنفٍ غير مسبوق ما انفك يهدّد أسسها تدريجياً، لا شكّ في أنّ البعض ما يزال يحلم بإثارة نكبة جديدة.


الهامش:

(1) "بتسيلم": منظمة غير حكومية إسرائيلية تصف نفسها بأنّها "المركز الإسرائيلي للمعلومات عن حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة". نشأت في 3 شباط (فبراير)  1989 على يد أشخاص إسرائيليين ذوي تأثير، بمن فيهم محامون وأكاديميون وصحفيون وأعضاء كنيست. من أهداف المنظمة توعية الجمهور الإسرائيلي وتثقيفه حول الاعتداءات على حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، ومكافحة ظاهرة إنكارها السائدة بين الجمهور الإسرائيلي. وتنتقد المنظمة خروقات حقوق الإنسان التي ترتكب في الأراضي المحتلة والموجَّهة ضد الفلسطينيين أو الإسرائيليين، ولكنّ دراساتها تتطرق إلى الاعتداء على الطرف الفلسطيني فقط.

حصلت "بتسيلم" على جائزة كارتر- مينيل لحقوق الإنسان في كانون الأول (ديسمبر) 1989.

(2) "الكيباه" أو "الكِبة": تعرف أيضاً بـ "اليارمولكه": غطاء رأس صغير ومستدير الشكل، يرتديه الرجال اليهود الأرثوذكسيون طيلة الوقت توقيراً للربّ. لا يجوز ذكر اسم الربّ على فم من كان رأسه مكشوفاً، كما تأمر أحكام شريعة الهالاخاه.كما يرتديه الرجال (وقد ترتديه النساء أيضاً) في المجتمعات اليهودية المحافظة والإصلاحية أثناء الصلاة. لم يرد في التوراة أو في كتب العصور القديمة نص واضح يشير إلى غطاء الرأس عند اليهود سواء للرجال أو النساء، باستثناء ما ورد عن ملابس الكهنة التي شملت القبعة بصورة عابرة أو العمامة للكاهن الأكبر والتي تعتبر واجبة أثناء الصلاة في الكنيس.


مصدر الترجمة عن الفرنسية:

orientxxi.info/magazine

https://orientxxi.info/magazine/armee-colons-et-terrorisme-juif-une-sainte-alliance-contre-les-palestiniens,5217




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية