الجهاديون ـ ثقل الإرهاب في إفريقيا والتواجد العسكري الغربي

الجهاديون ـ ثقل الإرهاب في إفريقيا والتواجد العسكري الغربي

الجهاديون ـ ثقل الإرهاب في إفريقيا والتواجد العسكري الغربي


26/03/2024

لا تزال الدول الإفريقية تعاني من تنامي أنشطة الجماعات المتطرفة من جهة، ومن الانقلابات العسكرية وانسحاب القوات الغربية من جهة أخرى. ساهمت تلك العوامل في توسيع نفوذ الجماعات المتطرفة، وتزايد قدراتها على التجنيد والاستقطاب وتنفيذ عمليات إرهابية. أصبحت القارة الإفريقية ساحة لصراعات الدول العظمي ما يساهم في عدم الاستقرار السياسي ويقوض جهود مكافحة الإرهاب.

أبرز الجماعات المتطرفة في إفريقيا

“كتيبة عقبة بن نافع” : تبعت تنظيم “القاعدة” ضمت ما يقارب من (175) مقاتل وأطلقت على نفسها اسم “جند الخلافة”.

جماعة “حماة الدعوة السلفية” فى الجزائر: أعلنت انضمامها إلى تنظيم “القاعدة” تعتمد على الاختطافات مقابل الفدية لتمويل أنشطتها.

جند الخلافة بالجزائر: وبايعت “داعش” تشير التقديرات إلى أن عددهم ما بين (20 – 35) عنصرا.

جند الخلافة تونس:  أحد فروع “داعش”، والبداية الفعلية لتنفيذ عملياتها في تونس كان في بداية عام 2015.

حركة الشباب الصومالية : أدرجت زارة الخارجية الأمريكية خمسة من قادة حركة الشباب على لائحة الإرهابيين الدوليين المدرجين بشكل خاص بموجب الأمر التنفيذي رقم (13224) بصيغته المعدلة.

جماعة “الشباب” موزمبيق : تسيطر الجماعة على مناطق عدة من المنطقة الساحلية، بما في ذلك ميناء “موكيمبوا دا برايا” والمنشآت الغازية.

“بوكو حرام” : تنشط في شمال نيجيريا، بايعت “داعش” وارتفعت وتيرة الصراع بين “داعش” و”بوكوحرام” في العام 2023 في نيجيريا للسيطرة حوض بحيرة تشاد ومحيطه.

“جماعة نصرة الإسلام” : شملت تحالف بين أربع جماعات جماعة “أنصار الدين” “المرابطون”، وحركة “ماسينان”، وجماعة “كتائب الصحراء” وهي الجماعات التي تنشط بمنطقة الصحراء شمال مالي.

داعش : توسع داعش نحو نيجيريا باتجاه خليج غينيا ولايزال يحشد الأموال والموارد الأخرى لتنفيذ أجنداته.

تنظيم القاعدة : تنشط في منطقتين منطقة الساحل الأفريقي، وعلى مستوى القرن الأفريقي تتشابه أهداف “داعش”، و”القاعدة” في أفريقيا، لتعزيز النفوذ تعزيز وجوده في الساحة الأفريقية.

انعكاسات الإرهاب على أوروبا

تنامت التحذيرات من انعكاسات التوترات في دول الساحل، وتنامي الجماعات المتطرفة والإرهابية، على دول شمال أفريقيا وأوروبا. وتشهد المنطقة توترات، ما يشير إلى إعادة التوازنات في المنطقة، يأتي ذلك في ظل تحذيرات من عودة جماعة “بوكر حرام” بشكل أقوى، وكذلك التخوفات من نشاط الجماعات المتطرفة في 30 ديسمبر 2023. كشفت تقارير استخباراتية في 22 أبريل 2023 عن جهود محددة لاستهداف سفارات وكنائس ومراكز تجارية في أوروبا. تكشف تقارير أخرى عن جهود “داعش” على الخبرة لصنع أسلحة كيمياوية وتشغيل طائرات بدون طيار، ومؤامرة لخطف دبلوماسيين أوروبيين. مكافحة الإرهاب ـ اتجاهات الإرهاب في أوروبا لعام 2024

حجم تهديدات الجماعات المتطرفة على إفريقيا

توصف المنطقة الحدودية بين دول النيجر وبوركينا فاسو ومالي بأنها “المثلث الأخطر”، حيث تنشط فيها التنظيمات الإرهابية بشدة، وتنطلق من تلك المنطقة لاستهداف مناطق أخرى، وزادت تلك التنظيمات من هجماتها وخصوصا بعد الانقلاب العسكري في النيجر في أكتوبر 2023 . أصبح داعش لاعبا أساسيا في منطقة الساحل، وبدأ في فرض أجندته وسيطر على مناطق واسعة شمال مالي، وبوركينافاسو. انتعشت انشطة داعش الاقتصادية والمبادلات التجارية بين مدينة ميناكا والنيجر والمناطق الخاضعة لنفوذه و بدأ التوسع يتمدد إلى الدول الأطلسية، مثل بنين وتوغو وساحل العاج. كذلك تنتشرالجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة وداعش في جنوب الصحراء الكبرى، إلى الدول الساحلية في غرب إفريقيا مثل بنين. ويتركز نشاط المتطرفين ببنين في شمال البلاد، حيث يحاولون تجنيد واستقطاب الاشخاص في 14 نوفمبر 2023 . الإستخبارات الألمانية و “الموساد”.. تعاون أمني و خروقات من الداخل!

التواجد العسكري الغربي في إفريقيا

حذر “سيباستيان لوكورنو” وزير الجيوش الفرنسية من أن الانقلابات العسكرية التي شهدتها مؤخرا منطقة الساحل وجنوب الصحراء الأفريقية في مالي وبوركينا فاسو والنيجر ستؤدي إلى “الانهيار”. واعتبر لوكورنو أن انسحاب القوات المسلحة الفرنسية من هذه البلدان هو إخفاق لهذه الدول وليس فشلا للسياسة الفرنسية هناك. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أعلن ومغادرة الجنود الفرنسيين البـالغ عددهم (1500) جندي والمتمركزين في النيجر بحلول نهاية العام 2023.

تجري الولايات المتحدة، محادثات للسماح لطائرات الاستطلاع الأميركية باستخدام المطارات في غانا وساحل العاج وبنين، وهي دول تقع على المحيط الأطلسي. لمواجهة المتطرفين الذين يتدفقون جنوبا من مالي وبوركينا فاسو والنيجر وتقديم المشورة التكتيكية للقوات المحلية. دعمت لسنوات قوات الكوماندوس والطائرات بدون طيار الأميركية الجهود الفرنسية والمحلية لتأمين دول الساحل.

كشف الاتحاد الأوروبي عن نية بدء مهمة عسكرية مدنية جديدة في غرب إفريقيا الهدف منها “تدريب محدد لنشر عمليات مكافحة الإرهاب”. عدد أفراد الشرطة والجيش الأوروبيين الذين سيتم إرسالهم إلى دول خليج غينيا لا يزال مجهولا، وبالإضافة إلى الاستعداد لنشر عمليات مكافحة الإرهاب، من المخطط أيضا تعزيز قوات الأمن المحلية ودعمها الفني. قرر الاتحاد الأوروبينشر هذه البعثة لمواجهة نشاط الجماعات الإرهابية في غرب إفريقيا ومنطقة الساحل في 27 أغسطس 2023

بلغت كلفة مهمة الجيش الألماني في مالي حوالي (4.3) مليار يورو أنهى الجيش الألماني مهمة الأمم المتحدة في مالي، الواقعة في غرب إفريقيا، بعد مغادرة آخر (142) جنديا ألمانيا من بعثة “مينوسما”، حيث كان يوجد في مالي نحو (1100) جندي وامرأة من الجيش الألماني، كجزء من بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في مالي في 12 ديسمبر 2023 انسحبت مينوسما من غالبية معسكراتها البالغ عددها (13) وغادر (10514) من أعضاء البعثة العسكريين والمدنيين مالي، من إجمالي (13871) في بداية الانسحاب.

توسع النفوذ الروسي في إفريقيا

انتهزت روسيا التراجع الغربي في إفريقيا، وعمدت إلى تعزيز نفوذها وشرعت الدول الإفريقية في إقامة علاقات عالمية جديدة على نطاق واسع، بمساعدة روسيا. تعمل مجموعة فاغنر في أفريقيا الوسطى منذ عام 2018، لحماية الرئيس وتدريب قوات الجيش، وحصلت بعد ذلك على سلسلة امتيازات مهمة في مجال التعدين، للتنقيب عن الذهب والماس. تواجه مالي تمردا للطوارق وخطرا متناميا من الجماعات المتطرفة، وهي لذلك استعانت، بقوات مجموعة “فاغنر” الروسية واستوردت الأسلحة والمعدات العسكرية من روسيا.

موسكو بدأت عملية تشكيل “الفيلق الأفريقي” ليحل محل قوات فاغنر العاملة في القارة السمراء، بحيث يفترض أن يكتمل هذا الهيكل بحلول منتصف 2024 ليكون حاضرا في (5) دول أفريقية.في بوركينافاسو وليبيا ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى والنيجر. تشكيل الفيلق يتم بالاعتماد على وحدات من شركة فاغنر العسكرية السابقة والمقاتلين الأفراد الذين تركوا. يرى “غريغوري لوكيانوف” الباحث بمركز الدراسات العربية والإسلامية التابع لمعهد الاستشراق بأكاديمية العلوم الروسية، أن “الفيلق الأفريقي الناشئ لا يشبه شركات الأمن الغربية والآسيوية التي كانت تعمل في أفريقيا منذ 30 عاما”.

تنامي النفوذ التركي في إفريقيا

شهد النفوذ التركي في غرب أفريقيا تناميا ملحوظا، على المستويات مختلفة لاسيما المستوى والسياسي والدفاعي. تعد عملية تسلم مالي طائرات “بيرقدار” التركية دلالات متشعبة. تلعب وكالة التعاون والتنسيق التركية دورا في إنشاء وإدارة مشاريع تنموية في غرب أفريقيا، خاصة في مالي والسنغال وتشاد والنيجر وتوغو. إضافة لذلك، تحولت تركيا إلى مزود أساسي للمعدات الدفاعية والعسكرية لدول المنطقة.

عززت تركيا من حضورها في المنطقة، خاصة بعد الانقلابات في بعض دولها التي أدت إلى تقليص النفوذ الفرنسي فيها بشكل كبير، ما نظر إليه على أنه محاولة من أنقرة لتحل محل باريس. تجاوز حجم المشاريع الاقتصادية التي تنفذها تركيا في القارة (82) مليار دولار، فيما ارتفع حجم التجارة بين تركيا وأفريقيا من (4.3) مليارات دولار في أوائل العقد الأول من القرن الحالي إلى أكثر من (35) مليار دولارفي 5 يناير 2024. مؤشر الإرهاب في فرنسا وبلجيكا عام 2023

تقييم وقراءة مستقبلية

– تنامي قلق الدول الأوروبية من انعكاسات تزايد أنشطة الجماعات المتطرفة في دول الساحل الإفريقي، بالتزامن مع عودة تنظيم القاعدة وداعش بشكل أقوى.

– تظل المنطقة الحدودية في الساحل الإفريقي “المثلث الأخطر”، بسبب الانقلابات العسكرية وأنشطة التنظيمات الإرهابية والتي تنطلق من تلك المنطقة لاستهداف مناطق أخرى في القارة.

– انتهزت موسكو التراجع الغربي في إفريقيا، وسعت إلى تعزيز نفوذها، كما تعمل الدول الإفريقية على إقامة علاقات عالمية جديدة على نطاق واسع، بمساعدة روسيا. وبدأت تشكيل “الفيلق الأفريقي” ليحل محل قوات فاغنر العاملة في القارة السمراء.

– شهدت دول غرب أفريقيا تناميا للنفوذ التركي، على المستوى والسياسي والدفاعي . وعززت تركيا من حضورها في المنطقة، خاصة بعد الانقلابات العسكرية التي أدت إلى تقليص النفوذ الفرنسي فيها بشكل كبير، ما نظر إليه على أنه محاولة من أنقرة لتحل محل باريس.

– بات متوقعا أن تساهم الانقلابات العسكرية داخل إفريقيا وانسحاب القوات العسكرية الغربية إلى تسريع وتيرة الإرهاب، وتدفق المقاتلين الأجانب داخل القارة، ومن المحتمل أن تشكل الجماعات المتطرفة تحالفات جديدة مع بعضها البعض ومع جماعات الجريمة المنظمة والقرصنة.

عن "المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية