الجماعة الإسلامية في بنغلاديش تستخدم النساء دروعاً بشرية.. ما الجديد؟

الجماعة الإسلامية في بنغلاديش تستخدم النساء دروعاً بشرية.. ما الجديد؟

الجماعة الإسلامية في بنغلاديش تستخدم النساء دروعاً بشرية.. ما الجديد؟


26/12/2022

في إطار محاولاتها تحجيم الحراك الإخواني، وتوجيه ضربات اعتراضية لمواجهة الإرهاب المحتمل، قامت الأجهزة الأمنية في بنغلاديش باعتقال (11) سيدة، من منتسبي القسم النسائي بالجماعة الإسلامية، الذراع السياسية للإخوان في البلاد، من اجتماع تنظيمي للجماعة الإسلامية عقدته المجموعة النسائية سراً بمنطقة هاجيجانج في تشاندبور ليلة الأحد الماضي.

رصد ومداهمة

الشرطة أعلنت على لسان محمد زبير سيد، قائد مركز شرطة هاجيجانج، في مؤتمر صحفي عُقد ظهر يوم الإثنين الماضي أنّها صادرت مع المعتقلات منشورات بها معلومات حول خطط لنشر الفوضى في البلاد، وإيصالات خاصّة بجمع أموال واشتراكات بطرق غير قانونية، وذلك بعد أنّ داهمت مسكناً في أحد الأبراج السكنية (برج QC) في هاجيجانج.

من جهته، قال مسؤول الأمن في هاجيجانج نصر الإسلام: إنّ الاجتماع السري الذي عقد في هاجيجانج بازار كان الغرض منه التخطيط لأعمال عنف، رداً على اعتقال شفيق الرحمن، أمير الجماعة الإسلامية، وإنّ الخطط تضمنت الترتيب لأعمال تخريبية.

 أمير الجماعة الإسلامية الشيخ شفيق الرحمن

وبدوره، أكد المفتش نازرول أنّ المخابرات الأمنية الخاصّة بمركز الشرطة لفتت إلى أنّ دائرة الاتهام شملت نحو (25) شخصية نسائية، كلهنّ من سكان مناطق مختلفة في تشاندبور، وأنّه جرى اعتقال (11) منهن، ونقلهنّ إلى السجن فوراً.

الشرطة البنغالية أعلنت أنّ المنزل المداهم يقع في الطابق الـ (11)، ويخص موظفاً متقاعداً بوزارة الزراعة، وأنّ الأخير، ويُدعى عبد السلام، منذ أن استأجر المنزل اعتادت النساء من أعضاء الجماعة الإسلامية على القدوم والذهاب إلى هناك بانتظام، وعقد اجتماعات سرّية، وبناء على هذه المعلومات أبقت الشرطة المنزل والمبنى تحت المراقبة، ثم داهمته خلال الاجتماع السري المنعقد يوم الأحد الماضي.

الشرطة أعلنت على لسان محمد زبير سيد، قائد مركز شرطة هاجيجانج، في مؤتمر صحفي عُقد ظهر الإثنين الماضي، أنّها صادرت مع المعتقلات منشورات بها معلومات حول خطط لنشر الفوضى في البلاد

ويبدو أنّ الجماعة حاولت تفادي الاعتقالات في صفوف الرجال، عبر نقل التعليمات، وعقد الاجتماعات السرّية من خلال النساء اللائي استخدمن كدروع بشرية لحماية رجال التنظيم، ممّا يعكس نوعاً من الانتهازية.

حرب البيانات الإخوانية

بدوره، أصدر القائم بأعمال الأمين العام للجماعة الإسلامية، الشيخ أبو طاهر محمد معصوم، يوم الإثنين 19 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، بياناً أدان فيه بشدة عملية الاعتقال، زاعماً أنّه لا وجود لأيّ اجتماع سرّي في برنامج الجماعة الإسلامية، مدعياً أنّ اعتقال هؤلاء النساء من اجتماع تنظيمي لحزب سياسي يعني أنّه لا ديمقراطية في البلاد، مشيراً إلى أنّ هذه الاعتقالات في صفوف منسوبي ونشطاء الجماعة ما هي إلّا محاولة فاشلة من الحكومة لصرف أنظار الشعب عن التجاوزات القانونية للحكومة، وفشلها في إدارة البلاد، والاختلاسات المليارية، بحسب مزاعمه.

الجماعة حاولت تفادي الاعتقالات في صفوف الرجال عبر نقل التعليمات، وعقد الاجتماعات السرّية من خلال النساء، اللائي استخدمن كدروع بشرية لحماية رجال التنظيم، ممّا يعكس نوعاً من الانتهازية

معصوم لم يتطرق إلى خطورة الأوراق التي صودرت مع نساء الجماعة، كما تجاهل أنّ حزبه يعمل من دون تراخيص قانونية، وبالتالي فإنّ الاجتماع لا يندرج ضمن إطار العمل الحزبي، بل تجاهل الرد على كافة التهم الموثقة التي أعلنتها شرطة دكا، والتي تزامنت مع تظاهرات تخريبية نظمتها الجماعة الإسلامية في عدة مدن بنغالية.

اتهامات جديدة لزعيم الإخوان

من جهة أخرى، كشف المفوض العام لشرطة دكا، السيد خندكار غلام فاروق، أنّ أمير الجماعة الإسلامية الشيخ شفيق الرحمن، المعتقل حالياً، يواجه اتهامات بالتطرف، والانتماء إلى منظمة إرهابية وتمويلها.

القائم بأعمال الأمين العام للجماعة الإسلامية، الشيخ أبو طاهر محمد معصوم

بدورها، سارعت الجماعة الإسلامية إلى تكذيب تصريحات المفوض العام للشرطة، وزعم القائم بأعمال الأمين العام للجماعة الإسلامية، الشيخ أبو طاهر محمد معصوم، يوم الأحد الماضي، في بيان رسمي، أنّ تصريحات  السيد خندكار غلام فاروق عن أمير الجماعة الإسلامية كاذبة، وادّعى أنّه لا يجوز قانوناً لأيّ مسؤول الإدلاء بأيّ تصريحات في قضية ما زالت تحت التحقيقات. وتابع قائلاً: إنّ "أمير الجماعة الإسلامية شخصية معروفة لدى الجميع، ويعرفه القاصي والداني بأنّه شخصية اجتماعية محبة للخير، وقد قضى جلّ وقته في مدينة سلهت مسقط رأسه، والألوف المؤلفة من سكان مدينة سلهت يشهدون على ذلك".

كشف المفوض العام لشرطة دكا السيد خندكار غلام فاروق أنّ أمير الجماعة الإسلامية الشيخ شفيق الرحمن، المعتقل حالياً، يواجه اتهامات بالتطرف، والانتماء إلى منظمة إرهابية وتمويلها

معصوم أرجع السبب وراء اعتقال أمير الجماعة الإسلامية إلى "المطالب الـ (10) للجماعة الإسلامية لاستعادة الديمقراطية، والتي تزامنت مع إعلان الحزب الوطني البنغلاديشي للمطالب نفسها"، منوهاً في الوقت نفسه بأنّ "الإدلاء بتصريحات مهينة عن شخصية سياسية معروفة، من قبل مسؤول يخدم الشعب، ومن مكانة المفوض العام للشرطة، لا يليق به أبداً".

الجماعة الإسلامية حاولت تفجير الموقف السياسي عبر تنظيم عدة تظاهرات متفرقة، يومي السبت والأحد الماضيين، احتجاجاً على اعتقال أمير الجماعة الشيخ شفيق الرحمن، لكنّ المظاهرات كانت محدودة للغاية، ورغم ذلك حدث فيها أعمال عنف وتخريب، ممّا استدعى تدخل الشرطة بحزم، وقامت باعتقال أكثر من (10) أشخاص من أعضاء ومنسوبي الجماعة الإسلامية.

الأمين العام للجماعة الإسلامية أصدر بياناً هاجم فيه عناصر الشرطة، وأدان بشدة قيام الأجهزة الأمنية باعتقال النشطاء السياسيين من المظاهرات التي وصفها بالسلمية في كل من ديناجبور، وبي باريا، وكوملا وغيرها من المدن، مشيراً إلى أنّ هذه الاعتقالات في صفوف منسوبي ونشطاء الجماعة ما هي إلّا محاولة فاشلة؛ لصرف الانتباه عن سوء الإدارة، وتراكم الفساد، مؤكداً أنّ "هذه الحملات القمعية  لن تثني الجماعة الإسلامية عن مواصلة مسيرتها".

مواضيع ذات صلة:

"الحركة الشعبية".. خطة إخوان بنغلاديش لنشر الفوضى في البلاد

ضربة أمنية جديدة تجهض مخطط الإخوان في بنغلاديش

اليمين المتطرف يواصل هيمنته على قيادة الإخوان في بنغلاديش



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية