الجماعة الإسلامية البنغالية تدفع تجاه المواجهة مع الحكومة بسلاح الإرهاب

الجماعة الإسلامية البنغالية تدفع تجاه المواجهة مع الحكومة بسلاح الإرهاب

الجماعة الإسلامية البنغالية تدفع تجاه المواجهة مع الحكومة بسلاح الإرهاب


30/11/2022

اختارت الجماعة الإسلاميّة البنغالية، الذراع السياسية للإخوان، الاستمرار في طريق التصعيد، تحت غطاء ديني، ففي كلمة ألقاها أمير الجماعة، في حفل أداء اليمين الدستورية لأمير الجماعة الإسلامية المنتخب حديثاً لمدينة دكا شمال، قال أمير الجماعة الإسلامية، الشيخ شفيق الرحمن، إنّ الجماعة وحدها باتت تحمل همّ "إقامة الدين في هذه الأرض، وحماية استقلال البلد وسيادتها، واستعادة الحقوق الدستورية المسلوبة للشعب". مطالباً أعضاء الجماعة بالمضي قدماً في سبيل تحقيق هذا الهدف، مهما واجهوا من عقبات.
ويبدو واضحاً الإصرار على توظيف الدين في الصراع السياسي، وتصوير الجماعة على أنّها وحدها تملك الحق الحصري للحديث باسم الإسلام.

خطاب المظلومية وشعارات تقليدية

شفيق الرحمن اتهم الحكومة بممارسة القمع والتعذيب والظلم، زاعماً أنّ أمير الجماعة الإسلامية السابق، غلام أعظم، توفي في السجن في قضية ملفقة ومفبركة، وأنّ الأمير السابق للجماعة الإسلامية، الشيخ مطيع الرحمن نظامي، والوزير السابق علي أحسن محمد مجاهد، والأمين العام المساعد السابق محمد قمر الزمان، وعبد القادر الملا، وعضو المجلس التنفيذي المركزي السابق مير قاسم علي، تمّ إعدامهم بناء على أحكام قضائية، تم استصدارها من المحكمة، كما ذكر أمير الإخوان عدداً من الأسماء الذين زعم موتهم في السجن نتيجة الإهمال الطبي وعدم تلقي العلاج الطبي اللازم.

 أمير الجماعة الإسلامية الشيخ شفيق الرحمن


وفي أعقاب خطاب المظلومية الإخواني، الذي دافع فيه شفيق الرحمن عن أمراء الحرب والإرهاب، قال أمير الجماعة الإسلامية إنّ "حكومة طاغية مستبدة، جاثمة على صدور الشعب الذي يريد التخلص منها، سينتهي مصيرها إلى مزبلة التاريخ". مطالباً "بحركة شعبية؛ للإطاحة بالحكومة، وفرض سلطة الشعب على البلاد".
بدوره، قال المنسق الإقليمي لمدينة داكا، أبو طاهر محمد معصوم، إنّ نضال الإخوان هو "امتداد لنضال الرسل والأنبياء والصحابة"، مضيفاً: "هذه المسؤولية، وعلى القادة أن يكونوا أكثر وعياً بالحفاظ على المسؤوليات التي لم تكتمل للشهداء".

التحريض على العنف والفوضى
الجماعة واصلت خطابها التحريضي، ففي اليوم التالي، 26 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، قال أمير الجماعة الإسلامية، شفيق الرحمن، في كلمة ألقاها في جلسة خاصة لمجلس الشورى للجماعة الإسلامية في مدينة داكا جنوب، إنّ حرية التعبير باتت مسلوبة في بنغلاديش، زاعماً أنّ الحكومة وضعت قوانين سوداء، لتحقق هذا الغرض، وقال إنّ الاقتصاد على وشك الانهيار، مدعياً أنّ الإحصائيات الحكومية عن الوضع المالي للبلاد، لا تتطابق مع ما هو موجود على أرض الواقع.

يبدو الإخوان وكأنّهم في حالة عداء مع كل مؤسسات الدولة، وقد سيطرت نظرية المؤامرة على أميرهم، الذي أصبح يوزع الاتهمامات جزافاً على الجميع


شفيق الرحمن اتهم الحكومة بممارسة اختلاسات مليارية، والعمل على تهريب الأموال خارج البلاد بشتى الوسائل، مطالباً أعضاء الجماعة الإسلامية بعدم الوقوف "مكتوفي الأيدي، أمام ما يجري في البلاد". مؤكداً أنّه لابد من الإطاحة بالحكومة الحالية، "التي عاثت في الأرض فساداً". بحسب تعبيره. قائلاً إنّ "جرس الوداع للحكومة، سوف يدق في الوقت المناسب".
وأردف قائلاً: "لا توجد هناك ما يسمى بمحاكمة عادلة في المحاكم، التي أصبحت أداة تابعة للحكومة، وبسبب فرض الإتاوات على التجار، خاصّة الصغار منهم من قبل بلطجية الحزب الحاكم، لا يستطيعون ممارسة الأعمال التجارية".

ويبدو الإخوان وكأنّهم في حالة عداء مع كل مؤسسات الدولة، وقد سيطرت نظرية المؤامرة على أميرهم، الذي أصبح يوزع الاتهمامات جزافاً على الجميع.

بدوره، دعا القيادي الإخواني، نور الإسلام بلبل، منسوبي ونشطاء الجماعة الإسلامية إلى لعب دور فعال ومحوري في تقوية القاعدة الجماهيرية قائلاً: "يجب توصيل دعوة الإسلام إلى كل بيت في المدينة، ويجب توحيد جميع طوائف المجتمع تحت راية الإسلام". وكأن بنغلاديش لا تعرف الإسلام، في نهج تكفيري واضح، يسعى تجاه فرض الوصاية على المجتمع.

الشرطة تتصدى لتبعات الخطاب التعبوي الإخواني

يبدو أنّ الخطاب التعبوي لقيادات الإخوان في بنغلاديش، تزامن مع حراك تنظيمي خطير، على مستوى القيادات التي تحرك القاعدة الجماهيرية للجماعة؛ حيث قامت الأجهزة الأمنية البنغالية، باعتقال سبعة من كبار القادة المحليين للجماعة الإسلامية في مدينة سلهت، وعلى رأسهم أمير الجماعة الإسلامية للمدينة، محمد فخر الإسلام، ونائب أمير الجماعة الإسلامية، سهيل أحمد، والأمين العام للجماعة الإسلامية للمدينة، شاه جهان علي، وأربعة آخرين.

الجماعة واصلت خطابها التحريضي

 كانت المحكمة العليا قد أفرجت عن القادة السبعة بكفالة، قبل أن يتم إعادة اعتقالهم، بعد ورود معلومات عن قيامهم بالتخطيط لأعمال عنف وإرهاب، ورفضت المحكمة الابتدائية، يوم 28 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، تمديد فترة الضمان الممنوحة لهم من المحكمة العليا، وأمرت بإيداعهم السجن.

القائم بأعمال الأمين العام للجماعة الإسلامية، الشيخ أبو طاهر محمد معصوم، أصدر بياناً أدان فيه بشدة قيام الأجهزة الأمنية باعتقال القادة السبعة في مدينة سلهت، زاعماً أنّ "الحكومة وبهذا الفعل المشين، بحسب تعبيره، تدخلت بشكل سافر في حقوقهم الدستورية والأساسية، وهو ما يعد مخالفة فجة للدستور". مطالباً الجهات المعنية باطلاق سراحهم فوراً.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية