التوقيت الصيفي يشعل جدلاً "طائفياً" في لبنان المأزوم... ما القصة؟

التوقيت الصيفي يشعل جدلاً "طائفياً" في لبنان المأزوم... تفاصيل

التوقيت الصيفي يشعل جدلاً "طائفياً" في لبنان المأزوم... ما القصة؟


26/03/2023

وسط انهيار العملة، وانقطاع الكهرباء، وفقدان الدواء من الصيدليات، وتبخّر المدخرات، وتراكم قضايا الفساد، وغلاء المعيشة، فجّر "التوقيت الصيفي" جدلاً طائفياً حول حقوق المسيحيين والمسلمين، وجدّد الفرصة لتيارات سياسية متخاصمة لتبادل الاتّهامات.

السجال بدأ بانتشار تسجيل فيديو لرئيس مجلس النواب نبيه بري، وهو يطلب من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تأخير العمل بالتوقيت الصيفي العالمي، مراعاة للصائمين خلال شهر رمضان، وذلك بعد أن قرر ميقاتي تأجيل تقديم الوقت، فيما عارضت مؤسسات رسمية كثيرة القرار.

القرار أثار جدلاً واسعاً في لبنان الذي يشهد انقسامات سياسية وطائفية حادة مزمنة، كما يعاني من أسوأ أزمة مالية تعصف به منذ نيله استقلاله

القرار أثار جدلاً واسعاً في لبنان الذي يشهد انقسامات سياسية وطائفية حادة مزمنة، كما يعاني من أسوأ أزمة مالية تعصف به منذ نيله استقلاله عن فرنسا عام 1943. 

وقد أعلنت قوى سياسية مسيحية والبطريركية المارونية رفضها للقرار الذي يأتي في ظل الأزمة وتفاقم الخلافات التي حالت دون انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بعد انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. 

كما أعلنت شركة طيران الشرق الأوسط الناقل الوطني للبنان تعديل مواعيد إقلاع الرحلات المغادرة من مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت. 

في لبنان وكثير من الدول الأخرى يبدأ العمل بالتوقيت الصيفي العام الجاري اليوم الأحد ولكن مجلس الوزراء اللبناني قرر تمديد العمل بالتوقيت الشتوي

وقالت مواقع إخبارية السبت: إنّ وسائل التواصل الاجتماعي امتلأت بتعليقات معارضة ومؤيدة للقرار الذي يعتبر الأول من نوعه في تاريخ لبنان الحديث.

كذلك، أفيد بأنّ مصرف لبنان أعلن "ألّا حاجة لتغيير أيّ شيء في النظام، لأنّه سيتبع تغيير الوقت الطبيعي بدلاً من قرار الحكومة"، مشيراً إلى أنّه "لا تغيير في الدوام الحضوري للموظفين ولا تغيير في توقيت جلسات المقاصة، وأنّ الأمور ستستمرّ دون تعديل، أي وفقاً لقرار الحكومة"، لكن أشار إلى أنّ التغيير الوحيد سيكون في التوقيت الخاص بالأنظمة كونها مرتبطة بالتوقيت العالمي"، ممّا يعني أنّ مصرف لبنان والمصارف ستعتمد توقيتين.

كما أعلنت مؤسسات إعلامية محلية وتربوية أمس عدم التزامها بالتوقيت الجديد، وأبقت على التوقيت الصيفي المعتاد.

في مناسبات لا تحصى تسود خلافات بين التيارات السياسية اللبنانية حول توزيع المناصب في الدولة بحسب التوزيع الطائفي

من جانبه، أوضح المدير العام السابق لوزارة الطاقة والمياه في لبنان بسام جابر، في تصريحات صحفية السبت، أنّ "أهمية التوقيت الصيفي تكمن بزيادة الإنتاجية وتوفير الطاقة إذ إنّ الشخص يصحو باكراً مع شروق الشمس ويخلد إلى النوم أبكر من المعتاد بساعة واحدة، فيما يتأخّر مغيب الشمس "فنوفّر بالتالي في الكهرباء والإضاءة ونرفع الإنتاجية". 

ورأى جابر أنّ تأجيل التوقيت الصيفي لمدة شهر جيد للصائمين كونه يمنحهم ساعة نوم إضافية صباحاً، ويتيح لهم الاستراحة بعد السحور، ويفيدهم مساء عند الإفطار، مضيفاً: "هكذا لا يشعرون بطول النهار على مدى شهر كامل، علماً أنّ ساعات الصيام سوف تبقى ذاتها". 

وفي لبنان وكثير من الدول الأخرى يبدأ العمل بالتوقيت الصيفي العام الجاري اليوم الأحد، ولكن مجلس الوزراء اللبناني قرر تمديد العمل بالتوقيت الشتوي حتى 20 نيسان (أبريل). 

وفي مناسبات لا تحصى، تسود خلافات بين التيارات السياسية اللبنانية حول توزيع المناصب في الدولة، بحسب التوزيع الطائفي، فمن المعتاد أن يدخل البلد في شلل مثلاً في حال حدوث خلاف على تعيينات في مناصب أمنية أو وظائف عامة، "تَحق" بحسب العرف السياسي لطائفة أو لأخرى.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية