التناقض الوظيفي يفجر أزمة جديدة داخل حزب الإخوان في المغرب

التناقض الوظيفي يفجر أزمة جديدة داخل حزب الإخوان في المغرب

التناقض الوظيفي يفجر أزمة جديدة داخل حزب الإخوان في المغرب


10/11/2022

أزمة جديدة تفجرت داخل حزب العدالة والتنمية المغربي (المصباح)، الذراع السياسية للإخوان، بعد اكتشاف مشاركة، جامع المعتصم، النائب الأول للأمين العام للحزب، ضمن حكومة عزيز أخنوش، بعد تكليف الأخير بمهمة في ديوان رئيس الوزراء.

ضجة كبيرة حدثت داخل أروقة الحزب المعارض؛ بسبب هذا التضارب والتناقض المريب، ما دفع البعض إلى التهديد بتقديم الاستقالة، في حال عدم تنحّي المعتصم عن المنصب الحكومي، أو مغادرته الحزب، وهو ما رفضه بإصرار الأمين العام لـ"المصباح"، عبد الإله بنكيران.

بنكيران زعم أنّ نائبه موظف حكومي، وعزيز أخنوش رئيس الحكومة هو من طلبه إلى جواره، وبالتالي فإنّ المعتصم لا يستطيع رفض الوظيفة، كما ادعى عدم وجود تعارض بين عمل جامع المعتصم في منصب رسمي بالدولة، وبين صفته كنائب للأمين العام للحزب المعارض، ولفت إلى أنّ جامع المعتصم يقوم بمهمة وطنية لدى مجلس وزراء عزيز أخنوش، موضحاً أنّ رئيس الحكومة هو الذي قرر الاحتفاظ به في منصب مسؤول عن مهمة، وليس "كمستشار". وأضاف زاعماً أنّ الأخير في الأصل موظف حكومي، ولا مانع منه في مساعدة رئيس الحكومة في أي أمر يصب في مصلحة البلاد، وأضاف أنّ "عمله في حكومة أخنوش لم يمنعه من أداء دوره كنائب للأمين العام، ولا من المشاركة بوضوح وصراحة في معارضة الحزب للحكومة".

الجناح المعارض يرفض مبررات بنكيران

مبررات بنكيران لم تقنع الجناح المعارض في الحزب؛ حيث قال عبد العزيز أفتاتي، عضو الأمانة العامة للبجيدي سابقاً، إنّ "المكلف بمهمة، أو المستشار لرئيس الحكومة، هما منصب واحد من الناحية السياسية". لافتاً إلى أنّ موافقة المعتصم على قبول المنصب قرار خاطئ، ويسبب ضرراً للحزب المعارض، مطالباً إياه بالاستقالة من أي من المنصبين.

يشغل عزيز أخنوش منصب رئيس حكومة المغرب منذ 10 سبتمبر 2021

بنكيران فشل في إقناع الغاضبين بموقفه، ما اضطره إلى استخدام حق النقض، وتدخل خلال بث مباشر على صفحته على "فيسبوك"؛ للتعبير عن موقفه من حالة الجدل، وأكد رئيس الحكومة السابق، في كلمته لأعضاء حزبه، أنّ المعتصم "لم يختبئ وراءه"، و"لم يطلب منه شيئاً". وأضاف أنّه كان متردداً في قبول نشر هذا التوضيح، وكانت لديه فكرة مختلفة عن كيفية التعامل مع هذه المشكلة. مؤكداً أنّ عزيز أخنوش هو الذي يطلب من الرجل الثاني في حزب العدالة والتنمية "البقاء" في الحكومة، وأنّه أراد الاتصال بأخنوش؛ ليطلب منه نشر تفاصيل اختيار المعتصم للمنصب الرفيع.

بنكيران زعم أنّ نائبه موظف حكومي، وعزيز أخنوش رئيس الحكومة هو من طلبه إلى جواره، وبالتالي فإنّ المعتصم لا يستطيع رفض الوظيفة

الأمين العام للحزب الإخواني قال إنّه يعتقد أنّ توضيحه كان كافياً، في حين أنّ بعض الأخوة، بحسب تعبيره، شنوا حملة خبيثة، نفذتها جهات مشبوهة، بمعزل عن بعض المعارضين الشرفاء.

بنكيران خاطب أعضاء حزبه الغاضبين قائلاً إنّه يريد أن يخبر إخوانه، أنّهم ربما لم يفهموا بعد هذا الرجل الذي طلبوه قبل عام لتولي مسؤولية الحزب، مؤكداً أنّه لا يؤمن بالمعارضة داخل جهاز الدولة، قائلاً إنّ عزيز أخنوش خصم سياسي له قبل أن يكون خصماً للآخرين، وهو من يقف وراء تشكيل الحكومة الفاشلة عام 2016. مضيفاً أنّه يعرفه ويعرف وضعه، وأنّه في بعض الأحيان قد يتصرف ضد معتقداته. كما قال إنّ عزيز أخنوش لم يعد خصماً، منذ أن أصبح رئيساً للحكومة. وتابع أنّه عندما أصبح أميناً عاماً، ورأى الحملة ضده، طلب عدم الانضمام إلى هذا الكورال، بحسب توصيفه.

تهديد بالاستقالة

بالعودة إلى الجدل حول مهام جامع المعتصم داخل حكومة رئيس الوزراء، وصف بنكيران الأمر بأنّه "عاصفة في فنجان شاي". قبل أن يهدد بالاستقالة، في حال تواصلت موجة الغضب، ووجه حديثه إلى الرافضين قائلاً لهم إنّه "يمكن لخصومكم التأثير عليكم، وقد انضممتم إليهم في هذه الحملة، وعليه سيأتي وقت أشعر فيه أنّني غير لائق لقيادتكم، ليس الجماعة من يجب أن تستقيل، أنا من يجب أن يغادر". وأضاف: "تأكدوا من أنكم إذا واصلتم هذه الحملة، فأنا أول من سوف يستقيل. وهي ليست لعبة، إذا اعتبرنا أنّ ما حدث خطأ في التقدير السياسي، فيجب إدارته وفقاً لحجمه، يمكن أن يكون خطأ، ونحن لسنا محصنين ضد الخطأ ".

بنكيران فشل في إقناع الغاضبين بموقفه، ما اضطره إلى استخدام حق النقض

واعتبر رئيس الحكومة السابق أنّ ما يمكن اعتباره خطأ في قرار جماعة المعتصم هو محدود، مؤكداً أنّه يتحمل المسؤولية؛ لأنه عندما تقدم أخنوش إليه، جاء المعتصم ليحدثه في الأمر، وأنّه وافقه، وكشف أنّ رئيس الحكومة بعد الجدل قال لجامع المعتصم إنّ أعضاء حزب العدالة والتنمية، هم من أثاروا القضية، وهم من يقودون هذه الحملة ضده.

الأمانة العامة ترفض الاستقالة

نائب الأمين العام اضطر تحت وطأة حملة الضغط إلى تقديم استقالته من الأمانة العامة للحزب إلى الأمين العام الحزب، وبدورها عقدت الأمانة العامة لقاءً بالمقر المركزي بالرباط، أعلنت فيه رفضها للاستقالة، وبحسب تعبير الموقع الرسمي للحزب، "تقرر التوجه الجماعي إلى بيت المعتصم؛ للتعبير له عن التضامن المطلق للأمانة العامة معه، في هذه الزوبعة المفتعلة، ولتبليغه بقرار رفض الاستقالة بالإجماع".

عبد العزيز أفتاتي، عضو الأمانة العامة للبجيدي سابقاً، قال إنّ: المكلف بمهمة، أو المستشار لرئيس الحكومة، هما منصب واحد من الناحية السياسية

قرار الأمانة العامة لـ"المصباح" لم ينزع فتيل الأزمة المستمرة، وسط تهديدات المعارضين بالاستقالة، في حال الإصرار على استمرار هذا التناقض الوظيفي الفج، في كيان إخواني أصبح يحمل بداخله كل أشكال الارتباك السياسي.

مواضيع ذات صلة:

لقاء الفرقاء الليبيين في المغرب: توزيع مناصب أم تقاسم غنائم؟

هذه خطة إخوان المغرب لتعطيل قطاع النقل في البلاد

تناقضات إخوان المغرب تقود حزبهم إلى هزيمة انتخابية جديدة



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية