التموضع الإعلامي "الإخواني"

التموضع الإعلامي "الإخواني"

التموضع الإعلامي "الإخواني"


27/10/2022

هيلة المشوح

بعد أن طلبت السلطات التركية في يونيو من العام الماضي من إعلاميين تابعين لجماعة «الإخوان» الإرهابية وقف أنشطتهم الإعلامية على أراضيها، وإغلاق جميع المنصات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب التابعة لهم، أعلنت آنذاك بعض الكوادر الإخوانية الامتثال للطلب التركي بوقف جميع أنشطة الجماعة في تركيا والرحيل إلى جهة لم يتم تحديدها حتى الأسبوع الماضي.

على الجانب الأخر تم إطلاق قناتين فضائيتين خلال 24 ساعة فقط، تبثان من العاصمة البريطانية لندن، إحداهما موجهة ضد مصر، وتديرها الجبهة الثالثة في جماعة «الإخوان» التي أطلقت على نفسها لقب «تيار التغيير»، وتقودها قيادات «حركة حسم» والخلايا المسلحة. أما القناة الأخرى فهي قناة «الشعوب»، والتي بدأ بثها بشكل فعلي بعد أن أعلن عنها القيادي الإخواني محمود حسين بتمويل من رجل الأعمال الإخواني مدحت الحداد، والذي يعتبر أحد أبرز قيادات الجماعة والذراع المالي للتنظيم وشقيق عصام الحداد، وعم جهاد الحداد مستشار السياسة الخارجية أثناء رئاسة محمد مرسي.

ويدير هذه القناة الإعلامي الهارب معتز مطر الذي رحل من تركيا بعد إيقاف برنامجه على قناة «الشرق» واستقر في لندن لإعادة تشكيل جبهة إعلامية إخوانية جديدة موجهة ضد مصر ودول الخليج العربي، فضلاً عن نشاطات معلنة ضمن مخطط لتحريض الشعوب وتأليبها ضد حكوماتها. الإعلام لدى جماعة «الإخوان» الإرهابية يعد ذراعاً مهمة لا تقل أهميتها عن الأذرع العسكرية.

فالإعلام سلاح الجماعة وترسانتها ضد الحكومات، والمحرِّك الأساسي لتحريض الشعوب، وعليه ترتكز المخططات التخريبية للجماعة. وفي الوقت الحالي يعمل التنظيم على تأسيس شركة إعلامية كبرى في لندن باسم «الشرق للخدمات الإعلامية» لإطلاق مجموعة من المنصات الإعلامية خلال المرحلة المقبلة. والمفارقة الواضحة حالياً هي أن الممول لهذه الشركة هو «حزب الله»، وذلك بعد لقاءات عدة تمت بين عناصر من حزب الله وبين أيمن نور (رئيس قناة الشرق) وعناصر إخوانية أخرى لطلب دعم وتمويل الجبهة المعادية لمصر والحكومة المصرية!

ويتموضع التيار الإخواني اليوم ويعزز منظومتَه الإعلامية باستقراره في العاصمة البريطانية واتخاذه لندن مرتكزاً جديداً لأذرعه الإعلامية بعد تشديد السلطات التركية من إجراءاتها التقييدية ضد أنشطته.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: ما هي قوة تأثير هذه المنظومة الإعلامية على الشارع المصري كونه المستهدف الأول لها؟ الواقع أن المصريين أصبحوا أكثر إدراكاً لحقيقة التنظيم الإخواني الإرهابي، بعد سنوات من الإطاحة به، وبعد التجربة القاسية إبّان رئاسة مرسي والكوارث التي صاحبتها، فلم يعد الشارع المصري مستعداً لإعادة حالات الفوضى والخراب بعد ما تحقق في السنوات الأخيرة من مكاسب تترجمها حالةُ النمو الاقتصادي والاستقرار السياسي والأمني والاجتماعي..

وعليه فأي نشاط إعلامي إخواني يستهدف المجتمع المصري لن يتجاوز صدى الصراخ في القنوات الإخوانية. والسؤال الأخير: لماذا تحتضن بريطانيا جماعة «الإخوان» الإرهابية وتسهل تموضعها الإعلامي من جديد؟!

عن "الاتحاد" الإماراتية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية