التدين الرقمي ظاهرة حولت مواقع التواصل إلى محاكم بلا قوانين

التدين الرقمي ظاهرة حولت مواقع التواصل إلى محاكم بلا قوانين

التدين الرقمي ظاهرة حولت مواقع التواصل إلى محاكم بلا قوانين


28/09/2023

محمد الحمامصي

لعبت الثورة الرقمية وتطوراتها فائقة السرعة دورا مركزيا في تشكيل الحياة الدينية الرقمية، وظهور واسع النطاق للجموع الرقمية الغفيرة، التي كسرت احتكار الفاعلين الدينيين الفعليين للخطاب حول المقدس والسرديات التاريخية التفسيرية والتأويلية والإفتائية والدعوية باسم الدين والمذهب.

لقد دخلت الجموع الفعلية والرقمية الغفيرة كفواعل جديدة مع الفاعلين الدينيين في الواقع الفعلي من خلال الخطابات حول الدين، المرئية -الفيديوهات القصيرة والصور-  والمكتوبة من المنشورات والتغريدات، ومعها طوفان من التسطيح والتبسيط وبعض الأكاذيب والادعاءات في سرديات وجيزة وهجينة بين العامية والفصحى الركيكة أو المهجورة.

التدين والعالم الرقمي

انطلاقا من هذه الرؤية يرصد المفكر نبيل عبدالفتاح تأويلا وتحليلا في كتابه “التدين والثورة الرقمية.. جدل الفعلي والرقمي في تشكيل الحالة الدينية”، تحولات الجماهير الغفيرة من الفعلي إلى الحياة الرقمية، والجدل بين التدين الشعبي الفعلي والتدين الرقمي، وأشكال الخطابات واللغة والتعبير الديني في الحياة الرقمية، وأثر وانعكاسات الرقمي على الحياة والحياة الدينية الفعلية في مواجهة المشكلات والجوائح والأزمات، وحالة الفكر والخطابات الدينية السياسية أو العقائدية أو الإفتائية السائدة، وغيرها من المسائل.

ويؤكد المؤلف أن تحول الجماهير الغفيرة من الفعلي إلى الحياة الرقمية ظهر معه الفاعلون التقليديون، وسياسة الخطاب الديني لديهم بحث عن الذيوع وبناء المكانة الرقمية والحصول على المال من الشركات الرقمية الكونية. وقد بات الجدل حول التدين محمولا على العنف وثقافة الكراهية، والبحث عن التماسك الذاتي، والدفاع عن الهوية الدينية يمثل سمتا رئيسيا، ومعه ظهور متنام للخطاب النقدي لهذه السرديات الوضعية التاريخية، وتشكيك بعضهم في بعض مصادرها ضِمْن جدل مستمر وتفاعلات بين التدين الفعلي والرقمي، على نحو سوف يؤدي في المستقبل إلى تحولات في الحياة الدينية الرقمية والفعلية معا.

يرى عبدالفتاح في كتابه، الذي نشرت دراساته ومقالاته منجمة والصادر عن دار كلمة، أنه في العقد الثاني من القرن الحالي، ومع الانتفاضات الجماهيرية العربية واسعة النطاق، تمددت ثورة الرقمنة ولجوء مئات الملايين من الأجيال الشابة إلى الواقع الافتراضي ومجالاته ووسائطه وأدواته للتعبير عن آرائها في السلطات الدينية الرسمية المحافظة، والتابعة للسلطات السياسية، والجماعات الإسلامية.

ويبين أن الباب انفتح على مصراعيه لخطاب الدفاع الديني، وأشكال التدين الرقمي، واستبدال الفعل الديني الفعلي/ الواقعي ومحولاته الإيمانية والأخلاقية بالفعل التديني الرقمي، على نحو ينطوي على العنف الخطابي الرقمي، من ناحية أخرى انفتح الباب عن سعة للخطابات اللادينية، واللاأدرية، وأيضا الدينية الرافضة للعنف الديني والطائفي، ولرجال الدين الرسميين، وللجماعات الإسلامية السياسية والسلفية، وجمودها الفقهي والإفتائي الماضوي.

من هنا نجد خطابات مضادة وقدحية للتدين الفعلي والرقمي، ومحمولاته من قيم متشددة، أو أسانيدها من السرديات السَّنُوية، والفقهية الماضوية. بعض العاديين المتدينين رفعوا خطاب نقد الخطابات السلفية والسياسية بدعوى تعارضها مع العصر، والمطالبة بالتجديد والإصلاح الديني. بعضهم ينطوي خطابهم على رفض النقل وقدحه سردا وحديثا على أساس أنه عمل بشري مرتبط في الكثير منه بظروف الزمان والمكان والأسئلة والقضايا، ووضع المجتمعات في مراحل إنتاج هذا السرد الديني الوضعي البشري.

ويضيف أن بعض هذا النمط من الخطابات يرفض هيمنة الدين على الحياة الاجتماعية والسياسية، وفرض هندسات دينية واجتماعية على مؤسسة الأسرة، والعلاقات مع المرأة من منظور ذكورية السرد الفقهي حول المرأة ودورها، ورفض مسعى تديين الدولة، ورفض دكتاتورية رجال الدين على أرواح وسلوك الناس. ولا شك أن هذا الخطاب الشائع رقميا، يضع المؤسسة الدينية في أزمة كبرى، ومعها منظومة توظيف النظام والسلطة السياسية للدين في السياسة الدينية الرسمية وعملياتها، وأهدافها في عالمنا العربي.

بعض الخطاب اللاديني الرقمي المتشدد والمتطرف يسعى إلى بث عدم المصداقية التاريخية للنصوص المقدسة والسنوية والسيرية، من خلال إبراز التناقضات الشكلية بين بعضها البعض، دون إلمام بالأصول الدينية الفقهية والتفسيرية واللغوية حول قراءة النصوص الوضعية المؤسسة للدين. هذا الخطاب مدخله الأساس هو سرديات الحديث النبوي، والتركيز على متن البخاري، وتاريخ تجميعه للأحاديث النبوية، والتناقضات بين بعض الأحاديث وبعضها الآخر، وذلك دون إلمام بعلم الحديث.

ويعمل هؤلاء على إزاحة المصدر الثاني للشريعة الإسلامية. بعضهم ينتمون إلى المدرسة القرآنية بهدف الاعتماد فقط في النظام الديني الإسلامي على النص المقدس دون سواه، بدعوى التجديد في الفكر الديني. هذا الاتجاه يحتاج إلى تقديم رؤية نقدية وتحليلية وتفكيكية للسرديات الأصولية الوضعية أولا، حتى يمكن الانتقال إلى طرح رؤية شاملة للفكر الإسلامي، ومدارس التفسير والتأويل بعد دراساتها لتاريخية مدارس التفسير والتأويل، وظروف أقطابها وواقعهم السياسي والاجتماعي وغير ذلك.

محاكمات الضمائر

يشير عبدالفتاح إلى أن ثمة فيضانا من خطابات المنشورات والتغريدات وخطاب المحتوى المرئي -تيك توك وإنستغرام- يدور حول إدراك ومعرفة مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أو جهلهم بالأديان التي ينتمون إليها ومذاهبها؛ فهم يروجون لأنماط التدين الشعبي، وفوائضه الريفية، وفي مناطق الحضر المشوهة، على نحو نستطيع معه القول إننا إزاء نمط من التدين الرقمي يزداد حضورا لاستخدام وسائل التواصل في التعبير عنه، من قبَل كتل العاديين؛ بمن فيهم أغلب رجال الدين المسيحيين والمسلمين، وأيضاً خطابات اللادينيين واللاأدريين إلى جانب أنماط التدين الشعبي.

ويؤكد أن التدين الرقمي للعاديين يتسم بسطوة الخطاب الشعاري والتمجيدي للتدين الشعبي والسلفي السائد؛ بما ينطوي عليه من نزعة قدرية ريفية وبدوية لأنماط تدينهم الشعبية، بما فيها من حجب لإرادة ومشيئة الإنسان في الحياة، والنزعة الحتمية، وعدم المسؤولية الفردية عن الفعل الإنساني، ونسبة السلوك الفردي للإرادة الإلهية، وليس للفعل الفردي ذاته، ومسؤولية صاحبه عن أثره ومآلاته، وهو ما أدى إلى شيوع ثقافة الكسل والقدرية وعدم أداء العمل بالكفاءة المطلوبة وتبرير الرشى والسطو على المال العام وإشاعة الشرور والعنف المادي والرمزي واللفظي؛ على نحو ما ساد طيلة عقود منذ هزيمة يونيو 1967 إلى الآن.

ويتابع أنه في عصر التدين الرقمي للعاديين يبدو المجال العام الرقمي حافلاً بخطابات تمجيد الذات وإثبات حضورها من خلال الخطابات الرقمية السجالية حول الدين، وكأن محض الدفاع الرقمي عن ديانة الشخص أو مذهبه -أرثوذكسيًّا أو إنجيليا أو كاثوليكيا أو سنيا أو شيعيا أو إباضيا.. إلخ- هو دلالة على تدينه وأنه سيدخل في ميزان حسناته وقربه من الله عز وجل.

إن إحدى سمات هذا التدين الرقمي أنه قناعي، ولا يعكس ما وراءه من سلوك، يكشف عن مدى الإيمان الفعلي الروحي والأخلاقي والقيمي والسلوكي للعاديين في الواقع، وبين الذات ونفسها، وبينها وبين الناس. الخطاب الرقمي الدفاعي -التمجيدي والسجالي – عن الدين والمذهب لا يعني قط أنه تعبير عما وراء خطاب التدين الرقمي الاستعراضي للذات الرقمية للعاديين وعصره.

إن التدين الرقمي الوضعي والشعاري -في عصر العاديين- يعكس سطوة العاديين وهيمنتهم الرمزية على التأويلات الدينية الوضعية، من خلال فرض تصوراتهم المتجاوزة لجوهر النصوص المقدسة، بل وبعض سردياته المؤسسة للنظام الديني والمذهبي؛ أياً كانت الديانة -إسلامية أو مسيحية- في عالمنا العربي. وتجاوز ذلك إلى نزعة انتقائية وشعبوية، دينية غلابة، سيؤدي -مع استمرارية عصر العاديين الانتقالي- إلى تجاوز رجال الدين.

ويلفت الكاتب إلى أن ثمة توجها آخر للتدين الرقمي الشعبي والشعبوي والاستعراضي، يتمثل في التنمر الرقمي والتعدي والتجريح للأديان والمذاهب الأخرى داخل ذات الديانة، والأخطر هو نزعة التشفي بموت الآخرين ممن هم على خلاف مع آرائهم، وليس نقد خطابهم حول الدين، وبعض هؤلاء من الذباب الإلكتروني الموجه من بعض الجماعات الإسلامية والسلفية، وكأنهم تحولوا إلى وكلاء عن الله عز وجل.

ويشدد عبدالفتاح على أن التناقضات بين الفكر الديني الوضعي وبين تحولات الحياة وتدافعاتها وتفاصيلها ومشاكلها وقيمها الاجتماعية المتغيرة أدت إلى بروز ظواهر اللاأدرية واللاتدين لعدم قدرة العقل الديني النقلي على مواجهة تحديات التغير الاجتماعي والثقافي في عالمنا العربي، والأسئلة المتجددة التي يطرحها على الجمهور، مع تطور الرقمنة ووسائل التواصل الاجتماعي. وفي ظل فوائض التدين الشعبي والنقلي المحافظ وصعود عصر العاديين الرقمي برزت ظاهرة المحتسب الديني الرقمي، من الواقع الفعلي لرجال الدين، والدعاة السلفيين، وقواعد، وقادة الجماعات الدينية السياسية والسلفية، إلى “الفرد” المحتسب الرقمي، سواء أكان محتسبا رقمًيا ذكرًا أو محتسبة رقمية أنثى.

دخل هؤلاء جميعا بعشرات الملايين إلى الواقع الافتراضي بحثا عن مكانة مفتقدة في الحياة الفعلية، وبحثا عن بناء سلطة احتسابية رقمية، وتحولوا إلى محتسبين رقميين يقومون بالإفتاء في كل تفاصيل الحياة اليومية ووقائعها المتغيرة، من مقولات تفاهة الممثلين والممثلات، والمطربين والمطربات، ولاعبي الكرة، ووقائع الزواج والطلاق، والخلافات الزوجية إلى فضاءات يومية واسعة، سرعان ما تتحول إلى مادة للإفتاء الرقمي الجهول، ودخل معهم رجال الدين الرسميين سعيا وراء الشهرة في الإفتاءات السريعة والسطحية والمثيرة للسخرية، كقول أحدهم إن فيسبوك مذكور في القرآن! على نحو ينافي العلم والتطورات المتلاحقة.

ويرى أن هذه السلطة الاحتسابية للعاديين الرقميين ورجال الدين أدت إلى استباحة حريات المواطنين وخصوصياتهم وتحول العاديين الرقميين إلى مفتين ورجال فقه ولاهوت وسلطات فردية رقمية إزاء بعضهم بعضا، إذ حولوا الواقع الافتراضي إلى محاكمات دائمة للضمائر والأفكار والعقائد من بعضهم لبعضهم الآخر، تستشهد صحافية فلسطينية من الروم الأرثوذكس، فيرفض الغلاة أن يطلق عليها شهيدة، ويتحول الفضاء الافتراضي ومواقعه الرقمية إلى كراهية الآخر الديني، وتصور الشهادة على أنها قاصرة حصرا على الانتماء الديني لمن يؤمن فقط بتأويلاتهم للإسلام.

لقد صارت هناك فضاءات رقمية للكراهية والفتن الطائفية والدينية من أتباع مذهب لأتباع آخر، دونما معرفة أو وعي ديني واجتماعي. حاولت الذات الرقمية المضطربة والملتاعة إثبات ذاتها وتحولها إلى ذات طغيانية توظف تفسيراتها السطحية لأصول الدين إلى سلطة على ذوات أخرى، دونما فهم معمق وعلمي للظواهر الاجتماعية الرقمية والفعلية على نحو ما توظفه بعض الجماعات الإسلامية السياسية والسلفية في تديين الوقائع اليومية كأداة سياسية لتدين المجتمع والحياة العامة والخاصة في مواجهة السلطات السياسية العربية الحاكمة، وهكذا تحول الواقع الرقمي ومجاله العام إلى عشرات الملايين من المحتسبين الجدد والطغاة الصغار في وجه السلطة، ورجال الدين والآخر الديني والمذهبي وباتت الحياة الرقمية ومحتسبيها عائقا في مواجهة أي تطور ديمقراطي وثقافي واجتماعي محتمل.

ويكشف عبدالفتاح أنه في عصر العاديين الرقمي تتشكل أنماط حديثة للتدين الرقمي حول الديانات السماوية والوضعية، في تشكلات جديدة رقمية الطابع، ومن خلال اللغة الرقمية، وإدارتها ومواقعها على التواصل الاجتماعي. مع مرور الوقت يبدو الانتقال بين المتون المقدسة، وسردياتها التاريخية التأويلية الوضعية، ظاهرًا في بدايات التدين الرقمي، خاصة في العودة إلى النصوص، وتأويلات الفقه واللاهوت التاريخي القديم المسيطر، وتقدم سندًا ودلالة على تدين العاديين الرقمي وعلى معرفتهم الظاهرية والسطحية بالدين في أصوله وعقائده وشروحه.

ومع مرور الوقت على مواقع التواصل الاجتماعي الرقمية يتراجع السند الديني للمشاركين، من عشرات الآلاف إلى مئاتهم في خلفية ظهورهم، وتحولهم من مؤمنين عاديين بما تعلموه عن دياناتهم الموروثة بالميلاد، إلى بروزهم كفقهاء ولاهوتيين، يوظفون دفاعهم أو ما يتصورون أنه دفاع عن الدين الذي يؤمنون به، في تمرير آرائهم التي تغاير بعض من جهر بهذه الأديان والمعتقدات والمذاهب داخل كل دين ومذهب. يتدثر الهجوم العاصف على المختلفين دينيا إلى خطاب معلن ودفاعي عن أديانهم ومذاهبهم، لتبرير العصف بالمختلف أيا كان الاختلاف في الدين أو المذهب أو الرأي في أي شأن من شؤون الحياة، وفي الأفكار والسياسة والأدب والسينما والمسرح، وفي التفاصيل اليومية.

في عصر التدين الرقمي للعاديين يبدو المجال العام الرقمي حافلاً بخطابات تمجيد الذات وإثبات حضورها من خلال الخطابات الرقمية السجالية حول الدين

ويشدد على أن هذا التوجه العارم والغلاب إلى تديين كل الوقائع والتفاصيل والآراء والملاحظات، هو نزعة سلطوية دينية لدى الجماهير الرقمية الغفيرة، ترمي إلى تحقيق المكانة والذيوع من بعضهم على الآخر، الكل يحاول أن يبرز متفوقًا على الآخرين من خلال الخطاب الهجومي والدفاعي عن الدين، وكأن الدين في خطر داهم، وكأن إيمان المسلمين أو المسيحيين أيا كانت مذاهبهم في حالة من تراجع الإيمان والاعتقاد، أو كأن الدين غادرهم.

هي حالة من الرهاب الرقمي الجماعي لدى العاديين، توظفها الجماعات الدينية السياسية والسلفية، ورجال الدين الرسميون يوظفونها لصالح الحفاظ على مكانتهم في مهب الريح، وراحوا يزايدون على جماهير العاديين الغفيرة، لكي يحظوا بعلامات رقمية، تدفعهم للحضور في المشاهد الرقمية السريعة. حالة من الهوس الهزياني الرقمي، تحاول أن تسيطر على مواقع التواصل الاجتماعي، وإعادة توظيف التدين الرقمي للجموع العادية الغفيرة لكي تغدو جزءًا من مجال السيطرة لرجال الدين الرسميين، أو غيرهم من الجماعات السلفية السياسية، وغيرها! في تناقض صارخ مع منطق الرقمنة التي تقوم على تحول الجموع إلى أطراف تحاول بناء مكانة لها، أيا كانت أفكارها ومنشوراتها وتغريداتها وفيديوهاتها الوجيزة جدًا! فضاءات رقمية سائلة، يتصارع فيها الجميع مع الجميع في عنف ظاهر، وكل منهم يحاول أن ينطق بخطاب الأنا العليمة التي تفتي في كل شيء، على الرغم من تهافت وتفاهة بعض خطاب الأنا صانعة الفتاوى في الدين والسياسة والأخلاق والقيم والخبرة وكل شيء.. إلخ.

عن "العرب" اللندنية




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية