
تحدث محللون وسياسيون عن أن إعلان رفض الجيش السوداني، المشاركة في محادثات جنيف، مع قوات "الدعم السريع" في 14 أغسطس المقبل، برعاية أمريكية، سببه هيمنة "الإخوان المسلمين" على قرار القوات المسلحة.
واعتبر ساسة سودانيون، في تصريحات لموقع "إرم نيوز"، أن إصدار بيانات "منسوبة" إلى الجيش السوداني، ثم تكذيبها ونفيها في الوقت ذاته، يوضح أن قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان وفريقه، يخاطبون جهتين، عبر تعدد البيانات وتناقضها باختلاف محتواها.
الجهة الأولى هي المجتمع الدولي، ويبرز من الحديث عن أن الجيش لا يمانع التفاوض، ليتعامل هذا البيان مع أي عقوبات من الممكن أن تلاحق الجيش مستقبلًا بتهمة التمسك بالحرب.
عثمان إبراهيم: هم يتبعون منهجًا إما الموت عن طريق الحرب أو تحقيق الانتصارات حيث لا يوجد لديهم خيارات أخرى
في حين أن البيان الآخر، موجه إلى حلفاء البرهان من الإسلاميين، حتى لا يطيحوا به من موقعه، ويأتون ببديل عنه، في حال الخروج عن توجههم الرافض للمفاوضات التي تعني الإطاحة بهم من المشهد السوداني.
وكانت قد خرجت في الساعات الأخيرة، بيانات متناقضة من الجيش السوداني، رحب أولها بالمشاركة في مفاوضات جنيف المنتظرة، ليلحق بها بعد عدة ساعات، بيان آخر، ينفي المشاركة ويصف البيان الأول بـ"المزيف".
ودعت الولايات المتحدة، مؤخرًا، طرفي الصراع في السودان "الجيش" وقوات الدعم السريع، لإجراء محادثات في 14 أغسطس المقبل، تستضيفها سويسرا، وتهدف للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وسط تصاعد المخاوف من خطر وقوع مجاعة بالسودان.
ويفسر عضو المؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"، عثمان إبراهيم، موقف الجيش بعدم المشاركة في المفاوضات المنتظرة برعاية أمريكية، إلى سيطرة "الإسلاميين" الرافضين لأي شكل تفاوضي على "الجيش"، بحسب ما نقل عنه "إرم نيوز".
إعلان رفض الجيش السوداني المشاركة في محادثات جنيف سببه هيمنة "الإخوان المسلمين" على قرار القوات المسلحة
وأضاف: هم يتبعون منهجًا، إما الموت عن طريق الحرب أو تحقيق الانتصارات، حيث لا يوجد لديهم خيارات أخرى، في حين يمسكون بمنطق إما أن يكون الحكم لهم أو إلحاق الدمار والخراب بالسودان وشعبه".
وقال إبراهيم في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إن المشاركة في هذه المفاوضات بحد ذاتها تعتبر نهاية لهم، حيث تسيطر عليهم آمال وظنون بإمكانية التحكم في الأوضاع بالمستقبل القريب وهذا يعد وهمًا كبيرًا، بعد أن ألقوا السودان إلى التهلكة.
وتابع: "لو كان الجيش ومن وراءه، قد وافقوا على الاتفاق الإطاري وأيضًا المفاوضات الأولى التي خرجت مع اشتعال الحرب، ما كان قد وصل السودان إلى ذلك الوضع".
كما أكد أن "أي حرب في العالم نهايتها المفاوضات حتى لو كان هناك منتصر والجيش في ظل سيطرة الإسلاميين، معدوم الإرادة، والدليل على ذلك أنه مع كل مرة تحمل بوادر حديث عن الدخول في مفاوضات من جانب القوات المسلحة، يخرج الإسلاميون، ويفشلون أي محاولة تفاوض".