الانتقالي الجنوبي يواجه خطط حزب الإصلاح الإخواني في اليمن.. ما الجديد؟

الانتقالي الجنوبي يواجه خطط حزب الإصلاح الإخواني في اليمن.. ما الجديد؟

الانتقالي الجنوبي يواجه خطط حزب الإصلاح الإخواني في اليمن.. ما الجديد؟


15/10/2022

وجّه المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، خلال اجتماع عقدته هيئة رئاسة المجلس، برئاسة القائم بالأعمال، ورئيس الجمعية الوطنية، اللواء أحمد سعيد بن بريك، تحذيراً شديد اللهجة، إلى حزب الإصلاح الإخواني، في ضوء محاولات الأخير تقويض اتفاق الرياض، خاصّة في وادي حضرموت.

الانتقالي الجنوبي قال إنّ التحركات الإخوانية تهدف إلى "إجهاض اتفاق الرياض، وعرقلة تنفيذ بنوده". مطالباً التحالف العربي بالعمل على "إلزام حزب الإصلاح الإخواني، والضغط عليه لاستكمال تنفيذ بنود الاتفاق، وفي مقدمتها إخراج القوات العسكرية من محافظات الجنوب، إلى جبهات المواجهة مع مليشيات الحوثي". كما ندّد في الوقت نفسه بـ"الاعتداءات الحوثية على جبهة يافع، والتي استشهد وجرح على إثرها عدد من أفراد القوات المسلحة الجنوبية".

يأتي بيان الانتقالي الجنوبي بالتزامن مع التظاهرات الشعبية الحاشدة، التي يشهدها وادي حضرموت، والتي تطالب بتنفيذ اتفاق الرياض، وعلى رأسها نقل القوات العسكرية الموالية لحزب الإصلاح الإخواني، من حضرموت إلى مناطق القتال مع الحوثيين في مأرب.

الطريق إلى تعز

يُعلق الدكتور عبد السلام القصاص، الباحث المصري في العلوم السياسيّة، على تحركات الإخوان الأخيرة، لافتاً إلى أنّها تأتي مع انتهاء هدنة اليمن التي استمرت ستة أشهر، وفي ظل مساعي تجديدها، بعد توقف عملية التوصل إلى اتفاق بشأن صفقة سياسية موسعة، أو ترتيبات تحول دون العودة إلى القتال.

القصاص: قطع طرق تعز يتصدر قائمة الأولويات الدولية

ويلفت القصاص، في تصريحاته التي خصّ بها "حفريات"، إلى أنّ قطع طرق تعز يتصدر قائمة الأولويات الدولية؛ حيث كان المبعوث الأممي الحالي، هانس غروندبرغ، أول دبلوماسي يزور مدينة تعز، وذلك في تشرين الثاني (نوفمبر) 2021، وهذا ما يفسر تحركات الإخوان في وادي حضرموت؛ بهدف أن يصبحوا جزءاً من الصفقة.

الانتقالي الجنوبي: التحركات الإخوانية تهدف إلى إجهاض اتفاق الرياض، وعرقلة تنفيذ بنوده

وبحسب القصاص، فإنّه منذ نيسان (أبريل) الماضي، بدأت قضية تعز تحظى بمزيد من الاهتمام؛ بفضل الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة، عقب التحولات الدرامية التي جرت في ساحة المعركة، خاصّة في البيضاء وشبوة ومأرب، مع الهجوم المضاد الذي شنّته القوات الجنوبية، والذي أوقف تقدم الحوثيين، والذين استفادوا من الهدنة؛ بزيادة إمدادات الوقود في المناطق التي يسيطرون عليها، والسماح للرحلات التجارية بالهبوط في صنعاء لأول مرة منذ العام 2016.

مهام صعبة أمام المجلس الرئاسي

ينقسم اليمن إلى عدة مناطق من حيث السيطرة العسكرية والسياسية منذ العام 2015. قبل تشكيل المجلس الرئاسي، كانت الفصائل المسلحة في المعسكر المناهض للحوثيين تنقسم إلى فئتين عريضتين: أولئك الذين اعترفوا بسلطة حكومة هادي، وأولئك الذين لم يعترفوا بذلك. ومع تنحي هادي من الرئاسة، تمّ إفساح المجال للمجلس التشريعي، بعد فترة وجيزة من دخول الهدنة حيز التنفيذ.

عبد السلام القصاص: بدأت قضية تعز تحظى بمزيد من الاهتمام بفضل الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة عقب التحولات الدرامية التي جرت في ساحة المعركة، خاصّة في البيضاء وشبوة ومأرب

 

وبحسب بوابة (Relief Web) الإخبارية الناطقة بالإنجليزية، فإنّه قبل الإطاحة بالرئيس هادي، تجمعت القوات التابعة للشرعية في تعز ومأرب وشمال شبوة، وكان العديد منهم على صلة بحزب الإصلاح الإخواني، لكن العديد من الجماعات الأخرى المناهضة للحوثيين رفضت الاعتراف بسلطة هادي؛ بسبب علاقته بحزب الإصلاح، وعلى رأسها المجلس الانتقالي الجنوبي، ما أدّى إلى تضاؤل تأثير هادي على الأرض، خاصّة في ظل سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة. لكن المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يأمل في الحصول على دعم دولي لاستقلال الجنوب، واجه مقاومة شديدة من الدبلوماسيين العاملين في اليمن، الذين واصلوا دعم هادي وحكومته، وضغطت الرياض لاحقاً على المجلس الانتقالي الجنوبي؛ للسماح للمسؤولين الحكوميين بالعودة إلى العمل في عدن؛ كجزء من صفقة جمّدت الصراع بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة.

في نهاية المطاف، انتهت سلطة هادي، وفي محاولة لتوحيد المعسكر المناهض للحوثيين، ضمّ المجلس الرئاسي قادة الجماعات الرئيسية المناهضة للحوثيين، بما في ذلك المجلس الانتقالي الجنوبي، في هيئة تنفيذية جديدة يرأسها العليمي، وزير الداخلية السابق. وسادت الديناميكية الجديدة المربكة ساحة اللعب لمختلف الجماعات المناهضة للحوثيين، لكن الإخوان استشعروا الخطر، في ظل انكشاف مخططاتهم السابقة، ومن هنا بدأت خطط الجماعة لتقويض اتفاق الرياض، والعمل على إشعال الموقف من جديد في اليمن.

قوات الجنوب تحبط خطط الإخوان

في آب (أغسطس) الماضي، سيطرت القوات الجنوبية على محافظة شبوة. وبذلك، أجبروا قوات الإصلاح على الخروج منها، واتهم حاكم شبوة في وقت لاحق قوات الإخوان بالتحريض على الفتنة. بعد ذلك بوقت قصير، استولى المجلس الانتقالي الجنوبي على النصف الشرقي من محافظة أبين المجاورة. في غضون ذلك، ضغط الحوثيون في محاولة لتطويق تعز بالكامل، ساعدهم تخاذل الجماعات المسلحة المرتبطة بالإصلاح في تعز ومأرب، وهي الجبهة الرئيسية للحرب في الوقت الحالي، ويبدو أنّ الإخوان قرروا عدم مواجهة الحوثي، من أجل الضغط على القوات الجنوبية.

يراهن الحوثيون على الوقت، من أجل الحصول على مكاسب جديدة بشأن تعز، ويضغطون من أجل دفع الرواتب في مناطق الحوثيين، والدفع نحو التوصل إلى تسوية نهائية بدلاً من المخاطرة بمزيد من الخسائر الإقليمية، ويبدو أنّ الموقف الحوثي الحالي، يتعلق بجني أقصى فائدة ممكنة من المفاوضات، دون إعطاء الكثير من أي شيء في المقابل، بحسب( Relief Web).

يأتي بيان الانتقالي الجنوبي بالتزامن مع التظاهرات الشعبية الحاشدة، التي يشهدها وادي حضرموت، والتي تطالب بتنفيذ اتفاق الرياض

 

في المقابل، يرفض المجلس الرئاسي الإذعان لاتفاق محدود بشأن تعز؛ لأنّ ذلك من شأنه أن يكافئ الحوثيين على عنادهم، وبالفعل طالب المجلس الأمم المتحدة بعدم الاعتماد على الحوثيين وحدهم؛ لإعادة فتح طريق تعز، لكن يبقى الإخوان نقطة ضعف كبيرة في صفوف الشرعية، ما يجعل الحوثي أكثر استعداداً لمعركة جديدة في مأرب وتعز، مع رفض ميليشيا الإصلاح تنفيذ أوامر إعادة الانتشار على جبهات القتال، وهي نقطة ضعف يحرص الانقلابيون على استغلالها.

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية