الاضطرابات السياسية في بنغلاديش أحيت الجماعات المتطرفة.. كيف؟

الاضطرابات السياسية في بنغلاديش أحيت الجماعات المتطرفة.. كيف؟

الاضطرابات السياسية في بنغلاديش أحيت الجماعات المتطرفة.. كيف؟


27/08/2024

تحدثت الإعلامية داليا عبدالرحيم مساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي عن أن نظرية الأمتين هي فكرة مفادها أن المسلمين وغير المسلمين لا يمكنهم العيش معًا في ظل نظام سياسي مختلط، وهو مبدأ ديني أدى إلى ولادة باكستان كدولة إسلامية في عام 1947 وفشل عندما تفككت الدولة في عام 1971، مما أدى إلى إنشاء بنجلاديش على أساس لغوي.

وأوضحت أن الجماعة الإسلامية في بنجلاديش هي أكبر منظمة دينية في جنوب آسيا ولها فروع في الخارج، ولديها عدة فروع متصلة أيديولوجيًا ممثلة في الجماعة الإسلامية في باكستان، والجماعة الإسلامية في بنجلاديش، والجماعة الإسلامية في الهند، والجماعة الإسلامية في آزاد كشمير (التي تسيطر عليها باكستان)، والجماعة الإسلامية في جامو وكشمير (في كشمير الهندية).

 وفي حين تدعي كل هذه الجماعات الاستقلال التنظيمي عن بعضها البعض، فإن التزامها الأيديولوجي مشترك، ومن المعروف أنها آوت مقاتلين متطرفين، باستثناء الجماعة الإسلامية في الهند، والتي تُمثل الأقلية وحدها، وتبدي قدرًا من الاعتدال في ظل التعددية الهندية.

 وقالت عبد الرحيم إنه في بنجلاديش يعد الحزب القومي البنجالي اليميني المؤيد للجماعة الإسلامية في بنجلاديش من المستفيدين الرئيسيين المباشرين من الاحتجاجات الطلابية التي قادتها حركة الطلاب ضد التمييز، والتي هندست سقوط رئيسة الوزراء الشيخة حسينة، وهي زعيمة علمانية اتجهت نحو الصين بدلاً من الولايات المتحدة، وحظرت الجماعة الإسلامية وشنقت كبار قادتها لمساعدتهم الجيش الباكستاني في حرب التحرير عام 1971 التي أدت إلى انفصال بنجلاديش عن باكستان.

كما عرضت الإعلامية داليا عبدالرحيم، تقريرًا بعنوان “الأوضاع السياسية الراهنة في بنجلاديش وتركيبة الحكم بعد الانتفاضة الأخيرة"، مؤكدة أن بنجلاديش شهدت انتفاضة واسعة النطاق نتيجة للاستياء الشعبي من الأوضاع الاقتصادية المتدهورة وارتفاع معدلات الفقر والفساد.

وردت الحكومة على الانتفاضة بالقوة، حيث تم استخدام الشرطة والجيش لتفريق المتظاهرين، وأدى هذا إلى انتقادات واسعة من قبل منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي، واستغل حزب بنجلاديش القومي وجماعات المعارضة الأخرى ومن بينها الجماعة الإسلامية هذه الانتفاضة لتكثيف ضغوطهم على الحكومة، مطالبين بإجراء انتخابات جديدة تحت إشراف حكومة انتقالية محايدة.

وأكدت أنه في الفترة الأخيرة شهدت بنجلاديش موجة من الاضطرابات السياسية والاجتماعية التي أثرت بشكل كبير على استقرار البلاد، ومن بين اللاعبين الرئيسيين في هذه الاضطرابات كانت الجماعة الإسلامية التي لعبت دورًا محوريًا في تأجيج الوضع وتعزيز الاحتجاجات ضد الحكومة.

وقد نظمت الجماعة الإسلامية مظاهرات واحتجاجات واسعة في أنحاء البلاد، خصوصًا في المناطق الريفية حيث تتمتع بنفوذ كبير، وركزت هذه الاحتجاجات على التنديد بما تعتبره "ظلمًا واضطهادًا" من الحكومة تجاه الإسلاميين في البلاد.

كما استخدمت الجماعة خطابًا دينياً لتعبئة أنصارها وتشجيعهم على المشاركة في الاحتجاجات، واستغلت الجماعة الإسلامية الاضطرابات لتقديم نفسها كحامية للإسلام والشريعة في بنجلاديش، وطرحت نفسها كبديل للنظام الحالي، واستخدمت منصاتها الإعلامية وخطبائها لنشر رسائل تحريضية ضد الحكومة، مما أدى إلى تصاعد التوترات في الشارع.

 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية