الارتباك يسيطر على الإخوان في تركيا... ما الذي يجري؟

الارتباك يسيطر على الإخوان في تركيا... ما الذي يجري؟


02/05/2021

تبدو واضحة حالة الارتباك التي تسيطر على جماعة الإخوان المسلمين وعناصرها الفارين إلى تركيا منذ العام 2013، في ظل التقارب التركي - المصري الأخير، وفي الوقت الذي يقفز فيه ذلك التقارب إلى الأمام، فرّت الجماعة إلى المعارضة التركية في محاولة للضغط على الحكومة أو البحث عن أصدقاء جدد.

التقى عدد من قيادات الجماعة رئيس حزب السعادة التركي المعارض كرم الله أوغلو، وعلى الرغم من أنّ الحزب ليس ذا ثقل في تركيا، غير أنه منبثق عن حزب إسلامي آخر تجمع علاقات قوية بين أبيه الروحي نجم الدين أربكان، وجماعة الإخوان، بحسب الباحث المختص في الإسلام السياسي إبراهيم ربيع في تصريح لـ"سكاي نيوز".

ويبدو أنّ اللقاء آثار غضب الحكومة التركية، فسارعت جماعة الإخوان المسلمين أمس إلى إصدار بيان هزيل، تشكر فيه تركيا، وتؤكد على دعمهم استقرارها، غير أنّ البيان أثار غضب عدد من قيادات وشباب الجماعة.

وقال القائم بأعمال المرشد العام للجماعة إبراهيم منير، في البيان: إنه "بالإشارة إلى الزيارة التي قام بها رئيس مجلس إدارة اتحاد الجمعيات المصرية (يضم ممثلي عدة قوى سياسية مصرية - ومنهم جماعة الإخوان المسلمين - ممن استقبلتهم تركيا كلاجئين سياسيين) للعاصمة التركية أنقرة في 21 نيسان (أبريل) 2021، بهدف الالتقاء مع بعض المؤسسات التركية المجتمعية، لتوضيح أحوال ومتطلبات المصريين اللاجئين إلى تركيا، فإننا نتقدم بكامل الشكر والتقدير للرموز التركية الكريمة التي اتسع صدرها لسماع آلام الذين وجدوا الأمن والأمان على هذه الأرض الطيبة، وشعبها صاحب التاريخ العريق والمشهود له بالتعامل الكريم مع من يستغيث به بعد الله سبحانه وتعالى".

إبراهيم منير: نتقدم بكامل الشكر والتقدير للرموز التركية الكريمة التي اتسع صدرها لسماع آلام الذين وجدوا الأمن والأمان على هذه الأرض الطيبة

وأضاف البيان، بحسب ما أورده موقع "روسيا اليوم": بهذه المناسبة، فإننا ومع واجب الاعتراف بالفضل لأصحاب الفضل، تركيا رئيساً وحكومة وشعباً، نؤكد باسم جماعة الإخوان المسلمين الوفاء الكامل لكرم الضيافة والالتزام بواجباتها واحترام كل القوانين والنظم والأعراف وعدم المساس باستقرار وأمن هذا البلد".

 وقد شارك في الاجتماع مع رئيس حزب السعادة كل من القيادي مدحت الحداد، وهو واحد من القيادات المطلوبة من قبل مصر، وهمام علي يوسف عضو مجلس شورى الجماعة ومسؤول تمويل اللجان الإلكترونية.

اقرأ أيضاً: هل يعيق ملف الإخوان خطوات تركيا المتسارعة للتقارب مع مصر؟

 وقد رفض البيان، يحيى موسى، القيادي الإخواني المتهم الرئيسي في قضية محاولة اغتيال النائب العام، قائلاً: هذا بيان تقدّمونه لجمعية إغاثية للحصول على سلات غذائية وكسوة الصيف، أمّا أن تتحدثوا باسم الإخوان، فضلاً عن باقي القوى السياسية، فأنتم كاذبون مدّعون". 

 وأضاف موسى، بحسب ما أورده موقع العربية: "ليعلم الجميع أنّ هذه الوجوه لا تمثل أحداً إلا من يتلقى منهم الرواتب، وهذا واقع يمكن إحصاؤه لا تشبيهاً ولا مبالغة".

 وكانت تقارير إعلامية قد كشفت عن أنّ موسى على رأس المطلوبين من قبل القاهرة، ضمن خطوة التقارب مع أنقرة، وسبق أن أدرجت الولايات المتحدة موسى ضمن قائمة الإرهاب.

اقرأ أيضاً: البرلمان التركي يصوت بالإجماع على "الصداقة" مع مصر.. تفاصيل

 وتترقب الأوساط السياسية ما ستسفر عنه المحادثات المصرية - التركية المباشرة، وما إذا كانت ستنتهي إلى اتفاق لتسليم بعض قيادات وعناصر الجماعة إلى مصر، خصوصاً بعدما أوقفت تركيا البرامج التي دأبت على الهجوم على القاهرة. 

 

البيان رفضه القيادي الإخواني يحيى موسى، المتهم الرئيسي في قضية محاولة اغتيال النائب العام، قائلاً: هذا بيان تقدمونه لجمعية إغاثية للحصول على سلات غذائية وكسوة الصيف

 

 ويتوقع مراقبون ألّا تطرح أنقرة كافة أوراقها على الطاولة مع مصر مرة واحدة، بل ستعتمد على سياسة تحسين العلاقات جزئياً للحصول على أكبر مكاسب ممكنة.

 ويعزز ذلك مقال لمستشار الرئيس التركي والقيادي في حزب العدالة والتنمية ياسين أقطاي، هاجم فيه القرار المصري بإعدام 17 عنصراً من جماعة الإخوان المسلمين بتهمة اقتحام قسم شرطة كرداسة.

وكتب أقطاي، في مقال نشر يوم السبت باللغة العربية في صحيفة "يني شفق" التركية: "حين الحديث عن حالات الإعدام في مصر في ضوء العلاقات بين تركيا ومصر، يجب أن نذكر بأنّ التقارب الأخير لا يتطلب اتفاقاً على كل قضية بين البلدين، إنه موضوع يقتصر على نطاقه الحالي/ الآني فحسب، على الرغم من أننا نأمل أن يتوسع هذا النطاق في المستقبل ليشمل أيضاً قضايا مثل الحساسية المتعلقة بحقوق الإنسان وما شابه، أمّا حالياً، فإنّ النطاق ما يزال محدوداً".

 وأضاف، بحسب ما نقله موقع "روسيا اليوم": ليس من الضروري أن تتراجع تركيا عن موقفها إزاء هذه القضايا، ولا عن حساسيتها إزاء انتهاكات حقوق الإنسان، وحينما تتبع تركيا سياسة في هذا الصدد بناء على القيم والمبادئ التي تحكمها، فإنّ هذا لا يعني بأي شكل أنه موجّه ضد الدولة المصرية بحد ذاتها، لا شكّ في أنّ تركيا لديها رغبة وسعي وجهد على صعيد تطوير معايير حقوق الإنسان في العالم بأسره على المدى الطويل، وإنّ ذلك يمثل ضرورة لعالم إسلامي أقوى، ومصر أقوى، وتركيا أقوى، على حد سواء".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية