"الاختيار 3" ينكأ جراح الفتنة الطائفية في مصر.. كيف حاول الإخوان إشعالها؟

"الاختيار 3" ينكأ جراح الفتنة الطائفية في مصر.. كيف حاول الإخوان إشعالها؟


26/04/2022

يواصل مسلسل "الاختيار 3" كشف المزيد من الحقائق حول جماعة الإخوان المصنفة إرهابية في مصر والعديد من الدول، والدور الذي لعبته الجماعة بعد فشلهم في الحكم وعزل رئيسهم محمد مرسي في أعقاب ثورة 30 حزيران (يونيو) 2013، وكيف حاولت إثارة الفوضى وإشعال الفتنة لضرب استقرار البلاد إبان تلك الفترة.

وركزت الحلقة الـ 21 من المسلسل الذي يعرض خلال موسم رمضان الجاري ويقدم توثيقاً لأهم الأحداث التي شهدتها مصر خلال العشرية الأخيرة من تاريخها الحديث، على ضلوع الإخوان في محاولات إشعال الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين بالتسبب في عدة أحداث طائفية ذكرت الحلقة منها حادث كنيسة الخصوص الذي راح ضحيته 7 أشخاص وأصيب 21 آخرون.

وشهدت مصر، في الفترة التي أعقبت سقوط جماعة الإخوان، تنامياً غير مسبوق في الأحداث الطائفية، والعمليات الإرهابية التي استهدفت الكنائس والأديرة بهدف إشعال الفتنة في البلاد وضرب وحدتها وتماسكها وأيضاً لتشتيت أجهزة الدولة في التعامل مع مخططات الجماعة العدائية ضد البلاد.

وائل لطفي: ظاهر الجماعة عكس باطنها، وعقلها الباطن دموي وتكفيري وميليشياوي، وعقلها الظاهر متسامح ومهذب وخفيض الصوت وعاقل

وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، آنذاك، إن حوالي 42 كنيسة وممتلكات مسيحية تعرضت للنهب والسلب في أنحاء البلاد، وأنّ 4 أشخاص، بينهم مسلمون، قتلوا وأصيب عشرات. وحمّلت المنظمة تيارات إسلامية متطرفة مسؤولية ما حدث.

وبحسب السلطات الرسمية المصرية، سجلت النيابة العامة نحو 90 واقعة اعتداء على الكنائس المصرية ثبت منها حرق 66 كنيسة في 9 محافظات مختلفة منها؛ المنيا وأسيوط والسويس والفيوم والجيزة.

شهدت مصر في الفترة التي أعقبت سقوط جماعة الإخوان، تنامياً غير مسبوق في الأحداث الطائفية

واللافت في الأمر وفق الخبراء المصريين، أنّ الأحداث الطائفية بدأت بالتزامن وتصاعدت تدريجياً في مختلف محافظات الجمهورية، بدءاً من يوم 14 آب (أغسطس) 2013، وهو اليوم الذي قامت فيه السلطات المصرية بفض اعتصام رابعة العدوية المسلح الذي دشنه الإخوان رداً على عزل محمد مرسي وإبعادهم عن الحكم في البلاد جراء الثورة الشعبية، الأمر الذي يؤكد وقوف الإخوان خلفها في إطار "عقاب المجتمع المصري".

شهادة حية على مخططات الإخوان

وتعليقاً على الأحداث التي تضمنتها الحلقة، بخصوص أحداث الفتنة الطائفية سرد الكاتب المصري رئيس تحرير جريدة الدستور، وائل لطفي شهادته حول محاولات صناعة الفتنة الإخوانية في تلك الفترة من تاريخ مصر الحديث.

وضمن مقاله المنشور على موقع جريدة الدستور قال لطفي إنّ "من أهم أحداث الحلقة حادثة الاعتداء على مُشيعى ضحايا أحداث الخصوص فى كاتدرائية الأقباط فى العباسية وإطلاق نار على الكاتدرائية، فى حادث غير مسبوق فى تاريخ مصر.. وكانت الأحداث قد انفجرت فى قرية الخصوص فى القليوبية عقب مشاجرة بين أطفال نتج عنها نزاع مسلح سقط فيه ضحايا من الأقباط.. وتم الاتفاق على أن تُشيع الجنازة نفسها من الكاتدرائية في العباسية.. لكن مجهولين هاجموا الجنازة وأطلقوا النار على المشيعين وعلى الكاتدرائية نفسها.. وقد تبرأ الإخوان من الحادث واتهموا طرفاً خفياً بالهجوم."

 

في العام 2013 سجلت النيابة العامة نحو 90 واقعة اعتداء على الكنائس المصرية ثبت منها حرق 66 كنيسة في 9 محافظات مختلفة منها المنيا وأسيوط والسويس والفيوم والجيزة

 

وتحت عنوان فرعي "الإخوان والأقباط"، كتب لطفي ضمن مقاله المنشور تحت عنوان "الاختيار 3 بين الواقع والخيال"، أنّ "الموقف من الأقباط هو أكثر موقف استخدم فيه الإخوان فكرة التقية وأعلنوا خلاف ما يبطنون ورفعوا شعارات المواطنة والأخوة وهم في داخلهم يكرهون المسلم المختلف معهم فما بالك بالقبطي؟".

وتابع "وقد تورط عصام الحداد، مستشار مرسي للشؤون الخارجية، فكتب منشوراً موجهاً للغرب قال فيه إنّ المسيحيين هم من أشعلوا الأحداث واضطرت الجماعة للتراجع.. لكن الحقيقة أنّ الفتنة الطائفية في مصر لم تبدأ سوى مع سنوات صعود الإخوان فى السبعينيات وخروجهم من السجون، وأن أول أحداث طائفية تشهدها مصر في الخانكة ١٩٧٢ كانت مع بداية عودة الإخوان".

بداية "فتنة الإخوان"

وبحسب الكاتب المصري الذي أصدر عدة كتب تناولت تشريحاً لفكر جماعات الإسلام السياسي في مصر كان آخرها، كتاب "دعاة عصر السادات.. كيف تمت صناعة التطرف في مصر؟"، قد نشرت مجلة "لواء الإسلام"، عام 1979 فتوى لمفتي الجماعة محمد عبدالله الخطيب بحرمة بناء الكنائس في الجيل الأول من المدن الجديدة الذي بدأ يظهر وقتها، وقبلها كان عضو الجماعة وداعيتها عبد الحميد كشك السبب الأول لانتشار المناخ الطائفي في السبعينيات وكان يهاجم الأقباط أسبوعياً ويقول للبسطاء إنّ الإخوان هم الوحيدون القادرون على إخافة الأقباط وتعليمهم الأدب"، على حد وصفه.

لطفي: الموقف من الأقباط هو أكثر موقف استخدم فيه الإخوان فكرة التقية

وأشار الكاتب إلى أنه "فى بداية الألفية أجرى مرشد الإخوان مصطفى مشهور حواراً مع "الأهرام ويكلي" قال فيه إنّ الأقباط لا يجب أن يخدموا فى الجيش ويدفعوا الجزية بدلاً عن ذلك، وقد كانت هذه إحدى مشكلات الجماعة.. فظاهرها عكس باطنها.. وعقلها الباطن دموي وتكفيري وميليشياوي، وعقلها الظاهر متسامح ومهذب وخفيض الصوت وعاقل.. ومن يعرف جوهرها يكرهها وينزلها حيث يجب أن تنزل، ومن ينخدع بظاهرها يتعاطف مع هؤلاء الذين يتحدثون فى الدين بأصوات خفيضة وابتسامات تحتاج إلى خبرة كبيرة لتدرك كم هي لزجة".

وأضاف "قولي النهائي في الجماعة إنها مثل أي مختل عقلياً يحتاج إلى علاج مكثف بالكهرباء ولتقييد حركته بقميص الأكتاف ومنحه جرعات مكثفة من المهدئات والأدوية الكيميائية ومراقبة حالته عن بُعد مع إبقائه معزولاً لخطورته على نفسه وعلى الآخرين."

محاولات جديدة لنشر الفتنة

وفي مقاله المنشور في جريدة "النهار العربي"، تحت عنوان: "الفتنة الطائفية وكشري الإخوان"، يتحدث الصحفي والإعلامي المصري محمد صلاح عن دور الجماعة الإرهابية في إثارة الفتنة الطائفية في مصر قائلاً إنه "منذ الإطاحة بحكم الإخوان لم يهدأ التنظيم، ووجد في ملف الفتنة الطائفية مجالاً لمحاولة إسقاط الحكم أو تهيئة الظروف من خلال الصدامات أو الفوضى للوقيعة بين فئات الشعب المصري، لكنه في كل مرة فشل تماماً كما فشل في كل مساعيه لدفع الناس إلى الثورة أو حتى التظاهر عند زيادة الأسعار أو حدوث كارثة ولو طبيعية كالسيول أو الأمطار، من دون أن يدري التنظيم وقادته أنّ أعداداً غير قليلة من المصريين حاولوا الهجرة إلى خارج وطنهم خشية انتقام الحكم "الإخواني" أو لعدم قدرتهم على العيش في مجتمع تحكمه فئة لا ترى في المواطن المسيحي إنساناً له الحقوق نفسها التي يتمتع بها الشخص "الإخواني"".

محمد صلاح: منذ الإطاحة بحكم الإخوان لم يهدأ التنظيم، ووجد في ملف الفتنة الطائفية مجالاً لمحاولة إسقاط الحكم أو تهيئة الظروف من خلال الصدامات أو الفوضى للوقيعة بين فئات الشعب المصري

 وحذر الكاتب من محاولات جديدة لنشر الفتنة بالبلاد، قائلاً إنّ "الإخوان قد عادوا الآن إلى نشاطهم المحموم من أجل إثارة الفتنة واللعب على وتر التناقضات الدينية أو التباينات المجتمعية أو الفروق الثقافية بين الريف والحضر والمظاهر الطبقية بين الأثرياء والأغنياء لاستغلال أي مساحة متاحة لممارسة التحريض أو اتهام الحكم بمساندة طرف ضد آخر، فالتنظيم فجر الكنائس وحرقها ويدرك اهتمام الدوائر الغربية بتداعيات استهداف الأقباط، ويلعب دائماً على وتر يوجع الحكم. وبالطبع اهتمت وسائل الإعلام الغربية، بل والعربية أيضاً، خلال الأسبوع الماضي بأحداث إذا وقعت في أي بلد آخر لن يلتفت إليها أحد، وكانت الحصيلة خبراً عن هروب زوجة مسيحية من منزلها، وآخر حول امتناع مطعم عن تقديم وجبة لمسيحي في نهار رمضان."

مواضيع ذات صلة:

"الاختيار 3" يواصل نسف ما بناه الإرهابيون من أساطير

تسريبات "الاختيار 3".. دليل إرهاب الإخوان

مسلسل الاختيار.. عندما تتجاوز القوة الناعمة تأثير ألف معول لهدم التطرف




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية