الاختراق الناعم ينعش تركيا... 600 مليون دولار صادراتها من المسلسلات

الاختراق الناعم ينعش تركيا... (600) مليون دولار صادراتها من المسلسلات

الاختراق الناعم ينعش تركيا... 600 مليون دولار صادراتها من المسلسلات


19/10/2022

منذ حوالي عقدين، بدأت تركيا الأردوغانية تبحث عن موطئ قدم لها يميناً وشمالاً في المنطقة، فقد أطلقت حكومة العدالة والتنمية منصات إعلامية رسمية ناطقة باللغة العربية، وقامت بعمليات دبلجة واسعة للمسلسلات التركية إلى عدّة لغات؛ بما في ذلك المسلسلات التاريخية، بهدف تشكيل صورة ذهنية لدى الشعوب العربية المستهدفة؛ خصوصاً تلك المنتمية إلى الدول المطلة على البحر الأحمر، التي كانت في السابق مستعمرات عثمانية.

في هذا الصدد، أعرب رئيس غرفة تجارة إسطنبول شكيب آوداغيتش عن توقعاته بأن تتجاوز صادرات تركيا من المسلسلات (600) مليون دولار حتى نهاية العام الحالي، مؤكداً أنّ نحو (150) مسلسل تركي عرضت في (100) دولة على الأقل خلال الفترة الماضية.

تركيا الأردوغانية بدأت تبحث عن موطئ قدم لها يميناً وشمالاً في المنطقة منذ حوالي عقدين

وأشار إلى أنّ تركيا تشارك في "السوق الدولية لبرامج الاتصالات" بمسلسلات درامية وأكشن ورومانسية وتاريخية وعروض تلفزيونية وترفيهية.

رئيس غرفة تجارة إسطنبول شكيب آوداغيتش

ويؤكد متابعون للشأن التركي أنّ المسلسلات التركية المدبلجة أصبحت الأعلى مشاهدة في عدد من الدول الأفريقية والآسيوية، حتى أنّ الشباب في هذا النطاق الجغرافي الواسع أصبحوا أسرى لأوقات المسلسلات التركية، وأنّ جغرافيا الجمهور المهتم بالمسلسلات التركية توسعت بما تجاوز التوقعات، بل إنّ شهرتها امتدت من أمريكا اللاتينية إلى أقاصي آسيا.

تركيا تسعى لتمديد نفوذها ومنافسة القوى الدولية الأخرى المتمركزة في المنطقة العربية

تحاليل هذا التمدّد الناعم تذهب إلى أنّ تركيا تسعى لتمديد نفوذها ومنافسة القوى الدولية الأخرى المتمركزة في المنطقة العربية، وهو ما سيخلق قاعدة مستقبلية لتركيا بأمر الثقافة، وجمع أكبر عدد من الأشخاص حول فكرها بإحياء أمجاد وهمية للخلافة العثمانية وما قبلها في عصور القبائل.

أرادت تركيا أن تكشف عن نوايا وهمية لها ولأجهزتها الأمنية، وكأنّها المدافع الأول عن الإسلام والمسلمين في العالم

تركيا، عبر تخطيط محكم وآلية محددة مُعدة مسبقاً، عرضت في أكثر من (100) دولة، بما في ذلك دول في أوروبا وأمريكا الشمالية حوالي (150) مسلسلاً تلفزيونياً تركياً، بحسب تقارير صحفية تركية.

وتقدم تركيا أردوغان أيضاً العديد من المنح الدراسية الجامعية بشكل غير رسمي وعبر منظمات خيرية، أو من خلال جماعة الإخوان المسلمين، إلى كل من الصومال والسودان وإريتريا وإثيوبيا وجيبوتي وكينيا وجنوب السودان، ودول أخرى في شمال وغرب وجنوب القارة؛ بنوايا مغلّفة بالتمدد والدمغجة، حيث يضطر الطلاب المبتعثون للدراسة الجامعية وفوق الجامعية إلى تعلم اللغة التركية أوّلاً، قبل الانخراط في البرامج التعليمية المقررة.

تمّت كتابة مسلسلات تركية خصيصاً لخدمة أهداف الأتراك، ولـ"َغَسل" عقول المسلمين في كافة البقاع

يُذكر أنّ السينما التركية عبرت الحدود الجغرافية والثقافية في منتصف العقد الأول من القرن الحالي، وعلى وجه التحديد في فيلم وادي الذئاب بنسخته العراقية (2006) ووادي الذئاب بنسخته الفلسطينية (2011)، وهو فيلم سينمائي وقائعه مأخوذة من مسلسل تلفزيوني يحمل الاسم نفسه، أرادت من خلاله تركيا أن تكشف عن نوايا وهمية لها ولأجهزتها الأمنية، وكأنّها المدافع الأول عن الإسلام والمسلمين في العالم.

لاحقاً، أطلقت تركيا وابلاً من المسلسلات أهمها "عاصمة عبد الحميد" و"المؤسس عثمان" و"محمد الفاتح"، ويتناول كل مسلسل منها حقبة تاريخية مختلفة في الدولة العثمانية، تمّت كتابتها خصيصاً لخدمة أهداف الأتراك، ولـ"َغَسل" عقول المسلمين في كافة البقاع.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية