الإمارات والمساعدات الإنسانية

الإمارات والمساعدات الإنسانية


16/04/2022

محمد خليفة

لا تتوانى دولة الإمارات العربية المتحدة، منذ نشأتها، عن تقديم المساعدات المالية والعينية للدول والشعوب المحتاجة في شتى بقاع العالم، وآخر هذه المساعدات ما أعلنت عنه دولة الإمارات في 9 فبراير/شباط، عن تقديم مساهمة بمبلغ 85 مليون دولار أمريكي لدعم العمليات الإنسانية في إثيوبيا، بالتنسيق مع «صندوق الإغاثة لمواجهة المجاعة»، سيتم دفع المساهمة عبر عدد من الوكالات الإغاثية، مثل: «برنامج الأغذية العالمي» و«اللجنة الدولية للصليب الأحمر» و«منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)»، و«المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين».

 وقبل ذلك بأيام قليلة، أعلنت دولة الإمارات عن تقديم مساعدات إغاثية للمدنيين المتضررين في أوكرانيا بقيمة خمسة ملايين دولار أمريكي، وذلك استجابة لنداء الأمم المتحدة العاجل، وخطة الاستجابة الإقليمية للاجئين في أوكرانيا، بما يعكس نهج الدولة الدائم في الحرص على مبادئ التضامن الإنساني في حالات السلم والنزاعات.

 ويعتبر فعل الخير مبدأً راسخاً في السياسة الخارجية لدولة الإمارات منذ قيامها على يد المؤسس القائد الراحل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وقد زادت مساهمات الدولة للدول والشعوب المحتاجة مع مرور الوقت، بعد أن تم تأسيس مكتب تنسيق المساعدات الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة بقرار من مجلس الوزراء، بهدف تنسيق وتوثيق المساعدات الخارجية، من قبل المؤسسات المانحة الحكومية وغير الحكومية، في الإمارات وتعزيز دور الدولة كمانح دولي رئيسي في المجتمع الإنساني الدولي، ودعم عملية صنع القرار فيما يتعلق بالمساعدات الخارجية. 

 وقد أصدر المكتب تقريره الأول لحجم المساعدات الخارجية التي قدمتها دولة الإمارات منذ قيامها في الثاني من ديسمبر/كانون الأول 1971، وحتى نهاية العام 2010، والتي بلغت قيمتها في حصيلة غير نهائية أكثر من 163 مليار درهم لنحو 90 دولة حول العالم. 

 ففي عام 2013 تصدرت الإمارات قائمة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لأكبر الدول من حيث نسبة المساعدات الإنمائية الرسمية مقارنةً بإجمالي الدخل القومي، إذ تتدفق مساعداتها إلى أكثر من 140 دولة حول العالم. وقد نصت رؤية الإمارات على أن تصبح الإمارات في الذكرى الخمسين لتأسيسها، واحدة من أفضل الشركاء والمانحين، وذلك من حيث سخاء المساعدات وفعاليتها.

 ووفق تقرير صدر عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية العام الماضي، يرصد قيمة ما قدمته الإمارات في العقد الأخير فقط، حيث بلغت قيمة المساعدات الخارجية التي قدمتها دولة الإمارات خلال الفترة من 2010 وحتى 2021 نحو 206 مليارات و34 مليون درهم، إلى جانب توفير الدعم التنموي والإنساني والخيري في عددٍ من الدول النامية، من بينها 50 من البلدان الأقل نمواً. وفي 10 مارس/آذار 2022، أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» عن إطلاق مبادرة «مليار وجبة» الأكبر في المنطقة لتوفير دعم غذائي يصل إلى مليار وجبة للفقراء والجوعى في 50 دولة، بدءاً من أول شهر رمضان المبارك، والمساهمة في مكافحة الجوع وسوء التغذية في العالم، خاصة لدى الفئات الضعيفة من النساء والأطفال واللاجئين والنازحين وضحايا الكوارث والأزمات، وتأتي الحملة تحت شعار المقولة النبوية الشريفة «ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع». وصرح سموه: «إن توفير شبكة أمان غذائي للفقراء والجائعين مسؤولية أخلاقية والتزام إنساني من الإمارات للعالم». 

 لا شك أن دولة الإمارات، بما قدمت وتقدم، سوف تستمر على اتباع نهج الخير، ومساعدة الفقراء والمحتاجين في مختلف بقاع الدنيا دون تمييز بين شعب آخر، ترسيخاً لقيمة العطاء التي تعتبر قيمة أصيلة من قيم المجتمع العربي عامة، والإماراتي على وجه الخصوص، وإعلاءً لقيمة الإنسان، وحباً بالإنسانية جمعاء.

عن "الخليج" الإماراتية


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية