الإمارات نموذج للتسامح والتعايش

الإمارات نموذج للتسامح والتعايش

الإمارات نموذج للتسامح والتعايش


18/10/2022

سلطان حميد الجسمي

تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة منارة ساطعة لقيم التسامح والتعايش، وذلك منذ تأسيس الاتحاد في الثاني من ديسمبر/كانون الأول 1971.

وكان للمغفور له القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، رؤية مبكرة منذ قيام الاتحاد؛ حيث حرص على بناء أسس متينة في ترسيخ السلام والتعايش بين مختلف فئات المجتمع الإماراتي، وقال طيب الله ثراه تأكيداً على ذلك: «لولا التسامح ما أصبح صديق مع صديق، ولا شقيق مع شقيق، فالتسامح ميزة»، 

 وعلى الرغم من أن المجتمع الإماراتي يتجاوز المقيمون فيه ال200 جنسية من مختلف دول العالم إلا أنه استطاع أن يستوعب هذا التنوع الثقافي والعرقي والديني، بسبب ما يتميز به من مبادئ وقيم التسامح والوئام والتراحم والتعامل المميز الذي غرسه المغفور له القائد المؤسس، وسعى لترسيخ الروابط الإنسانية بين مختلف فئات المجتمع. فالقائد المحب للتسامح والسلام يجعل مجتمعه أكثر وئاماً وسعادة. 

 وكانت هذه مبادئ وقيم مؤسس الدولة رحمه الله، لتتحول إلى واقع ملموس يراه الجميع في أي بقعة من بقاع دولة الإمارات. فالمجتمعات التي تتسم بالتسامح تنعم بالسلام، وتكون أكثر قوة ومتانة وترابطاً ضد التحديات المختلفة، وتكون أقدر على مواجهة قوى الشر الخارجية، والتي تسعى إلى تفكيك المجتمعات وزرع الفتن فيها. 
 فمبدأ التسامح يلقي بظلاله على الناس ليعيشوا جميعاً في سلام مهما اختلفت عقائدهم أو أجناسهم أو أعراقهم، ما يؤدي بالمجتمع إلى أن يكون متماسكاً منطلقاً نحو آفاق التقدم والنهضة، وقادراً على مواجهة كافة التحديات، وتوفير الأمن والسلام.
 التسامح يُسهم في تعزيز مبادئ الحوار والتفاهم بين أتباع الديانات والثقافات المختلفة، ويحقق الاستقرار والأمن الاجتماعي وحتى الاقتصادي، فهو يشكل حاجزاً قوياً ضد كل نزعات العنصرية والتمييز والتفرقة؛ لأنه يلامس المجتمع بكل أطيافه الدينية. لذا بات واضحاً أن التسامح مطلب إنساني جليل، اقتضته الفطرة الإنسانية، واستوجبته النشأة الاجتماعية؛ حيث دعت إليه الأديان كافة، بصرف النظر عن الإشكالات التي تتصدر الوضع الراهن، فهي ليست في الأديان نفسها، وإنما هي نتاج عقم إدراك بعض القائمين عليها، لذا فإن ما يجب تسليط الضوء عليه هو أن أهمية التسامح الديني تتمثل في كونه يعزز القيم الوسطية، ويضع أسساً رشيدة للاختلاف والتنوع، ويحترم ما يميز الأفراد. ويقدّر ما يتميز به كل شعب من مكونات ثقافية تمثل هويته ومصدر اعتزازه. وتتميز دولة الإمارات بمجتمعها الذي يحرص على أن يكون دائماً أكثر تعايشاً وتحضراً ورقياً، وذلك يرجع إلى المعدن الأصيل للشعب الإماراتي، الذي أثبت تمسكه بمبدأ التسامح والتعايش رغم اختلاف الجنسيات والثقافات والأديان التي تعيش وتستقر في المجتمع الإماراتي منذ أكثر من 50 عاماً.
 على مدار أكثر من خمسين عاماً عملت دولة الإمارات على وضع قوانين وأنظمة تجرم جميع أشكال التمييز والكراهية، وفي يوليو/تموز 2015 أصدرت الدولة القانون رقم 2 لسنة 2015 بشأن مكافحة التمييز والكراهية، والذي يهدف إلى حماية المجتمع الإماراتي، سواء كانوا مواطنين أو مقيمين أو زواراً من جميع أشكال التمييز والعنصرية، ويجرم كل الانتهاكات، سواء عرقية أو دينية أو ثقافية، وقد نالت دولة الإمارات ثقة المجتمع الدولي في هذا المضمار.
 وفي عام 2017 حصلت دولة الإمارات على المرتبة الأولى عالمياً ضمن مؤشر التسامح مع الأجانب، وهذا يؤكد مبدأ التسامح المنهجي الذي تعيشه دولة الإمارات منذ قيام اتحادها العظيم، وحرصها على تعزيز هذه المبادئ عبر القوانين والتشريعات والمبادرات العديدة، لتكون واحة خضراء للتعايش والسلام.

عن "الخليج" الإماراتية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية