الإعدام الوشيك لأكاديمي سويدي يعمّق توتر العلاقات الأوروبية الإيرانية

الإعدام الوشيك لأكاديمي سويدي يعمّق توتر العلاقات الأوروبية الإيرانية


08/12/2020

ترجمة: محمد الدخاخني

صدّت إيران، هذا الأسبوع، محاولة السّويد الأخيرة لتأمين الإفراج عن الأكاديميّ السويديّ الإيرانيّ، أحمد رضا جلالي، ممّا زاد القلق من أنّ إعدامه قد يكون وشيكاً، وعمّق التّوتّر في العلاقات الدبلوماسيّة بين العواصم الأوروبيّة وطهران.

اقرأ أيضاً: وزير الخارجية العراقي يُحذّر إيران من التدخّل في الشؤون العراقية

وكانت محكمة إيرانيّة قد قضت على جلالي بالإعدام، عام 2017، بتهمة التّجسس لصالح إسرائيل، ومن جانبه؛ نفى الأكاديميّ، وهو باحث سابق في معهد "كارولينسكا" الطّبّي في ستوكهولم، الاتّهامات.

جلالي محتجز في سجن إيفين خارج طهران، معظم الأعوام الأربعة الماضية، وقد دانت جماعات حقوق الإنسان الحكم الصّادر بحقّه، ووصفته بـ "غير العادل"، قائلةً إنّه يستند إلى اعترافٍ انتُزِعَ منه تحت التّعذيب.

 الأكاديميّ السويديّ الإيرانيّ، أحمد رضا جلالي

وقالت زوجته، فيدا مهرانانيا، الثّلاثاء، إنّ زوجها اتّصل بها وقال إنّه قد تمّ نقله إلى الحبس الانفراديّ في انتظار إعدامه.

وقالت لوكالة الأنباء السّويديّة "تي تي": "لقد أخبرني بأنّه ربّما لن يتمكّن من الاتّصال بي مجدّداً".

وقالت مهرانانيا؛ إنّها أبلغت وزارة الخارجيّة السويديّة بالاتّصال الذي حصل بينها وبين زوجها، وفي وقتٍ لاحقٍ، اتّصلت وزيرة الخارجيّة، آن ليندي، بنظيرها الإيرانيّ، محمّد جواد ظريف، للاحتجاج.

اقرأ أيضاً: تقرير أمريكي: الجزيرة القطرية تدعم إيران والتطرف

وكتبت ليندي على تويتر: "تعمل السّويد على وقف تنفيذ حكم الإعدام بحقّ جلالي".

وقالت السّلطات الإيرانيّة إنّ وجهة نظر السّويد استندت إلى معلوماتٍ كاذبةٍ ودانت محاولة ليندي التّدخل.

القضاء الإيراني مستقل!

وقال متحدّث باسم وزارة الخارجيّة الإيرانيّة في بيان: "إنّ القضاء في الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة مستقلّ، وأيّ تدخلٍ في إصدار أو تنفيذ الأحكام القضائيّة مرفوض وغير مقبول".

ودعمت الحكومة البلجيكيّة، في وقتٍ سابقٍ من هذا الأسبوع، دعوة السّويد إلى عدم إعدام جلالي، الذي هو أيضاً محاضر زائر في جامعة فريجي في بروكسل، وقالت وزيرة الخارجيّة البلجيكيّة، صوفي ويلميس، في تغريدةٍ على تويتر: "تعارض بلادنا عقوبة الإعدام وتدعو إيران إلى عدم إعدام السيّد جلالي"، مضيفةً أنّ "الرّسالة نُقلت أيضاً عبر مكالمةٍ هاتفيّةٍ مع السّفير الإيرانيّ في بلجيكا".

يجعل هذا التّصعيد من محنة جلالي قضيّةً من بين أكثر القضايا إلحاحاً ضمن عددٍ من القضايا المماثلة المتعلّقة باحتجازٍ متنازعٍ عليه لمواطنين غربيّين في إيران.

قال متحدّث باسم وزارة الخارجيّة الإيرانيّة في بيان: إنّ القضاء في الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة مستقلّ، وأيّ تدخلٍ في إصدار أو تنفيذ الأحكام القضائيّة مرفوض

وما تزال العاملة في الشّؤون الخيريّة البريطانيّة الإيرانيّة، نازانين زغاري راتكليف، التي حُكم عليها بالسّجن خمسة أعوام، عام 2016، قيد شكلٍ من أشكال الإقامة الجبريّة في إيران، كما تمّ اعتقال النّاشطة الألمانيّة الإيرانيّة في مجال حقوق المرأة، ناهد تقوي، مؤخّراً.

اقرأ أيضاً: مخططات تقسيم اليمن بين إيران وتركيا وقطر والإخوان

مؤخراً، تمّ الإفراج عن كايلي مور جيلبرت، الأكاديميّة الأستراليّة البريطانيّة، التي كانت محتجزةً بتهم التّجسس، فيما بدا أنّها عمليّة تبادل مقابل ثلاثة مساجين إيرانيّين.

تُعدّ كيفيّة حلّ مثل هذه الاعتقالات مجرّد جزءٍ من تشابكٍ دبلوماسيٍّ أوسع يواجه القادة الأوروبيّين وهم يفكّرون في نهجهم الأعمّ تجاه إيران.

هجمات ضدّ معارضين

إنّ طهران متّهمة أيضاً بالتّخطيط لهجماتٍ ضدّ معارضين في الدنمارك وفرنسا، ومن المقرّر أن تبدأ محاكمة في القضيّة الأخيرة في مدينة أنتويرب البلجيكيّة، وفي هذه القضيّة، يواجه دبلوماسيّ إيرانيّ مقيم في فيينا وزوجان إيرانيان بلجيكيان، وشريك رابع مزعوم، اتّهامات بالتّخطيط لمهاجمة مؤتمرٍ لآلاف المعارضين للنّظام الإيرانيّ خارج باريس، عام 2018.

ويغلي في خلفيّة ذلك كلّه الاتّفاق النوويّ الإيرانيّ، الذي انسحب منه الرّئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، والذي يتطلّع القادة الأوروبيّون والرّئيس الأمريكيّ المنتخب، جو بايدن، إلى إعادة تفعيله.

في ستوكهولم، استمرّ التّركيز على محاولة عرقلة ما يمكن أن يكون الإعدام الوشيك لجلالي، حيث أطلقت منظّمة العفو الدوليّة، وكذلك معهد "كارولينسكا"، جولةً جديدةً من الحملات لإنقاذ حياته.

في مقطع فيديو، قالت مهرانانيا، زوجة جلاي؛ إنّها تأمل "ألّا تكتفي كلّ من بلجيكا والسّويد بإدانة هذا الحكم، إنّنا نحتاج إلى إطلاق سراحه

وقال رئيس  معهد "كارولينسكا"، أولي بيتر أوترسن، في بيان: "يجب أن نتصرّف بقوّةٍ، وبشكلٍ مشتركٍ، للتّأكّد من عدم تنفيذ حكم الإعدام بحقّ أحمد رضا جلالي". وأضاف: "كثيرون منّا منخرطون في قضيّته، وأنا أحثّ الجميع على بذل ما في وسعهم لدعمه الآن".

في بروكسل، نظّم طلّاب جامعة فريجي احتجاجاً أمام السّفارة الإيرانيّة، وكتبوا بالورود هاشتاغ "SaveAhmadreza" على قطعة من العشب أمام السّفارة الإيرانيّة.

وفي مقطع فيديو نشره برنامج ترزاكي التّلفزيونيّ الفلمنكيّ، قالت مهرانانيا، زوجة جلاي؛ إنّها تأمل "ألّا تكتفي كلّ من بلجيكا والسّويد بإدانة هذا الحكم، فإنّنا نحتاج إلى إطلاق سراحه، لأنّه ضحّى لأكثر من أربعة أعوام".

مصدر الترجمة عن الإنجليزية:

تشارلي دوكسبيري، "بوليتيكو"، 27 تشرين الثّاني (نوفمبر) 2020



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية