الإخوان المسلمون في بنغلاديش: خطابات تحريضية ومخططات أفغنة

الإخوان المسلمون في بنغلاديش: خطابات تحريضية ومخططات أفغنة


29/03/2022

على الرغم من الضربات الأمنية القوية، التي وجهتها السلطات البنغاليّة في الأشهر الأخيرة، للجماعة الإسلامية، الذراع السياسية للإخوان المسلمين في بنغلاديش، انتابت الجماعة حالة من النشاط التنظيمي، وفي هذا السياق، عقدت الجماعة اجتماعاً افتراضياً، ضمّ قيادات الإخوان في مدينة ناتور، وشارك فيه عدد من القيادات المحليّة، وألقى أمير الجماعة، الشيخ شفيق الرحمن، كلمة في هذا الاجتماع.

نزعة تكفيرية وخطاب تحريضي

كما نظّمت إدارة التعليم المركزي للجماعة الإسلامية في دكا، ندوة بعنوان: "مساهمات الرسول في نشر التعليم، وفيها هاجم أمير الجماعة، شفيق الرحمن، المناهج التعليمية في بلاده، زاعماً أنّ "المناهج الدراسية المعتمدة في بنغلاديش، معدة بطريقة يصعب على المتعلم من خلالها، اكتساب العلوم الشرعية". زاعماً وجود "مؤامرة مقصودة؛ بهدف إبعاد النشء عن الدين". مضيفاً "نتج عن ذلك تخرّج جيل، لا يعلم شيئاً عن مبادئ دينه، ولا عن ثوابته وقيمه".

انتابت الجماعة حالة من النشاط التنظيمي

شفيق الرحمن وصف النظام التعليمي في بنغلاديش، بأنّه نظام لا ديني، في نبرة تكفيرية واضحة، لا تحتمل التأويل، الأمر الذي وصفه مراقبون بأنّه يمثل تهديداً مباشراً لقيم المواطنة، التي تسعى الحكومة جاهدة نحو تكريسها.

كما ألقى شفيق الرحمن كلمة تحريضية ضد الحكومة، في ورشة العمل الافتراضية، التي نظمتها الجماعة الإسلامية في مدينة دكا شمال، لرؤساء الوحدات الفرعية والتنظيمية، والأمناء العامين للجماعة الإسلامية للمدينة، وترأسها عضو المجلس التنفيذي المركزي، وأمير الجماعة الإسلامية لمدينة دكا شمال، محمد سليم الدين.

أصدرت محكمة مجرمي الحرب المحلية البنغالية، حكماً بإعدام القيادي الإخواني البارز في الجماعة الإسلاميّة، الشيخ عبد الخالق مندل بعد أن ثبتت إدانته في ارتكاب جرائم تتعلق بالقتل والخطف والاغتصاب

شفيق الرحمن تجاهل في كلمته تداعيات الأزمة العالمية، بسبب الحرب الأوكرانية، وكذلك ما تسبب فيه انتشار فيروس كوفيد – 19، محمّلاً  الحكومة المسؤولية عن ارتفاع أسعار بعض السلع، مطالباً بإطلاق حركة ثورية عارمة ضد الحكومة، على الرغم من بيان الحكومة، الذي حمّل نقابة التجار المسؤولية عن ارتفاع الأسعار، لكن زعيم الإخوان ادعى أنّ الحكومة تتعمّد رفع الأسعار، دون أن يوضح سبب ذلك.

اقرأ أيضاً: الفتنة الطائفيّة.. خطة الإخوان الأخيرة في بنغلاديش

أمير الجماعة الإسلاميّة، شنّ هجوماً حاداً على الحكومة، بسبب السماح ببيع المشروبات الكحولية، على الرغم من وجود طائفة هندوسية كبيرة في البلاد، كما اعترض، شفيق الرحمن، على دعوة إحدى نجمات السينما الهندية، لإحياء حفل فني في البلاد، ووصف الفنانة الضيفة بـ"العاهرة". وأضاف: "الحكومة استهدفت عمداً الجماعة الإسلاميّة، والقوى السياسية الوطنية المعارضة الأخرى، وامتداداً لهذه المؤامرات، تم قتل زعماء وقادة الجماعة الإسلاميّة الكبار قضائياً، وبتهم ملفقة ومفبركة، وتم إعدامهم بطريقة مخططة وممنهجة"، بحسب مزاعمه.

شفيق الرحمن وصف النظام التعليمي في بنغلاديش، بأنّه نظام لا ديني

كما ادعى شفيق الرحمن، أنّ "هناك محاولات حثيثة لوقف أنشطة الجماعة بالقوة، وأنّه تم قتل 11 من كبار قادتها قضائياً". وأضاف بشكل دعائي يفتقد إلى الأدلة: "الآلاف من منسوبي ونشطاء الجماعة الإسلاميّة، تعرضوا لتعذيب وقمع وحشي منقطع النظير، منهم من اقتلعت عيونهم، ومنهم من قطعت أياديهم، ومنهم من أصيبوا بشلل تام؛ جراء التعذيب الوحشي"!

 

اقرأ أيضاً: الإخوان في مواجهة الدولة.. ما الذي يحدث في بنغلاديش؟.. وما علاقة طالبان؟

وبحسب الدكتور سامح إسماعيل، الباحث في العلوم السياسية، فإنّ زعماء الجماعة الإسلاميّة البنغاليّة، الذين قررت محكمة مجرمي الحرب الدولية إعدامهم، ثبت تورطهم بأدلة دامغة، في جرائم قتل واغتصاب إبان حرب الاستقلال، حيث انحازت ميليشيا البدر والشمس الإخوانية إلى الجيش الباكستاني المحتل، ومارست جرائم حرب موثقة ضد أبناء الشعب البنغالي.

سامح إسماعيل: بنغلاديش أصبحت باباً خلفياً للتحركات المالية الإخوانيّة، ويظهر ذلك بوضوح، من خلال الأموال التي وزعتها الجماعة بسخاء، على شكل مساعدات

وأكد إسماعيل في تصريحاته التي خصّ بها "حفريات"، أنّ الجماعة الإسلامية في بنغلاديش، ومن خلال تواصلها مع طالبان أفغانستان، تحاول تطبيق سياسة الأرض المحترقة، وأفغنة بنغلاديش، بحسب تعبيره، من خلال اللعب على وتر الطائفية، وتفجير الأزمات عبر سلسلة من التظاهرات العبثية، التي يقوم فيها الإخوان بتوظيف الإيديولوجيا الدينية، وأبرزها أزمة المصحف الذي وجد في أحد المعابد الهندوسيّة، وما نتج عنها من أعمال عنف وإرهاب.

الممر الخفي لأموال الإخوان

وبحسب الباحث، فإنّ بنغلاديش أصبحت باباً خلفياً للتحركات المالية الإخوانيّة، ويظهر ذلك بوضوح، من خلال الأموال التي وزعتها الجماعة بسخاء، على شكل مساعدات، في الحفل الذي نظمته في مدينة منشي غنج، للمتضررين من حريق "كاتبوتي"، الذي وقع في منطقة مركادم، التابعة لمدينة منشي غنج، بحضور مساعد الأمين العام للجماعة الإسلامية، الشيخ عبد الحليم، وعضو مجلس الشورى المركزي، محمد عبد الجبار، وهما من كبار القيادات الإخوانية، وأكثرها دراية بالملف المالي، كما نظمت الجماعة الأسبوع الماضي، حفلاً آخر في مدينة دكا جنوب، خُصّص من أجل تقديم المساعدات النقدية لأسر ضحايا الحريق، الذي اندلع في كابتان بازار في داكا، في الثامن من كانون الثاني (يناير) الماضي. وبالطبع فإنّ ذلك كلّه يعكس تنامياً هائلاً في الموارد المالية للجماعة الإسلاميّة.

سامح إسماعيل: الجماعة الإسلامية في بنغلاديش تحاول تطبيق سياسة الأرض المحترقة

وعلى صعيد المواجهات الأمنيّة، طالب عمدة مدينة راجشاهي، خير الزمان ليتون، في مقطع فيديو، بالتعامل الصارم مع الجماعة الإسلاميّة، كاشفاً عن مخططاتها الإرهابية، وهو ما اعتبره القائم بأعمال الأمين العام للجماعة، الشيخ أبو طاهر محمد معصوم، خطاباً عدوانياً، يحرض فيه الناس على منسوبي ونشطاء الجماعة الإسلاميّة؛ لمنع تقدم الجماعة الإسلاميّة، واتحاد الطلاب الإسلامي. على حد تعبيره. وأضاف: "يتعين على الحكومة الآن، أن تتخذ الإجراءات القانونية بحقه؛ تفادياً لتدهور الوضع الأمني في البلاد".

من جهتها، أصدرت محكمة مجرمي الحرب المحلية البنغالية، حكماً في 24 آذار (مارس) الجاري، بإعدام القيادي الإخواني البارز في الجماعة الإسلاميّة، وعضو مجلس الشورى المركزي، والنائب البرلماني السابق، الشيخ عبد الخالق مندل، بعد أن ثبتت إدانته في ارتكاب جرائم تتعلق بالقتل والخطف والاغتصاب.

وفي هذا الصدد، أصدر أمير الجماعة الإسلامية، شفيق الرحمن، بياناً في اليوم ذاته، أدان فيه بشدة الحكم الذي وصفه بـ"التعسفي والجائر"، الصادر بحق القيادي الإخواني البارز، وعضو مجلس الشورى المركزي بالجماعة الإسلاميّة، واصفاً شهادات الشهود والضحايا، بأنّها "ملفقة ومفبركة".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية