الإخوان المسلمون: تشويه صورة الدولة بتونس وتحريض بالمغرب وتقويض لمسار التسوية الليبية

الإخوان المسلمون: تشويه صورة الدولة بتونس وتحريض بالمغرب وتقويض لمسار التسوية الليبية


09/03/2022

استمراراً لمحاولاتها الرامية إلى تشويه صورة الحكومة التونسيّة، وصفت حركة النهضة التونسيّة، مثول عبد الرزاق الكيلاني، رئيس هيئة الدفاع عن نائب رئيس الحركة، أمام جهات التحقيق العسكرية، إثر قيامه بإهانة القوات الأمنية، والتحريض عليه، باستهداف يهدد حرية التعبير.
وفي المغرب، وبعد خروج حزبه من الحكم، يحاول عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي (المصباح)، الذراع السياسية للإخوان، الانتقاص من قدرات رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، واصفاً تصرفاته كرئيس للوزراء بـ"السلبية".

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون: فوضى في تونس وعلامات استفهام في أوروبا

وتواصل الأذرع والتشكيلات الإخوانية في ليبيا، سعيها نحو تقويض المسار السياسي، وذلك بالوقوف ضدّ قرار البرلمان المنتخب، بتكليف فتحي باشاغا، بتشكيل حكومة جديدة.

تشويه صورة تونس في الخارج
على إثر التصريحات المسيئة لقوات الأمن التونسيّة، مَثُل عبد الرزاق الكيلاني، عميد المحامين التونسيين السابق، أمام قاضي التحقيق المختص، في المحكمة العسكرية بالعاصمة؛ بتهمة التحريض على العصيان المدني، والإتيان بأعمال تهدد الأمن العام في البلاد.

جدير بالذكر أنّ المحامي التونسي الذي تربطه علاقات وثيقة بحركة النهضة الإخوانيّة، هو رئيس هيئة الدفاع عن نائب رئيس الحركة، ووزير العدل السابق، نور الدين البحيري، المتحفظ عليه رهن الإقامة الجبرية منذ كانون الأول (ديسمبر) الماضي.

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون: عودة على استحياء في تركيا.. وأوروبا تضع الجماعة تحت المجهر

من جانبه، حاول عبد الرزاق الكيلاني، توظيف التحقيق معه؛ لتأليب الرأي العام الداخلي والخارجي، حيث ادعى أنّه "يَمثُل أمام القضاء العسكري بصفته محامياً". زاعماً في الوقت نفسه أنّ "متابعته من قبل القضاء العسكري، كانت برغبة ملحّة من تنسيقيات الرئيس سعيّد، وبرغبة ملحّة منه شخصياً".

  حاول عبدالرزاق الكيلاني عميد المحامين التونسيين السابق الموالي للنهضة توظيف التحقيق معه لتأليب الرأي داخلياً وخارجياً


واستمراراً لمحاولاتها الرامية إلى الانقضاض على الحكومة التونسيّة، واستغلال أيّ حدث لتشويه صورتها، ادعت حركة النهضة، في بيان رسمي، أنّ مثول محامي البحيري أمام جهات التحقيق العسكرية، ما هي إلا عملية "استهداف يهدّد حرية التعبير، ويمثل خطراً على قيم الديمقراطية ومهنة المحاماة"، ما يمثل بحسب مزاعم البيان "خرقاً للضمانات الممنوحة للمحامي، وفقاً للدستور والمواثيق الدولية ولمرسوم المحاماة، والتي تؤكد جميعها على تمتع المحامي بالضمانات؛ التي تكفل حمايته وتمكنّه من أداء مهامه". كما زعمت الحركة أنّ إجراءات التحقيق مع الكيلاني تعد "سابقة خطيرة"، تأتي ضمن ما وصفته بــ "سلة الانتهاكات الجسيمة، للدستور، والحرّيات، وحرمة مهنة المحاماة".

حركة النهضة واصلت كذلك ضغوطها، من أجل إخلاء سبيل، نور الدين البحيري، واستنكرت استمرار وضعه رهن الإقامة الجبرية، التي وصفتها بــ "الحجز القسري، خارج ما يوفره القانون من ضمانات".

اقرأ أيضاً: شطب التمثيل الإخواني بالمجلس الأعلى لمسلمي ألمانيا.. ماذا بعد القرار؟

كما شنّت حركة النهضة هجوماً جديداً على الحكومة التونسيّة، ووصفت الوضع المالي للبلاد بالضبابي، واتهمت الحكومة بسوء إدارة الملفات الاقتصاديّة والاجتماعيّة، ما أدّى إلى "تعطل عجلة الاقتصاد والاستثمار، والزيادات في الأسعار، وفقدان المواد الأساسية بشكل مستمر". بحسب مزاعم الحركة، التي حاولت تجاهل حقيقة أنّها المتسبب الأول فيما آلت إليه الأمور من تردي.

بدوره، ألمح الرئيس التونسي، قيس سعيد، إلى الدور المشبوه الذي تقوم به حركة النهضة، بالعمل على "تشويه صورة تونس في الخارج، والتآمر في الداخل.. ومحاولة إرباك الدولة"، مؤكداً أنّ "العمل متواصل بخطى ثابتة، وعزيمة لن تضعف؛ من أجل تحقيق أهداف الشعب التونسي، في كنف الحرية والديمقراطية". لافتاً بحزم إلى أنّه "لا مجال للتطاول على الدولة، أو إرباك عملها".

إخوان المغرب وموسم الهجوم على الحكومة

بعد الخروج المدوي لحزبه من الحكم، يحاول عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي (المصباح)، الذراع السياسية لإخوان المغرب، الانتقاص من قدرات رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، واصفاً تصرفاته كرئيس للوزراء بالسلبية، متجاهلاً في الوقت نفسه، أنّ غالبية الأزمات التي تواجه الحكومة المغربية الحالية، هي نتاج مباشر للعشرية التي حكم فيها الإخوان البلاد.

بنكيران هاجم في كلمته خلال لقاء عقده مع المجموعة النيابية للحزب، مساء الخميس الماضي بالعاصمة الرباط، رئيس الوزراء المغربي، زاعماً أنّ الأخير "لم يفِ بأيّ شيء، من الوعود الكبيرة التي أعلن عنها في برنامجه الانتخابي". مهدداً في لهجة تصعيدية، أنّه "لا محيد له عن تنفيذها، وإلا فسيحدث مشكل كبير في المغرب".

 بعد خروج حزبه الإخواني من الحكم يحاول عبد الإله بنكيران الانتقاص من قدرات رئيس الحكومة المغربية

 

بنكيران علّق بنوع من التعالي السياسي على الحملة الداعية إلى رحيل أخنوش، قائلاً إنّه يعارضها، لأنّه "يريد منه أن يسقط بشكل طبيعي وعادي، بعد انتهاء ولايته العام 2025". لكنّه ألمح إلى إمكانيّة التدخل لإقصاء الحكومة قائلاً: "الأمر يحتاج إلى بعض الوقت؛ ليتضح مدى قدرته على العمل، أو أن يتم تصحيح الأمر، وفق الإمكانات الدستورية المتاحة". وأضاف: "الحكومة يجب أن تكون صريحة مع المواطنين، وأن تقول لهم إنّ الظروف صعبة، وتحتاج إلى صبر وتفهم".

من جهته، زعم عبد العلي حامي الدين، نائب رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، أنّ "الملك محمد السادس، سيدعو إلى انتخابات جديدة بعد مهلة معقولة، إذا تبين بالملموس استمرار فشل الحكومة الحالية، في الوفاء بالوعود الغليظة للأحزاب المُشكّلة لها، والتزامها الملموس بتطبيق البرنامج الحكومي". مدعياً أنّ "الخطوات الأولى التي أقدمت عليها حكومة أخنوش، حملت رسائل سياسية سلبية جداً". وأضاف: "نحن قلقون جداً، من الوضعيّة العامة بالبلاد؛ خصوصاً مع استحضار المخرجات الهشة للانتخابات الأخيرة، التي لا تعكس الأوزان السياسية الحقيقية للأحزاب، وكشفت بالملموس أنّ الأحزاب المُشكّلة للحكومة، تفتقر لقاعدة شعبية حقيقية مساندة لها، وهو ما أدى لتنامي الغضب ضد الحكومة ومطالبة رئيسها بالرحيل، رغم أنّه لم يمر إلا خمسة أشهر على تنصيبها".

إخوان ليبيا والعودة لنقطة الصفر

تواصل الأذرع والتشكيلات الإخوانية في ليبيا، سعيها نحو تقويض المسار السياسي، وذلك بالوقوف ضدّ قرار البرلمان المنتخب، بتكليف فتحي باشاغا، بتشكيل حكومة جديدة، مع دعم بقاء حكومة الدبيبة، وحصار مؤسسات الدولة في العاصمة طرابلس.

من جهته، أكّد النائب الهادي الصغير، على إصرار البرلمان الليبي، على اعتماد حكومة باشاغا، ولفت إلى أنّ "البرلمان لم يتدخل في تشكيل الحكومة، وباشاغا هو المسؤول الأول عن التشكيل الوزاري".

المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء المكلف، فتحي باشاغا، أعلن من جهته "جاهزية التشكيلة الحكومية، وإحالتها لمجلس النواب".

وبدوره، هاجم محمود عبد العزيز، عضو المؤتمر العام السابق عن حزب العدالة والبناء، الذراع السياسي للإخوان، مجلس النواب الليبي بشدة، واتهم النواب بـــ "سرقة أموال الشعب"، واستخدم ألفاظاً لا ترقى لمستوى التداول الإعلامي، حيث قال إنّ "النواب لا يرتقون لمستوى الحيوانات الذكية".

  يواصل الإخوان في ليبيا السعي لتقويض المسار السياسي بالوقوف ضدّ قرار البرلمان تكليف باشاغا بتشكيل حكومة جديدة

القيادي الإخواني الذي ظهر في برنامج "بين السطور"، الذي يبث على فضائية "التناصح"، التابعة لمفتي الإخوان المعزول، الصادق الغرياني، زعم أنّ المستشار عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، والكتلة الموالية له، يستبدون بالبلاد، وقال إنّه "بعد هذه الحروب التي ادخلوا فيها ليبيا، يريدون التجهيز لحرب أخرى، ولا يوجد عندهم مشكلة بذلك، في سبيل البقاء في منازلهم". في محاولة لإبعاد الاتهام عن جماعته. كما هاجم المبعوثة الأممية، ستيفاني وليامز، وطالب بــطردها من ليبيا، زاعماً أنّها "تلتف على الشعب الليبي"، وترفض العمل على إسقاط مجلس النواب.

 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية