الإخوان المسلمون: أزمات وصراعات داخلية وركوب موجة الاحتجاجات

الإخوان المسلمون: أزمات وصراعات داخلية وركوب موجة الاحتجاجات


07/02/2021

في المغرب، مايزال حزب العدالة والتنمية (المصباح) الذراع السياسي للإخوان المسلمين، يعاني على صعيد الداخل؛ حيث باتت الأزمات الداخلية أقوى مما يحتمل التنظيم، وفي ليبيا تتواصل حرب التصريحات بين أجنحة الإخوان، في ظل صراع محموم على السلطة، بينما يسعى الإخوان في السودان إلى العودة للمشهد السياسي، من خلال أعمال الشغب وإثارة العنف، ما دفع رئيس الشرطة إلى توعد التنظيم، ومن جهة أخرى تواصل المملكة العربية السعودية ملاحقة الإخوان من خلال حملة جديدة، بينما كثفت تقارير صحافية متعدد من تسليط الضوء على جرائم الإخوان في اليمن، وخاصة منطقة تعز.

صوّت أعضاء حزب العدالة والتنمية بالمغرب ضد اقتراح عقد مؤتمر استثنائي لاختيار قيادة جديدة

الإخوان في المغرب على طريق الأزمات

في المغرب، مازال حزب العدالة والتنمية (المصباح)، الذراع السياسي للإخوان يعاني من الأزمات، على خلفية تصديق الأمين العام للحزب الحاكم، ورئيس الوزراء، سعد الدين العثماني، على اتفاقية التطبيع مع إسرائيل، في الوقت الذي كان يرفع فيه شعارات الممانعة، حيث اعترف العثماني، في التقرير السياسي، الذي عرضه على الدورة العادية للمجلس الوطني للمصباح، بأنّ التوقيع على الاتفاق الثلاثي بين المغرب وأمريكا وإسرائيل، وضع حزبه في تحدٍّ كبير، مبرراً تناقضاته السياسية بأنّ الحزب لا يمكنه أن يدخل في صدام مع اختيارات الدولة، وتوجيهات الملك، قبل أن يطلق عبارة مبهمة ومرتبكة تعكس قدراً كبيراً من التوتر، قائلاً: "التلازم بين ملفي القضية الفلسطينية والوحدة الترابية للمغرب، يقتضي الإقدام بدل الإحجام، والإيجابية بدل السلبية، ولا يمكن تبني موقف التباكي أو التخوين"!!

وفي سياق متصل، صوت أعضاء حزب العدالة والتنمية، ضد اقتراح عقد مؤتمر استثنائي، لاختيار قيادة جديدة، تقدمت به مجموعة من الأعضاء، ما دفع مجموعة من أعضاء الحزب ومسؤوليه إلى الاستقالة، وعلى رأس هؤلاء عبد العزيز العماري، عمدة الدار البيضاء، الذي تقدم باستقالته إلى الأمانة العامة، وكذلك الداعية أبو زيد المقرئ الإدريسي، الذي يعتبر من منظّري المصباح.

من جهة أخرى، تصاعدت حدّة التوتر بين حزب العدالة والتنمية ووزارة الداخلية المغربية، بعدما تصدّت الأخيرة لمخالفات متعددة في أعمال المجالس البلدية التي يرأسها المصباح، وما ترتب على ذلك من منع كوادر الحزب من مواصلة الانتهاكات القانونية، في سياق الحملات الصحية والانتخابية التي منعتها وزارة الداخلية، وفي المقابل انتهج الحزب سياسة الابتزاز، والتعريض بالداخلية تحت غطاء محاربة الفساد.

صراع أجنحة الإخوان في ليبيا

مع تواصل تبادل الاتهامات بين حزب العدالة والبناء، الذراع السياسي للإخوان في ليبيا، والمفتي المعزول، الصادق الغرياني، على ضوء انخراط العدالة والبناء في مفاوضات سرية، دون وضع تركيا، التي يدين لها الغرياني، في الصورة، في ظل تسريبات أفادت بموافقة محمد صوان، رئيس الحزب على اختيار عقيلة صالح، رئيس البرلمان، لرئاسة المجلس الرئاسي القادم، وكذلك فتحي باشاغا، وزير الداخلية المفوض، لرئاسة الحكومة، ما أصاب الغرياني بالغضب، في ظل رغبته، المدفوعة بإملاءات تركية، تتفق ورغبة مجالس شورى المجاهدين، وميليشيات مصراتة والمنطقة الغربية، لتنصيب حليفه نوري بوسهمين، زعيم تيار يا بلادي، رئيساً للوزراء.

اقرأ أيضاً: الإخوان والنمسا.. هل استغل الإسلامويّون الحريات الأوروبية لنشر التطرف؟

تأتي هذه الخلافات الطاحنة لتكشف عن الأزمة داخل الجماعة، وفيما يبدو فإنّ محمد صوان، يرغب في التوصل إلى تفاهمات سياسية، يحاول من خلالها الإفلات من المحاسبة، بعد انتشار تسجيل صوتي مسرب له، يكشف عن تورطه في حرب "فجر ليبيا"، بهدف انتزاع الشرعية من الحكومة والبرلمان، في العام 2014، مع اعترافه بأنّه "يعمل على إيجاد اتفاق جديد مماثل للصخيرات، لأنّه لا يمتلك الرصيد الشعبي، الذي يؤهله للفوز في أيّ انتخابات قادمة".

السودان.. محاولات العودة على أنقاض الوطن

في السودان، يسعى الإخوان المسلمون إلى العودة للمشهد السياسي، من خلال سياسة إشعال الحرائق، وركوب موجة الاحتجاجات الشعبية المتفرقة، التي جاءت رفضاً لتدهور الأوضاع الاقتصادية، حيث رصدت تسجيلات متعددة بالصوت والصورة، أعمال شغب قامت بها قيادات طلابية وسياسية، تابعة للإخوان، في العاصمة الخرطوم وعدة مدن.

من جهته، توعّد مدير الشرطة السودانية، الفريق أول عز الدين الشيخ، فلول الإخوان المسلمين بالعقاب، كاشفاً عن مخطط التخريب، الذي أعدته الجماعة في بورتسودان.

تبادل الاتهامات بين حزب العدالة والبناء الإخواني في ليبيا والمفتي المعزول الصادق الغرياني

وقال عز الدين، في بيان رسمي، إنّ "الشرطة والأجهزة الأمنية، ستقف بالمرصاد لكل من تسول له نفسه العبث بأمن البلاد، وستقف أمام فلول النظام البائد، وأعمالهم التخريبية بكل حزم".

يأتي ذلك على إثر اقتحام عناصر تابعة للإخوان، مقر لجنة إزالة التمكين في بورتسودان، وقيامهم بإغلاق الطريق.

في المقابل، يحاول الجناح الأقل نفوذاً في الجماعة، العودة إلى الشارع السوداني، ومداهنة المؤسسة العسكرية، بعد تهميش دوره، حيث سيّر الإخوان المسلمون، جناح عادل على الله إبراهيم، قافلة دعم ومساندة للقوات المسلحة، بمنطقة الحدود الشرقية، وقد خاطب القافلة، المعز الفكي، مسؤول الحزب بولاية القضارف، وزعم على الله إبراهيم، أنّ "القافلة تأتي تعبيراً عن شكر وامتنان من الإخوان، للدور الذي يقوم به قادة وجنود القوات المسلحة".

تركيا وحماس وتصاعد الخلافات

في تقرير له بصحيفة "التايمز" اللندنية، أكّد المحلل الإسرائيليّ أنشيل بيفر، أنّ خلافات حادة مازالت تتواصل بين حركة حماس الفلسطينية، والنظام التركي، الذي أخبر الأولى أنّ إقامتها طالت في أراضيه، في ظل اتجاه أنقرة نحو إعادة النظر في علاقتها مع حماس، وذلك بالتزامن مع تقارب إسرائيلي تركي، وكذلك ما بين حماس ونظام الأسد في سوريا.

ورصد التقرير إجراءات تركية لتضييق الخناق على حماس في الداخل، من ضمنها إلغاء الإقامات الطويلة، ووقف منح الجنسية، وتجريد البعض منها، بالإضافة إلى اعتقال أحد عناصر الحركة وترحيله.

يذكر أنّ الداخلية التركية كشفت مؤخراً عن قيام حماس بتكوين شبكة، تعمل تحت غطاء العمل الخيري، للتجسس على الطلاب الفلسطينيين في تركيا وعدة دول، وتجنيد بعضهم، للحصول على معلومات، ومن هؤلاء الطالب أحمد سدر، من مدينة أريحا، حيث طُلب منه العمل لصالح حماس.

وكشفت التحقيقات أنّ الشبكة التابعة لحماس، تتخذ من حي باشكشير بإسطنبول مقراً لها، تحت مسمى معهد الرائد، وجمعيات مثل التحالف الدولي لفلسطين والقدس، وتجمع حكماء فلسطين، ومعهد الراية، وجمعية الأيادي البيضاء. وجرى تسجيل هذه المؤسسات، تحت غطاء الجمعيات الخيرية، إلا إنّها تمارس نشاطاً استخباراتيّاً ما بين بيروت وإسطنبول وعدة دول.

حملة تستهدف الإخوان في السعودية 

في السعودية، دشن محافظ صامطة، أحمد بن عبد الله زعلة، حملة توعوية، تحت رعاية الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تحت عنوان: "الخوارج شرار الخلق"، وذلك نقلاً عن صحيفة "سبق" السعودية.

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون: أزمات في تركيا وملاحقات في آسيا وحملة إعلامية في أوكرانيا

وخلال استقباله رئيس رئيس فرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الشيخ أحمد محمد مطمي شريفي، استمع المحافظ إلى شرح وافٍ عن الحملة وأهدافها، وما تتضمنه من فعاليات وجولات ميدانية، وبرامج لتوعية وتحذير أفراد المجتمع، من خطورة جماعة الإخوان، وغيرها من الجماعات المنحرفة والضالة، وتحصين المجتمع من أفكارهم.

تعز تشهد على جرائم الإخوان في اليمن 

أكّدت الأكاديمية اليمنية أروى الشميرى أنّ "تنظيم الإخوان المسلمين فى تعز، حوّل الدين إلى برنامج حزبي، لفرض أجندته، وتجسد ذلك في سيطرة حزب الإصلاح، الذراع السياسية للجماعة، على كل شيء في المدينة".

ولفتت الشميري إلى أنّ تعز أصبحت "إمارة إخوانية، يحكمها الإصلاح حكماً ذاتياً"، وتوقعت أن يقوم الإخوان بعزل المحافظ، نبيل شمسان، قريباً.

في السودان يسعى الإخوان للعودة إلى المشهد السياسي وركوب موجة الاحتجاجات الشعبية

كما قالت الشميري، في تصريحات صحافيّة لموقع "أمان"، أنّ "مدارس المدينة كلها أصبحت تحت سيطرة الإصلاح، وبعضها ما تزال ثكنات عسكرية، مثل مدرسة سبا للبنين، الموجودة داخل حي سكني مكتظ بالسكان، وبالتالي يتخذون من المواطنين دروعاً بشرية".

من جهته، قال رئيس الجمعية الوطنية بالمجلس الانتقالي الجنوبي، في تصريحات لصحيفة الجمهورية، أنّ "جماعة الإخوان تضم لصفوفها عناصر من القاعدة وداعش، وتحارب تحت مظلة الشرعية"، مضيفاً أنّ "المجلس يخوض صراعاً مريراً مع جماعة الإخوان، المتمثلة في حزب الإصلاح"، لافتاً إلى أنّ المجلس وقّع اتفاقية الرياض، وقدّم عدة تنازلات، في سبيل إعطاء مكانة خاصة للتحالف، على الرغم من أنّ الطرف الثاني "الشرعية"، شريك مع جماعة الإخوان".

الناشطة السياسية، جميلة الخيلي، قالت لـ"يمن الغد"، إنّ حزب الإصلاح الإخواني "يدندن حول تشكيله وحدات عسكرية، لمحاربة الانقلاب الحوثي، في الوقت الذي بات المواطن اليمني، والمتابع للأحداث، يدرك يقيناً أنّ الجيش الذي شكّله الإصلاح، يوالي الحزب الذي ينفذ أجندات إقليمية".


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية