الإخوان.. الفلول يلفون الحبل حول رقابهم

الإخوان.. الفلول يلفون الحبل حول رقابهم

الإخوان.. الفلول يلفون الحبل حول رقابهم


21/01/2025

إسماعيل عبدالله

الانتهاكات الجسيمة المرتكبة بحق المدنيين بالجزيرة أدت إلى قرار معاقبة زعيمهم ، الصادر من مكتب مراقبة الأصول الأجنبية – وكالة استخبارات مالية أمريكية، بتنفيذ من وزارة الخزانة ، وكما عهدنا منظومة الإسلام السياسي منذ مجيئها للحكم عبر الانقلاب العسكري ، أنها تلف الحبل حول رقبتها بسبب عقليتها الأصولية المتشددة ، وقد شهد العالم بشاعة الجرائم التي ارتكبتها بمدينة ود مدني بعد انسحاب قوات الدعم السريع ، فصدمت الشعوب المحبة للسلام بانتهاكاتها لحق الانسان في الحياة ، وذبحه من الوريد إلى الوريد ، بأسلوب يتطابق مع طرائق تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام ، ومعلوم أن الجماعة الاخوانية المتدثرة برداء الجيش في السودان ، والتي جعلت من ميناء بورتسودان عاصمة مؤقتة، أنها تسير على ذات نهج حركات ومنظمات التطرف الديني الناشطة في الإقليم ومع اجتهاد اعلامها المضلل منذ زمان سطوة نظامها البائد ، وضخها لكم هائل من البيانات المرئية والمسموعة والمقروءة – المفبركة ، في محاولات يائسة لإقناع العالمين العربي والإفريقي ، بخلو منظومتهم غير الشرعية المتواجدة ببورتسودان ، من الكادر الاخواني المتطرف مصاص الدماء ، إلّا أن انتهاكاتها لحقوق الانسان بولاية الجزيرة أعادت حسابات الدول الجارة والأخرى الصديقة ، وأجبرتها على الإدانة والرفض والشجب الذي وصل مداه محاصرة رأس المافيا بقرار الخزانة الأمريكية ، والذي طال أيضاً أعوانه التابعين لنفس التنظيم الإرهابي ، الخادمين له بتزويده بالقنابل السامة والمحرمة دولياً ، التي تم اسقاطها على مدن دارفور – الكومة نيالا ، كبكابية ، كتم ، مليط لقد اتخذ قرار ابعاد هذا التنظيم الاخواني من المشهد من قبل الدوائر الإقليمية والدولية ، فبالرغم من أن هذا التنظيم المختطف لسيادة الدولة والسارق لقيادة الجيش حاول خداع العالم كل الوقت ، لكنه فشل في تمرير الخديعة هذا الوقت.

من حمق الفلول وسقوط القناع عن وجههم الإجرامي المحترف ، ردود أفعال المواطنين بدولة جنوب السودان وتضامنهم مع اخوتهم المقتولين غدراً على أيدي مجرمي كتائب الإرهاب الاخواني بولاية الجزيرة ، فتعرض الفلول لمواطني الجنوب هو القشة التي قصمت ظهر بعير ما تبقى من علاقات ، بين حكومة جنوب السودان ومافيا الاخوان ببورتسودان ، وبذلك يكون الفلول قد ضيّقوا الخناق حول أعناقهم بتوسيع دائرة العداء مع الجوار السوداني ، ففي الشهور السابقة اختلقوا أزمة مع الجارة الغربية ، وهذا الديدن هو مسلك طبيعي لهذه المافيا المرتدية للباس الدين الذي هو بريء منها براءة يوسف ، ومنذ تأسيس حكمهم المبني على الباطل وسفك الدماء من يومهم الأول ، سدروا في غي وحمق بتخريب علاقات السودان بجواره الإفريقي والعربي ومحيطه العالمي ، وأثبتوا بالدليل أنهم غير جديرين بتولي زمام أمر هذا البلد العملاق، الذي تنظر إليه الحكومات بعين العشم في الإفادة والاستفادة ، وكغيرها من الأنظمة الثيوقراطية تسير عصابة بورتسودان بخطى حثيثة نحو هاوية السقوط النهائي ، فما عادت المجتمعات والشعوب والحكومات تسمح بوجود منظومة تمتهن الجريمة المنظمة ، والانتهاك الصارخ والصريح للقانون الدولي ، والتخطيط والتنفيذ للغارات الجوية على المدنيين ، ورمي القنابل المحرمة دولياً على رؤوسهم ، وهذا الجنون الذي يسلكه رموز الحكم المختطف وغير الشرعي ، مآله وصول هؤلاء الرموز لذات النهايات ، التي ختمت أنظمة الحكم الباطشة من حولنا – سوريا وليبيا وتونس – التي أوصلت الطغاة فيها لمكب نفايات التاريخ ، الذي تتجمع في قاعه قمامات رموز التطرف والإرهاب والجريمة المنظمة ، فما يحدث حتمية تاريخية ماضية إلى غاية واحدة ، هي ختام المسلسل الدموي الممتد من سنين ، وإغلاق أبدي لمصنع الموت المصدر بضاعته للمدنيين وحدهم وليس سواهم.

اليوم بلغ الضعف منتهاه بخاطفي قرار الدولة السودانية المجتمعين بميناء السودان ، وذلك بمحاولاتهم اليائسة في إرجاع عقارب الساعة للوراء بالانصياع لمطلب الحكم المدني ، لكن فات الأوان كما تغنى الراحل صلاح بن البادية ، وما كتب على جبين جماعة الإرهاب الاخواني قد بان بينونة كبري في ولاية الجزيرة ، فالعبادة لا تجدي بعد نفخ الصور ، والمثل السوداني يقول (تاباها ممحلة تكوسها قروض) ، والظالمون قلوبهم غلف ، لا يتبينون طريق الرشاد إلّا بعد أن تبلغ الروح الحلقوم، ولا يرعوون إلّا بعد التفاف الساق بالساق ، ولا يعون الدرس إلا بعد سوقهم إلى ربهم للحساب على ما اقترفوه من ذنب بحق الأبرياء ، وعلم القاصي والداني دنو أجلهم المحتوم يوم أن هربوا شرقاً ، وجعلوا الشعب المرجانية ترسانات علّها تقيهم شر الطوفان القادم من الخرطوم اتي تركوها خلفهم فالطاغوت محطته الأخيرة واحدة ، وذلك من زمان نوح حتى عصر بن علي والقذافي وبشّار ، فالطاغية لا يرى بعين البصيرة ، فهو بصري الرؤية أعمى البصيرة ، يصدق ما تراه العين من بريق زائف ، لذا نجد أن جميع الطغاة لم يدركوا اللحظة الفاصلة ، فبشار ترك خصوصياته الخاصة التي نشرها الثوار ، والقذافي نسى ألبوم صور عشيقته الأمريكية السمراء طويلة القامة ممشوقة القوام ، وهكذا تسوق الأقدار من أزهق الأرواح عبثاً إلى حيث تشاء لا إلى حيث يشاء.

الراكوبة




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية