الأوضاع تزداد تأزماً في السودان... تجدد المعارك الدامية بعد انتهاء الهدنة

الأوضاع تزداد تأزماً في السودان... تجدد المعارك الدامية بعد انتهاء الهدنة

الأوضاع تزداد تأزماً في السودان... تجدد المعارك الدامية بعد انتهاء الهدنة


22/06/2023

تجددت المعارك في العاصمة السودانية الخرطوم الأربعاء، إثر انتهاء الهدنة بين الجيش وقوات الدعم السريع التي امتدت (3) أيام، وشهد جنوب البلاد والجنينة أعمال عنف كثيفة اندلعت منذ الصباح الباكر في ولاية جنوب كردفان. 

وقال وزير الصحة بولاية شمال كردفان الفاتح عبد الرحمن: إنّ القتال بين الجيش والدعم السريع تسبب في مقتل وإصابة مئات الأشخاص في الولاية منذ اندلاع الحرب.

حذرت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة إيغاد من أنّ النزاع اكتسب بُعداً عرقياً، وتحدثت عن احتمال وقوع جرائم ضد الإنسانية في دارفور

وبحسب إحصائيات قدّمها المسؤول نفسه لموقع (سودان تريبيون)، فقد قُتل (250) شخصاً، وأصيب (1000) آخرون، مشيراً إلى أنّ الوزارة نفذت تدابير شملت تفعيل إجراءات الطوارئ في مستشفيات الأبيض والضمان والعسكري.

وفي الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور في غرب البلاد، والمدينة الأكثر تضرراً من الحرب، تمتلئ الشوارع المهجورة بالجثث، وتعرّضت المتاجر للنهب، وفقاً لوكالة (فرانس برس).

وحذّرت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة إيغاد من أنّ النزاع "اكتسب الآن بُعداً عرقياً"، وتحدثت عن احتمال وقوع "جرائم ضد الإنسانية" في دارفور.

بلغ عدد النازحين مليوني شخص في مختلف أنحاء السودان، وأحصت المنظمة الدولية للهجرة نحو (600) ألف شخص فروا إلى الدول المجاورة

ومنذ أيام يفرّ سكان الجنينة سيراً على الأقدام في طوابير طويلة، على أمل الوصول إلى تشاد الواقعة على بُعد (20) كيلومتراً إلى الغرب. ونقل هؤلاء الفارون من أتون المعارك أنّهم يتعرّضون لإطلاق نار، ويتم تفتيشهم مرات عدة على الطريق. 

وأفادت منظمة (أطباء بلا حدود) أنّ "(15) ألف سوداني، من بينهم قرابة (900) جريح، فروا إلى مدينة آدريه في تشاد التي استقبلت أكثر من (150) ألف لاجئ حتى الآن، تحت وابل من النيران التي يطلقها الجيش وقوات الدعم السريع ومقاتلون قبليون ومدنيّون مسلّحون".

المجتمع الدولي تعهد خلال اجتماع عقد في جنيف بتقديم (1,5) مليار دولار من المساعدات، وهو نصف ما تحتاجه المنظمات الإنسانية

وأكدت منظمة الصحة العالمية الأربعاء خروج نحو ثلثي مرافق الرعاية الصحية في مناطق القتال في السودان من الخدمة.

وأفادت المنظمة بأنّ حوالي (11) مليون شخص بحاجة إلى مساعدة صحية، مبدية قلقها بشأن محاولات السيطرة على أوبئة الحصبة والملاريا وحمى الضنك المستمرة.

وفقاً للمفوضية العليا للاجئين، بلغ عدد النازحين "مليوني شخص"، في مختلف أنحاء السودان، وأحصت المنظمة الدولية للهجرة نحو (600) ألف شخص فروا إلى الدول المجاورة.

وكان المجتمع الدولي قد تعهد خلال اجتماع عقد في جنيف الإثنين بتقديم (1,5) مليار دولار من المساعدات، وهو نصف ما تحتاجه المنظمات الإنسانية وفقاً لتقديراتها الميدانية.

والأربعاء، وجهت منظمة الإغاثة الإسلامية الخيرية نداءات لطلب الدعم الدولي لإنقاذ موسم الزراعة في السودان، وأعربت في بيان عن قلقها من "آثار كارثية قد تغرق الملايين (في السودان) في الجوع والعوز" بسبب خراب موسم الزراعة.

ونقلت المنظمة في بيانها عن خبراء زراعيين أنّ بعض المزارعين في السودان "أصبحوا يعانون من الجوع، لدرجة أنّهم لجؤوا إلى أكل مخزون البذور لديهم، ولم يتبقَّ الآن ما يزرعونه"، وأُجبر آخرون على ترك أراضيهم.

ويعتمد (25) مليون شخص، أي أكثر من نصف سكّان السودان، على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة، في بلد يغرق في الدمار والعنف بسرعة "غير مسبوقة"، وفق الأمم المتحدة.

وحذّر مدير برنامج الأغذية العالمي في السودان إدي راو الثلاثاء من أنّ "الاحتياجات الإنسانية بلغت مستويات قياسية، في وقت لا تبدو فيه أيّ مؤشرات على نهاية للنزاع".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية