الأطراف المتنازعة في ليبيا تتفق حول آلية عادلة لتوزيع العائدات النفطية... ما التفاصيل؟

 الأطراف المتنازعة في ليبيا تتفق حول آلية عادلة لتوزيع العائدات النفطية... تفاصيل

الأطراف المتنازعة في ليبيا تتفق حول آلية عادلة لتوزيع العائدات النفطية... ما التفاصيل؟


09/07/2023

بعد مطالبة قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر بتوزيع "عادل" للعائدات النفطية، رحبت الأمم المتحدة السبت بإرساء المجلس الرئاسي الليبي آلية لتوزيع العائدات التي طالما شكّلت موضع خلاف بين الأطراف المتخاصمة في غرب البلاد وشرقها.

وأثنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا على القرار "الذي أعلنه المجلس الرئاسي بإنشاء لجنة عليا للرقابة المالية لمعالجة القضايا الأساسية المتعلقة بالشفافية في إنفاق الأموال العامة والتوزيع العادل للموارد".

تتمتع ليبيا بأكبر احتياطيات نفطية في أفريقيا، لكنّها غارقة في صراعات على السلطة منذ أن أطاحت الثورة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011

وكان المجلس قد أعلن الجمعة عن تشكيل "لجنة مالية عليا" مهمتها متابعة الإنفاق، وفق بيان نشرته وسائل إعلام محلية، وفقاً لما نقلته وكالة (فرانس برس).

وتشمل مهام اللجنة "إقرار أوجه الإنفاق العام للدولة، وأبواب الصرف وفقاً لمبدأ الرشد المالي والتوزيع العادل، ومتابعة الإيرادات العامة للدولة للتحقق من سلامة وكفاءة تحصيلها وفقاً للنظم المعمول بها".

حذّر حفتر الرجل القوي في الشرق من أنّه سيمنح خصومه مهلة حتى آب لتحقيق التوزيع العادل للثورة النفطية

وتدار عائدات النفط، المصدر الرئيسي للدخل في ليبيا، من قبل المؤسسة الوطنية للنفط والبنك المركزي، ومقرهما العاصمة طرابلس، حيث يقع مقر الحكومة المعترف بها من الأمم المتحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة.

وحذّر حفتر، الرجل القوي في الشرق، من أنّه سيمنح خصومه مهلة حتى آب (أغسطس) لتحقيق التوزيع العادل للثورة النفطية.

وقال في كلمة الإثنين: "تلقينا المئات من المذكرات من أبناء الشعب الليبي يطالبون بتشكيل لجنة عليا للترتيبات المالية (…) قادرة على إدارة المال العام بطريقة عادلة"، وأكد أنّه "سيتم منح اللجنة مهلة حتى نهاية آب (أغسطس) القادم لإنجاز أعمالها".

ولفت إلى أنّه في حال تعذر انطلاق عمل اللجنة، فإنّ الليبيين سيكونون في "الموعد للمطالبة بحقوقهم المشروعة من ثروات النفط"، وإنّ "القوات المسلحة ستكون على أهبة الاستعداد للقيام بالمهام المنوطة بها في الوقت المحدد"، في إشارة إلى تدخل محتمل لقواته في توزيع الثروة النفطية.

وأتت تصريحاته بعدما اشتكى أسامة حماد رئيس الحكومة الموازية في شرق ليبيا من عدم التوزيع العادل لعائدات النفط، ملوّحاً بمنع تصدير المحروقات.

السيطرة على موارد النفط والبنى التحتية لإنتاجه وتصديره وإيراداته هي محرّك رئيسي للصراع الذي يساهم فيه العديد من القوى الأجنبية

وتضم اللجنة التي سيترأسها رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي (18) شخصاً يمثلون على وجه الخصوص حكومة الدبيبة والمؤسسة الوطنية للنفط، إضافة إلى مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، والقيادة العامة والمصرف المركزي في طرابلس وبنغازي، وديوان المحاسبة وهيئة الرقابة الإدارية، والجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر.

وأثنت بعثة الأمم المتحدة في بيانها على المنفي والأطراف الذين عملوا "بدون كلل" للاتفاق على الآلية.

واعتبرت أنّ التوافق الذي "عكسته عضوية اللجنة" من شأنه "الإسهام في توفير فرص متكافئة بين جميع المرشحين في الانتخابات المرتقبة، فضلاً عن إضفاء الشفافية على إنفاق الأموال العامة والتوزيع العادل للموارد الوطنية".

هذا، وتتمتع ليبيا بأكبر احتياطيات نفطية في أفريقيا، لكنّها غارقة في صراعات على السلطة، منذ أن أطاحت ثورة دعمها حلف شمال الأطلسي بنظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011، وتعدّ السيطرة على موارد النفط والبنى التحتية لإنتاجه وتصديره وإيراداته هي المحرّك الرئيسي للصراع الذي يساهم فيه العديد من القوى الأجنبية وعدد من المجموعات المسلحة مختلفة الولاءات.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية