بعد تسجيل ارتفاع ملحوظ في حوادث الانتحار لدوافع متعددة، ظهر العديد من المبادرات والمناشدات لأبناء الشعب المصري من الجنسين للعدول عن هذا الاختيار المميت، من خلال تقديم الدعم النفسي والمعنوي لتلك الحالات التي تمرّ بأزمات نفسية حادة تدفعها للتفكير في الانتحار، فقد أطلق الأزهر الشريف مبادرة "#أنت_غال_علينا" لتقديم الدعم النفسي والتواصل البنّاء مع الشباب، ومساعدتهم على حلّ مشكلاتهم وتجاوز تحدياتهم، وأصدرت النيابة العامة المصرية بياناً تُحذّر فيه الشباب من "الاستهانة" بحياتهم أو "استرخاصها".
تفاصيل مبادرة الأزهر ووسائل التواصل مع أدواتها الفاعلة تمّ نشرها في بيان مفصل على الصفحة الرسمية لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
أطلق الأزهر الشريف مبادرة "#أنت_غال_علينا" لتقديم الدعم النفسي والتواصل البنّاء مع الشباب، ومساعدتهم على حلّ مشكلاتهم وتجاوز تحدياتهم
ويقدّم المركز خدماته على مدار الساعة من خلال الهاتف أو الرسائل النصّية، ويقدّم باقة علمية متنوعة من الرسائل والحملات التوعوية، والإرشادات الفقهية، والنسائم الدعوية، والدورات التدريبية؛ في إطار سعيه الدؤوب لضبط الفتوى، ونشر الوعي المجتمعي الصحيح.
من خريف إلى ربيع
تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك صورة للشيخ محمود سماحة من داخل مركز الأزهر للفتوى العالمية وتعليق له يقول فيه: "السماعة دي بنحطها على ودانا (8) ساعات يومياً، يعني (40) ساعة في الأسبوع، بنسمع فيها مشكلة كلّ واحد/ة وبنساعده يحلها ويتجاوزها"، مضيفاً: "فليتك تعلم أنّ نفسك عندنا أغلى من أيّ شيء، ليتك تتحدث معنا قبل أن تذهب إلى الاختيار القاسي"، في إشارة إلى اختيار الانتحار.
بعد انتحار شابين في اليوم نفسه أصدرت النيابة العامة المصرية بياناً أهابت فيه بنشر روح الأمل
وفي المنشور المتداول عن الدكتور سماحة أقرّ بقوله: "نعلم ما تشعر به من ضغوط نفسية، فضلاً أعطنا يدك لنجعل خريف حياتك ربيعاً. #أنت_غال_علينا. تحدّث معنا فى مركز الأزهر على رقم 19906."
نشر روح الأمل
بعد انتحار شابين في اليوم نفسه في 20 حزيران (يونيو) الجاري، أصدرت النيابة العامة المصرية بياناً الثلاثاء الماضي، أهابت فيه "بالكافة نشر روح الأمل تلك بشتى الوسائل في نفوس شبابنا، اجعلوها نداءً دائماً لهم بأنّ الفشلَ أولُ طريق النجاح، وأنّ البلاءَ مفتاحُ الفرج".
ويأتي بيان النيابة العامة بعد إقدام شابين على الانتحار، أحدهما بإلقاء نفسه من أعلى برج القاهرة، والآخر بإلقاء نفسه في النيل في مدينة طلخا في محافظة الدقهلية بدلتا مصر؛ بسبب مرورهما بـ"ضائقة مالية" و"نفسية".
وخاطبت النيابة العامة شباب مصر بالقول: "يا أيُّها الشبابُ، لا تنخدعوا بمكر الشيطان بكم، وإيَّاكم والاستهانةَ بحياتكم أو استرخاصها بصورة قليلة العلم، عظيمة الذنب والجُرم عند ربِّكم، إيَّاكم أن تنهوا حياتكم بسبب فشل أصابكم أو ضائقة حتماً ستمُرّ، فهذا من العبث والاستهانة بحرمة حياتكم التي جعلكم ربّكم حُرّاساً عليها وحُماةً لها"، مضيفة: "انظروا فيمَن حولَكم ممّن ابتُلوا واختُبِروا بألوان المصائب والبلايا، فمنهم مَن رأى اللهُ منهم صبراً ومغالبةً لأسباب حياتهم، وهذا هو المراد من ابتلائهم، فأنالهم أجرَ الصابرين بغير حساب، واعلموا أنَّ ربَّكم محيطٌ بما قدَّرَه لكم في علمه القديم، فلعلَّ في فشلكم نجاحاً، ولعلَّ في بلائكم فضلاً عظيماً وفلاحاً، فتَعْلموا حينَها عظيمَ حكمةِ ربِّكم، وواسعَ رحمته وفضله عليكم، فإنَّ بعد العسر يسراً، إنَّ بعد العسر يسراً".