الأردن وحرب المخدرات

الأردن وحرب المخدرات


09/06/2022

عهدية أحمد السيد

تواجه الأردن تصعيداً على الحدود الأردنية- السورية وصفته وسائل الإعلام بحرب المخدرات، بتواجد ميليشيات مسلحة تابعة لإيران باتت تسيطر على الجنوب السوري. وشهدت المواجهات بين الجيش الأردني ومهربي المخدرات والأسلحة تصعيداً أدى إلى سقوط نحو 40 قتيلاً منذ بداية عام 2022. وعليه، يخوض الجيش الأردني مواجهات مسلحة دفاعاً عن أمن الأردن وأمن ارتفاع مستوى التهديدات على حدود الأردن في هذه الفترة الدقيقة يؤكد انتشار مجموعات مسلحة تحصل على الإمداد والدعم اللوجستي من «حزب الله»، تعمل مع وكلاء يعيشون في تلك المناطق يمتهنون أنشطة التهريب لمعرفتهم بالطرقات، وقد زادت أنشطة الميليشيات بعد الفراغ الأمني الذي نتج عن انسحاب فصائل مسلحة تابعة لروسيا، وليس بغريب على «حزب الله» اعتماده على نشاط المخدرات كمصدر تمويل لأنشطته التخريبية، تنفيذاً لأجندات خارجية تهدد أمن الأردن والمنطقة.دول الخليج، فمسار تجار المخدرات المستهدف هو الجنوب السوري إلى الأردن وصولاً إلى دول الخليج.

جاءت التصريحات الأردنية الرسمية في نفس الاتجاه، بعد تغلغل الميليشيات المسلحة التابعة لإيران في المناطق الجنوبية لسوريا، حيث أشارت تصريحات للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، خلال لقاء مع «معهد هوفر» في جامعة ستانفورد الأميركية، إلى «إن الوجود الروسي في جنوب سوريا كان يشكل مصدراً للتهدئة»، وأضاف: «هذا الفراغ سيملؤه الآن الإيرانيون ووكلاؤهم، وللأسف أمامنا هنا تصعيد محتمل للمشكلات على حدودنا».

وعليه، تعكس تحذيرات العاهل الأردني، أن التصعيد ليس مجرد عمليات تهريب وحسب، بل يتضمن مجموعات مسلحة تهدف لتحويل الأردن إلى ممر للمخدرات يصل إلى دول الخليج، كما أشارت تحذيرات الملك عبدالله الثاني، إلى أن الفراغ الروسي في الجنوب السوري الناتج عن تبعات الأزمة الأوكرانية، ستسعى الميليشيات التابعة ل«حزب الله» لملئه.

عاد المشهد السوري للواجهة من جديد، واندلعت حرب المخدرات على الحدود الأردنية في توقيت دقيق، حيث جاءت بعد أشهر من الانفراجة والتهدئة في ملف سوريا، وفي توقيت يتزامن مع مفاوضات الاتفاق النووي بين إيران والمعسكر الغربي، ولا أستبعد أن يحدث تصعيد على حدود حلفاء تقليديين لواشنطن في محاولة للضغط على الولايات المتحدة.

ومن جانب آخر، تأتي تداعيات الأزمة الأوكرانية والانشغال الروسي بالعمليات العسكرية، لتدفع باتجاه سحب القوات المنتشرة في الجنوب السوري، وبهذا تضرب روسيا عصفورين بحجر، أولها الاستفادة عسكرياً من سحب قواتها، وفي نفس الوقت تشكل ضغطاً على أميركا، لأن هذا الفراغ سيسفر عن تصعيد على حدود دولة حليفة لواشنطن، ما سيجبر الولايات المتحدة على التنسيق مع موسكو في ما يخص الجنوب السوري، وفي الوقت نفسه جذبها للتنسيق في عمليات أوكرانيا العسكرية.

تقوم القيادة الأردنية بدور كبير في احتواء التصعيد، ويقوم الجيش الأردني بعمل جبار للقضاء على عصابات تهريب المخدرات والأسلحة، وكلنا ثقة في قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، وقدرته على تجاوز الأزمة التي لا تمس أمن الأردن وحسب، بل أمن الخليج والمنطقة العربية.

عن "الاتحاد" الإماراتية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية