
تطرق كاتب صحفي أردني للتسريبات المتعلقة بحلّ جماعة الإخوان المسلمين، واستعرض أسباب تلك التسريبات، ودور الأحداث التي تجري في الشارع الأردني، أو تحت قبة البرلمان، في الأزمات السياسية التي تعصف بالجماعة.
وقال الكاتب محمود عواد الدباس في مقالة تحت عنوان: "هل الإخوان المسلمون وحزب جبهة العمل الإسلامي على طاولة صانع القرار؟" نشرها موقع (عمون): "أخبار كثيرة يتناقلها عدد من الأشخاص على منصات التواصل الاجتماعي، ساعة تسمع تسريبًا أو توقعًا عن توجه لحل جماعة الإخوان المسلمين، وساعة تسمع عن حلّ حزب جبهة العمل الإسلامي".
وتابع: "كل تلك التوقعات أو التسريبات جاءت نتيجة ما يتم في البرلمان منذ الثامن عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) من السنة الماضية، وكل ما يتم في الشارع العام منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) من العام قبل الماضي. كلمات في البرلمان من نواب حزب جبهة العمل الإسلامي تثير أزمات متتالية في قضايا حساسة جدًا تخص التاريخ الأردني وتخص الجهات السيادية. هتافات في المسيرات التي يشرفون عليها في الشارع تتسبب في ضرب الجبهة الداخلية وتخص التشكيك في موقفنا تجاه غزة. والسبب الثالث في هذه التسريبات هو تصريحات الملك عبد الله الثاني في الشهر قبل الماضي حينما قال بوجود أناس بيننا يتلقون أوامر وتعليمات من الخارج، فقد أدت تلك التصريحات إلى وجود كثيرين يلصقون هذه التهمة بالإخوان المسلمين وبحزب جبهة العمل الإسلامي، في إشارة منهم إلى العلاقة الخاصة مع حماس، وكذلك أنّهم جزء من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين.
في كافة الدول العربية، فإنّ التضامن هو مع غزة، لكن في الأردن فإنّ الإخوان المسلمين، ومعهم حزب جبهة العمل الإسلامي، متضامنون مع حماس.
وأوضح الدباس: "في كافة الدول العربية، فإنّ التضامن هو مع غزة، لكن في الأردن فإنّ الإخوان المسلمين، ومعهم حزب جبهة العمل الإسلامي، متضامنون مع حماس في حالة تباين كبيرة مع توجهات النظام ومعه عموم المواطنين في الانحياز إلى غزة وليس إلى حماس.
وأضاف الكاتب الصحفي: "في جميع الدول العربية لا يوجد امتداد سياسي واجتماعي لحركة حماس إلا في الأردن بسبب اللون الواحد الذي يجمعهم مع الإخوان المسلمين. وعلى الجهة الأخرى نجد دولًا عربية أخرى معادية لجماعة الإخوان وصنفتها على بند محظورة.
وختم مقالته بالقول: إنّ النخب السياسية الواعية كانت ترى في الإسلام السياسي تأكيدًا على حقيقة التنوع داخل المجتمع الأردني. لكن مؤخرًا باتت الحالة عكسية، وبدلًا من التنوع دخلنا في الانقسام السياسي وتفتت الجبهة الداخلية. نتيجة لذلك كله؛ هل ضاق النظام ذرعًا بالإخوان المسلمين، فبات الخلاص منهم هو الحلّ الوحيد؟