
تتوسع رقعة الاحتجاجات في تركيا لتشمل العديد من المناطق، وباتت تتجاوز مصير رئيس بلدية إسطنبول الموقوف أكرم إمام أوغلو المعارض الأكبر للرئيس رجب طيب أردوغان، في تحدٍّ للسلطات، وذهب بعض النشطاء إلى حدّ القول إنّ "تركيا تنتفض''، ويتساءل البعض أين الإعلام المقرّب من تنظيم جماعة الإخوان المسلمين التي تبالغ في مواكبة الأحداث وتطوراتها في الدول الأخرى؟
ووفق تقرير لشبكة (سكاي نيوز) فإنّ إعلام الإخوان المسلمين يغيب بشكل لافت عمّا يجري في تركيا، ولم تعرض أيّ مؤسسة تابعة للجماعة أو لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا أيّ تقرير يتحدث عمّا يجري من غضب شعبي في الشارع التركي، وكيف بدأ أردوغان يتحسس خطره واقترابه من نظامه بشكل جدّي.
ووفق ما نقلت مواقع محلية، منها (ترك برس)، فإنّ حزب العدالة والتنمية الحكام يراقب عن كثب الاحتجاجات، لافتًا إلى أنّه يدرك بالاعتماد على تقارير أنّ الانفجار الأعظم اقترب في ظل توسع الاحتجاجات بشكل غير مسبوق، وأنّه لا يقتصر على مؤيدي إمام اوغلو، بل تجاوزها، ويشارك في الوقت الراهن الكثير من الأتراك بسبب انخفاض الرواتب وارتفاع الأسعار وتضخمها، أي أنّ أسبابهم اقتصادية بحتة، بعيدًا عن الحزب الجمهوري.
وأكدت (سكاي نيوز) أنّ رصدها لمواقع التواصل الاجتماعي يوضح غيابًا كليًّا لمناصري الجماعة على مواقع التواصل، وعدم نشر أيّ تعليقات أو منشورات حول الأوضاع في تركيا، ممّا يؤكد أنّ اللجان الإلكترونية التابعة للنظام التركي تتحرك بتوجيهات، وأنّ الأمور لا تتعلق بمواقف مؤيدة له أو بحركات شعبية عفوية داعمة لأردوغان وحزبه.
وفي السياق ذاته نفى حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا أول من أمس بشدة اتهامات المعارضة بـ "انقلاب مدني"، عقب احتجاز عمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو.
ووصف المتحدث باسم الحزب "ممثل جماعة الإخوان المسلمين في تركيا" عمر تشيليك المزاعم بأنّها "ذروة اللّاعقلانية السياسية"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية.
ونفى تشيليك في خطابه بأنقرة أنّ الحزب الذي ينتمي إليه الرئيس رجب طيب أردوغان لديه أيّ صلات بأوامر الاحتجاز الصادرة بحق إمام أوغلو و(105) آخرين.
وقد اتهم قادة المعارضة، بما في ذلك رئيس حزب الشعب الجمهوري، حزب المعارضة الرئيسي، أوزجور أوزيل، اتهموا الحكومة بتدبير الخطوة لتهميش الخصم السياسي الرئيسي لأردوغان قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في 2028.
واستجوبت الشرطة مجددًا رئيس البلدية المتهم بـ "الفساد" و"الإرهاب" لمدة (5) ساعات أمس، قبل أن يمثل أمام المدعي العام الذي سيقرر المراحل التي ستلي احتجازه الذي من المقرر أن ينتهي صباح اليوم، حسبما نقلت وكالة (رويترز) عن فريقه القانوني.
هذا، وأعلن وزير الداخلية التركي علي يرليكايا اعتقال (343) شخصًا في (10) ولايات خلال الاحتجاجات ضد اعتقال عمدة بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو.
وقال على حسابه في موقع (X): إنّ (343) شخصًا تم اعتقالهم الليلة الماضية في إسطنبول وأنقرة وإزمير وأضنة وأنطاليا وجناق قلعة وإسكي شهير وقونيا وأدرنة، فيما يتعلق بالتحقيق الذي أجرته بلدية إسطنبول الكبرى من قبل مكتب المدعي العام في إسطنبول، وفق ما نقلت صحيفة (زمان).
وأضاف أنّ أولئك الذين يسعون إلى الإخلال بالنظام الاجتماعي وتهديد أمن وسلامة أمتنا، والسعي إلى الفوضى والاستفزاز، لن تتاح لهم الفرصة، ولن يتم التسامح معهم أبداً. وإنّ رجال الشرطة لدينا، الذين هم ضمانة سلامنا وأمننا، يعملون ليل نهار.
وتشهد تركيا منذ الأربعاء تظاهرات متزايدة خرجت في أكثر من ثلثي محافظات تركيا البالغة (81)، بحسب تعداد أجرته وكالة (فرانس برس)، حتى في معاقل حزب العدالة والتنمية الحاكم، مثل قونية (وسط) وطرابزون وريز على البحر الأسود، رغم حظر السلطات التجمعات، والانتشار الكثيف للشرطة.
وشاركت أطياف سياسية مختلفة في هذه التجمعات، منهم جماعة الإخوان المسلمين، وغالبًا ما كان يقودها شباب، لا سيّما الطلاب الذين يوصفون بأنّهم لا يهتمون عادة بالسياسة.