اكتشاف ثوري في أدمغة النمل قد يقضي على آثار الشيخوخة.. كيف؟

اكتشاف ثوري في أدمغة النمل قد يقضي على آثار الشيخوخة.. كيف؟


17/11/2021

توصلت دراسة علمية حديثة إلى طريقة ثورية لعلاج آثار مرحلة الشيخوخة، وإعادة المرونة إلى أدمغة الأشخاص في هذه مرحلة، من خلال بروتينات موجودة في أدمغة النمل. 

ونجح علماء الأحياء في كلية بيرلمان للطب بجامعة بنسلفانيا في عزل الخلايا العصبية من أدمغة النمل الهندي القافز، الذي اشتق اسمه من قدرته على القفز بضع بوصات، وفقاً لما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

وتوصل الباحثون في الدراسة إلى أنّ البروتين المُسمّى "Kr-h1"، يُنظّم انتقال النمل من شغالات تقليدية، مكلفة بإيجاد الطعام، إلى حالة "ملكات" النمل المسؤولة عن التكاثر في مستعمرة لا توجد فيها ملكة رئيسية.

وأوضح بروفيسور روبرتو بوناسيو، الباحث الرئيسي في الدراسة، أنّ أدمغة الحيوانات تتميز بقابليتها لإعادة التشكُل، مشيراً إلى أنّ عملية مماثلة تحدث في أدمغة البشر، مثل التغيرات في السلوك خلال فترة المراهقة، والتي تُعدّ عملية ضرورية للبقاء على قيد الحياة، لكنّ الآليات التي تتحكم فيها لا تكون مفهومة بشكل تام.

أمّا في مستعمرة النمل، فتحافظ الشغالات على المستعمرة من خلال إيجاد الطعام ومحاربة الغزاة، في حين أنّ المهمة الرئيسية للملكة تكون وضع البيض المخصّب وغير المخصّب.

وفي فصيلة النمل الهندي القافز، تمتلك الشغالات القدرة على التكاثر ووضع البيض، لكن يعيق هذا التحوّل وجود الملكة، ومن ثمّ عندما تموت الملكة، تبدأ فترة من القتال العنيف، ليفوز بعدها عدد قليل من الشغالات بحقّ التكاثر ووضع البيض؛ بما يؤدي إلى حدوث تغييرات جذرية في السلوك الاجتماعي داخل المستعمرة، مع ملاحظة أنه من الممكن عكس هذه التغييرات وتحويل الملكات الإضافية إلى شغالات مرة أخرى.

ولفت بوناسيو إلى أنّ "الملكات يولدن ملكات"، وعندما يخرجن كملكات من البويضة تكون لديهن أجنحة، في حين أنّ الشغالات يولدن بلا أجنحة، ولا يصبحن ملكات إلا في حالة وجود تغير في الظروف داخل المستعمرة.

 

اكتشاف هذه البروتينات قد يسمح بإعادة المرونة إلى أدمغة الأشخاص التي فقدتها في مرحلة الشيخوخة

 

واكتشف الباحثون أنّ بروتين "JH3 " و"و20 " أنتجا أنماطاً مميزة من التنشيط الجيني في أدمغة الشغالات والملكات، أثرا على الخلايا العصبية من خلال تنشيط Kr-h1، وهو البروتين الذي يقمع سلوك الشغالات، ويعزز سلوك الملكات.

ولعل الرسالة الرئيسية في هذه الدراسة هي أنه في مستعمرات النمل يتم تحديد أنماط سلوكية متعددة في الوقت نفسه في الجينوم، وأنّ تنظيم الجينات يمكن أن يكون له تأثير كبير على السلوك الذي ينفذه الكائن الحي.

وبعبارة أخرى؛ فإنه يمكن لأيّ شخص أو كائن حي أن يلعب أيّ دور بحسب المفاتيح الجينية التي يتم تشغيلها أو إيقاف تشغيلها.

وعلى ذلك، يعتقد بروفيسور بوناسيو أنّ بروتينات أخرى مماثلة يمكن أن يكون لها وظائف مماثلة في الأدمغة الأكثر تعقيداً، مثل أدمغة البشر، مشيراً إلى أنّ اكتشاف هذه البروتينات قد يسمح لنا يوماً ما بإعادة المرونة إلى الأدمغة التي فقدتها، على سبيل المثال أدمغة الأشخاص في مرحلة الشيخوخة.

ويخطط الباحثون في الدراسات المستقبلية لاستكشاف دور بروتين Kr-h1 في الكائنات الحية الأخرى، وكذلك كيفية تأثير البيئة على تنظيم الجينات، وبالتالي على مرونة المخ وقابليته لإعادة التشكيل، ما يعني حلّ الكثير من المشاكل المتعلقة بعدم مرونة الدماغ، وإعادة تشكّل خلاياه، وبالتالي علاج الزهايمر ومشاكل الذاكرة عموماً.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية