اسلاميو المغرب يتوجسون من سيناريو حكومة إنقاذ وطني

اسلاميو المغرب يتوجسون من سيناريو حكومة إنقاذ وطني


04/08/2020

يواجه حزب العدالة والتنمية الإسلامي المغربي الذي يقود الائتلاف الحكومي ضغوطا سياسية متزايدة على ضوء إدارة حكومة سعدالدين العثماني لأزمة تفشي فيروس كورونا التي تؤكد مصادر سياسية ومنظمات مدنية أنها لم ترق إلى المستوى المطلوب، مشيرة إلى غياب تصور واضح للخروج من الأزمة.

وكان لافتا في الفترة الأخيرة تعالي الأصوات المنادية بحكومة إنقاذ وطني تضم كفاءات لتعمل مع العاهل المغربي الملك محمّد السّادس على إخراج البلاد من الأزمتين الاقتصادية والاجتماعية.

ويثير هذا السيناريو مخاوف إسلاميي المغرب ويرفضونه شكلا ومضمونا، وسط قلق من أي مسار آخر من شأنه أن يكبدهم خسائر سياسية، فيما لاتزال نكسات الحكومة السابقة التي قادها العدالة والتنمية حينها برئاسة عبدالاله بنكيران تلقي بظلال ثقيلة على الحزب الاسلامي.

ووجدت حكومة العثماني نفسها في مواجهة وضع صعب على أكثر من جبهة تتصدرها الجبهتان الاجتماعية والاقتصادية وهي تركة ثقيلة ورثها العثماني عن حكومة سلفه بنكيران.

ولطالما قدم إسلاميو المغرب أنفسهم كقوة وازنة لها قاعدة شعبية متينة قادرة على التعامل مع التحديات المستجدة، إلا أن تفشي فيروس كورونا كشف عن قصور في المعالجة والتعاطي برؤية واضحة لإدارة الأزمة بشكل فعال.

ويحسب للعثماني تحريك أكثر من ملف داخلي، لكن المعالجة لم ترق لمستوى التحديات التي طرحها فيروس كورونا كاشفا عن خلل في التعاطي الحكومي مع الأزمة وعدم قدرة المنظومة الصحية على مجاراة تطورات الوباء.

وتعتقد مصادر سياسية مغربية أن حكومة العثماني لم تتخذ التدابير اللازمة والجريئة لوقف تمدد الجائحة في عدة أنحاء من المملكة.

ووسط هذا الوضع تعالت أصوات منادية بتشكيل حكومة كفاءات أو ائتلاف حكومي موسع وهو أمر ترفضه عدة أحزاب منها أحزاب الأغلبية وحزب العدالة والتنمية لاعتبارات منها أن الذهاب في هذا المسار يعني تأخير إجراء الانتخابات التشريعية.

وتجادل الأصوات المنادية بتشكيل حكومة إنقاذ وطني أو حكومة وحدة وطنية موسعة، بأن هذا الخيار سيساعد على دفع سريع لحل الأزمتين الاقتصادية والاجتماعية.

وكان الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر قد طالب بإنهاء حكومة العثماني والذهاب إلى خيار حكومة وحدة وطنية، معتبرا أنه في ظل الوضع الراهن ومع تفشي وباء كوفيد 19 سيصبح اللجوء لائتلاف حكومي موسع أمرا حتميا.

لكن العثماني رفض هذا التوجه معتبرا أن الدفع باتجاه حكومة وحدة وطنية موسعة أو حكومة إنقاذ وطني محاولة للالتفاف على المسار الديمقراطي في المغرب.

وحاجج بأنه "لا معنى لحكومة إنقاذ وطني، لأنه يتم اللجوء إليها عندما تكون هناك أزمة سياسية في البلاد ونحن لسنا في أزمة سياسية ولم يقل بهذا أحد".

وأثقل فيروس كورونا على حكومة العثماني التي تعكف على أكثر من ملف محلي ملح بينها التشغيل والتنمية هي مطالب فشلت حكومة سلفه عبدالاله بنكيران في تحقيقها.

وقد قررت وزارة الصحة تعليق الإجازات السنوية للأطباء والعاملين في المستشفيات العامة ابتداء من الاثنين، في ظل ارتفاع عدد المصابين بوباء كوفيد-19 خلال الأيام الأخيرة بالمغرب.

وقالت الوزارة في مذكرة نشرتها وسائل إعلام محلية "نظرا للتطور الذي تعرفه الوضعية الوبائية لانتشار فيروس كورونا ببلادنا فقد تقرر ابتداء من 3 أغسطس/اب تعليق منح الرخص السنوية حتى إشعار آخر وذلك لضرورة المصلحة".

ودعت الأطباء والطواقم الطبية الموجودين حاليا في عطلة إلى الالتحاق بمقار عملهم خلال اليومين المقبلين.

وسجل المغرب ارتفاعا في أعداد الإصابات بوباء كوفيد-19 خلال الأيام الأخيرة، مع أرقام قياسية بلغت 1046 الخميس و1063 الجمعة. وفاق مجموع المصابين 25 ألفا و500 توفي منهم 382، بحسب آخر حصيلة رسمية

وأوضح وزير الصحة خالد آيت الطالب الأسبوع الماضي أن "عدد الإصابات المسجلة خلال أسبوع واحد يفوق ما سجل طيلة أربعة أشهر".

وقررت السلطات بسبب ذلك تعليق التنقل من والى ثماني مدن كبرى ومتوسطة ابتداء من الاثنين الماضي حتى إشعار آخر.

وجاء ذلك بعد أسبوع من إعلان بدء المرحلة الثالثة من تخفيف إجراءات الإغلاق الصحي، الذي فرض في المملكة بين مارس/اذار ومطلع يونيو/حزيران.

ولا تزال الحدود مغلقة منذ منتصف مارس/اذار باستثناء رحلات خاصة للمغاربة والأجانب المقيمين في المملكة.

عن "ميدل إيست أونلاين"


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية