استهداف (البرج 22) على الحدود الأردنية... أمريكا تتوعد وإيران تنفي والفصائل تتهيأ لردٍ قاسٍ

استهداف (البرج 22)... أمريكا تتوعد وإيران تنفي والفصائل تتهيأ لردٍ قاسٍ

استهداف (البرج 22) على الحدود الأردنية... أمريكا تتوعد وإيران تنفي والفصائل تتهيأ لردٍ قاسٍ


29/01/2024

أعلنت وسائل إعلام أمريكية أمس مقتل (3) جنود أمريكيين، وإصابة نحو (34) عسكرياً في هجوم بطائرة مسيّرة على قاعدة للقوات الأمريكية في الأردن.

وقال الجيش الأمريكي في بيان نقلته شبكة (سي إن إن): هذه المرة الأولى التي يقتل فيها عسكريون أمريكيون بنيران معادية منذ بدء العدوان في غزة، وأشار مسؤول دفاعي أمريكي إلى إجلاء (8) من الجنود المصابين من الأردن لحاجتهم لتدخل طبي جراء إصابات في الدماغ، وسط ترجيحات بأن يرتفع عدد المصابين، لأنّ الأعراض غالباً ما تستغرق وقتاً لتتطور وتظهر، وفق ما نقلت شبكة (فوكس نيوز).

واستهدفت درون مجهولة قاعدة (البرج 22)، المخصصة للدعم اللوجستي لقاعدة التنف الواقعة جنوب شرقي سوريا والقريبة من الحدود الأردنية.

وقالت في البيان: إنّ نحو (350) عسكرياً من سلاحَي البر والجو الأمريكيَّين ينتشرون في القاعدة، وينفّذون عدداً من مهمّات الدعم الأساسية، بما في ذلك دعم قوات التحالف ضد تنظيم داعش.

ويعتقد عدد من مسؤولي الدفاع والمخابرات الأمريكيين، نقلت عنهم وكالة (رويترز)، أنّ الهجوم أحادي الاتجاه الذي شنته مسيّرة تابعة لفصائل مدعومة من إيران أمس ضد قاعدة التنف وقاعدة (البرج 22) للدوريات والعمليات في شمال شرق الأردن، انطلق من أو بالقرب من قاعدة الإمام علي العسكرية.

وأوضح المسؤولون أنّ قاعدة الإمام علي قاعدة إيرانية تقع بالقرب من بلدة البوكمال في محافظة دير الزور جنوب سوريا، ويديرها الحرس الثوري الإيراني، إلى جانب العديد من الميليشيات المدعومة إيرانياً، بما في ذلك كتائب حزب الله.

أعلنت وسائل إعلام أمريكية أمس مقتل (3) جنود أمريكيين

هذا، وتعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بالرد بعد مقتل (3) عسكريين أمريكيين، محمّلاً مسؤولية الهجوم إلى فصائل موالية لإيران.

وقال بايدن في بيان نقلته وكالة (فرانس برس): "الليلة الماضية قُتل (3) من أفراد الجيش الأمريكي، وأصيب آخرون، في هجوم بطائرة مسيّرة على قواتنا المتمركزة في شمال شرق الأردن"، مشيراً إلى أنّ الهجوم "نفذته مجموعة من المسلحين المتطرفين الموالين لإيران تنشط في سوريا والعراق".

 

مسؤول دفاعي أمريكي يشير إلى إجلاء (8) من الجنود المصابين من الأردن، لحاجتهم لتدخل طبي، جراء إصابات في الدماغ.

 

وأضاف: "لا يساوركم شك في أنّنا سنحاسب جميع المسؤولين في الوقت والطريقة اللذين نختارهما".

بدوره، توعد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن بالرد على الهجوم في الوقت والمكان الذي تختاره بلاده. وأضاف أنّ "الجماعات المسلحة المدعومة من إيران وراء الهجمات المستمرة على القوات الأمريكية في المنطقة"، لافتاً إلى أنّ الهجوم استهدف قوات أمريكية وأخرى للتحالف الدولي.

من جانبها، تبنّت ما يُعرف بـ "المقاومة الإسلامية في العراق"، التي تضم فصائل عدة موالية لطهران، على حسابها في (تليغرام)، "هجماتٍ شُنّت فجر أمس بمسيّرات" على (3) قواعد، بينها التنف والركبان.

في الأثناء، بدأت مجموعات مسلحة مقربة من إيران إخلاء مواقعها في شرق سوريا بعد تهديد الرئيس الأمريكي جو بايدن بالرد على المسؤولين عن الهجوم.

 

مسؤولون أمريكيون: الهجوم الذي شنته مسيّرة تابعة لفصائل مدعومة من إيران، انطلق من أو بالقرب من قاعدة الإمام علي العسكرية

 

وأفادت مصادر محلية لقناة (رووداو) الكردية أنّ عناصر الفصائل المسلحة أخلوا مواقعهم شرق سوريا، خاصة في البوكمال والميادين، خوفاً من هجوم أمريكي محتمل.

من جانبها، نفت إيران اليوم ضلوعها بالهجوم الذي استهدف القاعدة الأمريكية على الأراضي الأردنية أمس، حسبما نقلت وكالة الأنباء الرسمية (إرنا).

وقال ممثل طهران في الأمم المتحدة أمس: إنّ "إيران ليس لها علاقة بهذه الهجمات، وإنّ الصراع يدور بين جيش الولايات المتحدة الأمريكية وبين ما سمّاها "جماعات المقاومة في المنطقة".

وتعقيباً على بيان لوزير الخارجية البريطاني ديفيد كامرون، دعا فيه طهران إلى "وقف التصعيد"، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، في بيان أوردته (إرنا): إنّ "هذه الاتهامات غرضها سياسي، ويهدف إلى قلب الحقائق في المنطقة".

بايدن: الهجوم نفذته مجموعة من المسلحين المتطرفين الموالين لإيران تنشط في سوريا والعراق، وسوف نحاسب المسؤولين

بدوره، أدان الأردن اليوم "الهجوم الإرهابي" الذي استهدف موقعاً متقدماً على الحدود مع سوريا، وأدى إلى مقتل (3) جنود أمريكيين وجرح آخرين من القوات الأمريكية التي تتعاون مع الأردن في مواجهة خطر الإرهاب وتأمين الحدود.

وأعرب وزير الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة مهند مبيضين، في تصريح صحفي نقلته القناة الرسمية، عن تعازي الأردن للولايات المتحدة بضحايا الهجوم الذي نفذ بطائرة مسيّرة، وتمنياته للجرحى بالشفاء.

وقال المبيضين: "إنّ الهجوم الإرهابي لم يؤدّ إلى أيّ إصابات في صفوف نشامى القوات المسلحة".

وأكد المبيضين أنّ الأردن سيستمر في مواجهة خطر الإرهاب وتهريب المخدرات والسلاح عبر الحدود السورية إلى الأردن، وسيتصدى بكل حزم واقتدار لكل من يحاول الاعتداء على أمن المملكة.

 

"المقاومة الإسلامية في العراق" تعلن عبر حسابها في (تليغرام) مسؤوليتها عن الهجوم، وتؤكد أنّها شنت هجمات على (3) قواعد

 

وفي إطار منفصل، نقلت وكالة (رويترز) عمّن وصفته بالمصدر الأمني الرفيع قوله: إنّ الأردن طلب إرسال أنظمة دفاع جوي (باتريوت) من واشنطن، مؤكداً أنّ بلاده نبهت واشنطن مؤخراً إلى الحاجة لتعزيز الدفاعات ضد ميليشيات تدعمها إيران.

وتابع المصدر: الأردن طلب في الآونة الأخيرة إرسال دعم ومعدات أمريكية أكثر تقدّماً.

هذا، واعتبرت تلك الضربة بالنسبة إلى العديد من المراقبين تصعيداً خطيراً، لا سيّما أنّها المرة الأولى التي يُقتل فيها عسكريون أمريكيون بنيران معادية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يوم 7 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.

وأتى الهجوم في توقيت محرج لبايدن الساعي إلى ولاية ثانية في البيت الأبيض عبر الانتخابات الرئاسية المرتقبة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، والذي تعرّض للعديد من الانتقادات، لا سيّما من منافسه الجمهوري دونالد ترامب الذي وصفه مراراً بالضعيف، كما اتهمه باعتماد "أسلوب متراخٍ" مع طهران.

ورأى العديد من المحللين والمراقبين أنّ الإدارة الأمريكية الحالية أمام (3) خيارات للرد؛ أوّلها ضرب فصائل مسلحة موالية لإيران في العراق وسوريا بشكل موجع، ثانياً ضرب قواعد إيرانية في سوريا، وثالثاً استهداف مواقع في الداخل الإيراني، على الرغم من استبعاد هذا الاحتمال.

 

إيران تؤكد أنّه ليس لها علاقة بهذه الهجمات، وأنّ الصراع يدور بين جيش الولايات المتحدة الأمريكية وجماعات المقاومة في المنطقة

 

وفي السياق، اعتبر جويل رايبورن، الذي عمل مبعوثاً خاصاً لسوريا خلال إدارة ترامب، أنّ الهجوم على (البرج 22) في شمال شرقي الأردن طال هدفاً سهلاً على أراضي دولة حليفة، وتجاوز بذلك جميع الخطوط الحمراء.

ورأى أنّ على واشنطن البحث في كيفية تدفيع الإيرانيين ثمن هذا الهجوم بشكل مباشر، مرجحاً أن تستمر هجمات الفصائل الموالية لطهران، إن لم ترد أمريكا بشكل فعال، وفق ما نقلت صحيفة (وول ستريت جورنال).

من جهته، أشار مفاوض السلام الأمريكي السابق في الشرق الأوسط، الذي يعمل حالياً في مؤسسة (كارنيجي) للسلام الدولي آرون ديفيد ميلر، إلى وجود عدة طرق للرد، تشمل استهداف أفراد إيرانيين في سوريا أو العراق، أو حتى الأصول البحرية الإيرانية في الخليج العربي.

وقال: "ما تحتاج الإدارة إلى القيام به في الوقت الحالي هو إرسال إشارة واضحة مفادها أنّ استمرار هذه الهجمات سيثير ردّ فعل أقوى بكثير من السابق".

 السيناتور توم كوتون: الولايات المتحدة يجب أن تردّ عبر انتقام عسكري مدمر ضد القوات الإرهابية الإيرانية

وأوضح أنّه يمكن الرد بقوة دون تجاوز الخط الأحمر، ألا وهو تنفيذ ضربات مباشرة على الأراضي الإيرانية.

في المقابل، دعا العديد من الجمهوريين خلال الساعات الماضية إلى ضرب أهداف داخل إيران.

وقال السيناتور توم كوتون (جمهوري من أركنساس)، وعضو لجان الخدمات المسلحة والاستخبارات بمجلس الشيوخ: إنّ الولايات المتحدة يجب أن تردّ عبر "انتقام عسكري مدمر ضد القوات الإرهابية الإيرانية، سواء في إيران أو في جميع أنحاء الشرق الأوسط".

ورأت مجلة (ناشيونال إنترست) الأمريكية أمس أنّ عملية تمركز القوات الأمريكية في العراق وسوريا الآن، تمثل آخر بقايا المغامرة الأمريكية الفوضوية والمدمرة التي استمرت عقدين من الزمن، وقد حان الوقت لعودة الجنود إلى وطنهم.

وبحسب تقرير للمجلة الأمريكية، ترجمته وكالة (شفق نيوز)، فإنّه "منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) أصبح الشرق الأوسط على شفا حرب إقليمية شرسة"، مضيفاً أنّه "برغم التهديد المتمثل باحتمال انجرار الولايات المتحدة إلى حرب أخرى طويلة ومكلفة في الشرق الأوسط، فإنّ نحو (3400) جندي أمريكي ما يزالون منتشرين في سوريا والعراق بأهداف غير واضحة".

 

الأردن يدين الهجوم الإرهابي الذي استهدف موقعاً متقدماً على الحدود مع سوريا، الذي قتل وجرح عدداً من  القوات الأمريكية التي تتعاون مع الأردن في مواجهة خطر الإرهاب

 

وبالنظر إلى عدم قدرتها على الرد، فإنّ هؤلاء الجنود الأمريكيين أصبحوا أهدافاً سهلة للميليشيات التي شنت عليهم أكثر من (150) هجوماً، ولهذا فإنّ الوقت قد حان من أجل إعادة هؤلاء الرجال والنساء إلى منازلهم وإبعادهم عن الأذى، وفق التقرير الأمريكي.

وتبعد قاعدة (البرج 22) نحو (20) كيلومتراً عن قاعدة التنف العسكرية السورية، وهي داخل الأراضي الأردنية، ويتمركز بها عدد من القوات الأمريكية والمستشارين العسكريين، معظمهم في مهام استراتيجية وتدريبية.

يُذكر أنّ القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي المناهض لتنظيم داعش المنتشرة في العراق وسوريا، استُهدفت بنحو (160) هجوماً منذ منتصف تشرين الأول (أكتوبر)، وفق وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، ونفّذت واشنطن ضربات انتقامية في كلا البلدين.

مواضيع ذات صلة:

غزة على حافة مجاعة: طوابير طويلة من أجل كسرة خبز

-كيف ستنتهي الحرب الإسرائيلية على غزة؟.. أبرز السيناريوهات




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية